هل يقف العالم عند أعتاب "الدولة السعوديّة الرابعة"؟

فقد شهدت الرياض منذ تولّي الملك #سلمان بن عبد العزيز عدداً من التغييرات الجوهريّة على آليّة صناعة القرار الداخليّ والخارجيّ. ومع تولّي الأمير محمّد #بن_سلمان وزارة الداخليّة ثمّ ولاية العهد، راحت أسس المسار الجديد الذي سلكته المملكة تتجلّى بطريقة لفتت أنظار المراقبين. وقد بدأ بعض هؤلاء يتحدّث عن "الدولة السعوديّة الرابعة" في إشارة إلى دخول المملكة في نظام سياسيّ جديد سيعقب مراحل أساسيّة ثلاث طبعت التاريخ الحديث للسعوديّة. الدولة السعوديّة الأولىتأسّست الدولة السعوديّة الأولى وسط شبه الجزيرة العربيّة في نجد سنة 1744 على يد محمّد بن سعود آل مقرن أمير الدرعيّة التي كانت تُعتبر مركز نفوذ لآل سعود. في الوقت نفسه، أطلق محمّد بن عبد الوهاب (1703-1792) حركته عام 1740. وحين ناهضه كثر، فرّ إلى الدرعيّة التي اعتنق أميرها الدعوة، فقويت تلك الحركة خلال حكم عبد العزيز بن سعود ثمّ لاحقاً في عهد ابنه سعود الذي تولّى الإمارة من سنة 1803 حتى سنة 1814. وبعد ثلاث سنوات، استطاع جيش محمّد علي باشا، والي مصر، إعادة مكّة والمدينة المنوّرة إلى العثمانيّين، قبل أن يقوم ابنه ابرهيم باشا بالدخول إلى الدرعيّة سنة 1817. وبذلك انتهى عصر الدولة السعوديّة الأولى.الدولتان الثانية والثالثةيعود تاريخ تأسيس الدولة السعوديّة الثانية إلى سنة 1818 على يد تركي بن عبدالله بن محمّد آل سعود حيث انتقلت عاصمة الحكم من الدرعيّة إلى الرياض. واستمرّت الدولة حتى سنة 1891 حين هُزم عبد الرحمن بن فيصل آل سعود على يد محمّد بن رشيد، حاكم إمارة جبل شمر في حائل. وتميّزت هذه الدولة بصراعات داخليّة خصوصاً بين أحفاد تركي آل سعود. ثمّ تأسّست الدولة السعوديّة الثالثة سنة 1902 على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود واستطاعت السيطرة على كامل أراضي نجد بعد سقوط إمارة حائل. وظلّ اسمها مملكة الحجاز ونجد ومحلقاتها حتى سنة 1932 حين أصبح اسمها رسميّاً المملكة العربيّة السعوديّة.عهد المؤسّستميّز عهد الملك عبد العزيز باكتشاف أوّل حقل نفطيّ مهمّ في الدمّام سنة 1938. وكان لذلك الاكتشاف تأثيره السريع على الوضع الاقتصادي في البلاد. يشير موقع "دريلينغ إنفو" إنّ اكتشاف الهايدرو كاربونات شكّل الأساس في نقل مركز الثقل الاقتصاديّ للمملكة من السياحة الدينيّة إلى عصر إنتاج الطاقة. أمّا على الصعيد السياسيّ، فصاغ الملك عبد العزيز علاقات استراتيجيّة مع الولايات المتّحدة الأميركيّة، بدأت مؤشّراتها الأولى سنة 1933 عندما وقّع الطرفان اتفاقيّة مؤقّتة لتأسيس العلاقات الديبلوماسيّة بينهما. لكنّ الحدث الأهمّ كان لقاء الملك بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت في شباط 1945 على متن طرّاد "يو أس أس كوينسي" في قناة السويس ووقّع الطرفان اتفاقاً قضى بتأمين واشنطن مظلّة حماية للرياض في مقابل تأمين الأخيرة إمدادات نفطيّة للأميركيّين. وقد تمّ تجديد الاتفاق سنة 2005 في عهد إدارة جورج بوش الابن والملك السابق عبد الله بن عبد العزيز.الملك سعود وإتاحة التعلّم للفتياتسنة 1953 وصل الملك سعود بن عبد العزيز إلى الحكم، فاهتمّ بالتعليم وأسّس وزارة المعارف وأنشأ عدداً من المدارس إضافة إلى افتتاحه أوّل جامعة في شبه الجزيرة العربيّة ومساهمته في إتاحة فرصة التعلّم للفتيات. وأسّس أيضاً وزارة العمل والشؤون الاجتماعيّة. أمّا على الصعيد الخارجيّ، فقد قطعت المملكة...