الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"داعش" يستعيد نصف البوكمال و"حزب الله" لا يستبعد وجود البغدادي فيها

"داعش" يستعيد نصف البوكمال و"حزب الله" لا يستبعد وجود البغدادي فيها
"داعش" يستعيد نصف البوكمال و"حزب الله" لا يستبعد وجود البغدادي فيها
A+ A-

استعاد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أمس، إثر هجوم مضاد، نصف مساحة البوكمال الحدودية مع العراق غداة إعلان الجيش السوري وحلفائه الخميس السيطرة الكاملة على المدينة التي تعد الأخيرة في أيدي الجهاديين في سوريا. 

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن "داعش" شن مساء الخميس هجوماً مضاداً أتاح له صباح الجمعة الاستيلاء على أحياء عدة في الجزء الشمالي من المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم الجهادي سيطر على "أكثر من 40 في المئة من المدينة، تتركز في أحياء في شمالها وشمال شرقها وشمال غربها".

وأوضح أن التنظيم "يحاول الدفاع عن آخر معاقله" في سوريا، حيث لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة.

وانكفأ "داعش" في مواجهة هجمات عليه على طرفي الحدود السورية - العراقية، إلى مدينة البوكمال.

الا أن قوات النظام السوري وحلفاءها أحرزت تقدماً سريعاً في اتجاه المدينة عززته سيطرة القوات العراقية الأسبوع الماضي على قضاء القائم على الجهة المقابلة للحدود.

وأكد عبد الرحمن أن "حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني ومقاتلين عراقيين شكلوا عماد المعركة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من البوكمال".

وتحدثت الامم المتحدة عن إجبار المعارك الدائرة في اتجاه البوكمال منذ أسابيع نحو 120 ألف شخص على النزوح من المدينة.

ولاحظ عبد الرحمن ان المدينة كانت "خالية من المدنيين" حين سيطرت عليها قوات النظام.

ويسعى عدد كبير من المدنيين إلى الفرار من مناطق سيطرة "داعش"، حتى أنّ بعضهم يهيم في المناطق الصحراوية حيث تنعدم الاتصالات.

وسيطر "داعش" منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الاحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة. إلا أنه على وقع هجمات شنها أطراف عدة، خسر التنظيم المتطرف خلال الأسابيع الأخيرة الجزء الأكبر من المحافظة، وطُرد تماماً من مركزها مدينة دير الزور.

وتشكل محافظة دير الزور مسرحاً لعمليتين عسكريتين منفصلتين، الأولى يقودها الجيش السوري وحلفاؤه بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث تقع دير الزور والبوكمال، والثانية تخوضها "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)، وهي فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، عند الضفاف الشمالية للنهر الذي يقسم المحافظة.

وتحرز "قسد" منذ أسابيع تقدماً على حساب "داعش" في منطقة يغلب عليها الطابع الصحراوي، وقد تمكنت الخميس من طرد الجهاديين من أربع قرى جديدة.

واستعادت قوات النظام السوري خلال السنتين الأخيرتين زمام المبادرة الميدانية بفضل الدعم الجوي الروسي أساساً. وباتت تسيطر اليوم على 52 في المئة من مساحة البلاد، بعد معارك على جبهات مختلفة سواء ضد الجهاديين أو الفصائل المعارضة. ويعتقد محللون أن قوات النظام ستسعى مستقبلاً إلى استعادة المناطق التي سيطرت عليها "قسد"، ومنها مدينة الرقة.

وبات "داعش" يسيطر على 30 في المئة فقط من مساحة محافظة دير الزور تضم نحو 30 قرية وبلدة على ضفاف نهر الفرات، فضلاً عن منطقتين صحراويتين، الاولى في الريف الشرقي حيث تخوض "قسد" بدعم أميركي عمليات ضده، والثانية في الريف الجنوبي حيث يقاتله الجيش السوري وحلفاؤه.

ولا يزال التنظيم الجهادي يسيطر على جيوب محدودة في محافظة حمص بوسط البلاد، فضلاً عن حي الحجر الأسود وجزء من مخيم اليرموك في جنوب دمشق. كما يسيطر فصيل "جيش خالد بن الوليد" الموالي له على مناطق محدودة في محافظة درعا جنوباً.

ولم يعد أمام القوات العراقية سوى استعادة قضاء راوة المجاور ومناطق صحراوية محيطة من محافظة الأنبار، لتعلن استعادة كل الأراضي التي سيطر عليها التنظيم المتشدد عام 2014.

وعلى رغم الخسائر الميدانية الكبيرة خلال الأشهر الأخيرة، لا يزال التنظيم المتطرف يحتفظ بقدرته على الحاق اضرار جسيمة من خلال هجمات انتحارية وتفجيرات وخلايا نائمة.

ويرى المحللون أن انتكاسات "داعش" لا تعني هزيمته نهائيا أو القضاء عليه، متوقعين عودته على شكل حركة تمرد ضد خصومه.


مصير البغدادي

ويسود الغموض اليوم مصير زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، الذي بث له آخر تسجيل في 29 أيلول الماضي، ودعا فيه عناصر التنظيم إلى القتال.

وأبلغ الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة "رويترز" أنه ليست لديه "أي معلومات يمكن إعلانها عن مكان" زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

وكان "الإعلام الحربي" التابع لـ"حزب الله" اللبناني تحدث عن أنباء عن أن البغدادي كان في مدينة البوكمال السورية خلال عملية الجيش السوري وحلفائه لاستعادتها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم