الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حساب لم يكن في الحسبان

رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
حساب لم يكن في الحسبان
حساب لم يكن في الحسبان
A+ A-
وَرَبَّما احْتَسَبَ الإنسانُ غايتَها وَفاجأتْهُ بأمرٍ غيرِ مُحْتَسُبِ  المتنبيلم تكن الحفاوة المبالغ فيها عن جردة حصاد السنة الأولى من العهد، لتُدْخِلَ في النفوس اطمئناناً، إذ ظل الشعور سائداً بأن السفينة تُمْخُرُ يمًّا رجراجاً، يُقَضْقِضُ موجُه ويُحَمْحِمُ فيه الإعصار ذلك أن الدولة اللبنانية ليست مصرفاً أو مؤسسة تجارية، لكي يهدر المعنيون والمختصون والإعلاميون، والسياسيون والمحازبون الوقت والحبر والهواء، من أجل استخراج جردات حساب. فالرئيس ميشال عون لم ينتخب كمدير جديد لشركة عانت الفشل بسبب من إدارتها السابقة، بل هو خلاصة تسوية بين متخاصمين، لَدَّت عداوتهم حتى نزعوا إلى الإلغاء المتبادل، ولما دهم الخطر الذي لا علاج لآثاره في حال وقوعه، كان الاتفاق.والآن، على الرغم من هذا، ها هي نذُر الخطر الذي حاولوا تلافيه، تصبُّ علينا رعودها بسبب منخفضٍ سياسي خارجي، أخشى ما نخشاه أن تدفعه العاصفة من منشئه لينهمر ويلاتٍ فوق أرضنا.غير أني سأرجىء الحديث مؤقتاً عن استقالة الرئيس الحريري وأعود الى السياق السابق فأقول: لم يكن اتفاق التسوية كثمرة التقاء إرادات حرة تماماً، كما هي العقود، بل كان مشوباً باختلال ميزان، وشبهة إذعان، رضيَ به من فضَّل خسارة جزئية من طرف واحد، على خسارة عامة شاملة يضيع فيها الوطن. وإذا كان لي من استعارة طبِّية لوصف انتخاب الرئيس، فهو أنه بمثابة زجاجة دم، ضُخَّتْ في عروق مريض نزف حتى كاد أن يقضي، لكنها بحد ذاتها ليست شافية العلل كلها، ولا المنقذة من الهلاك الذي ما انفكَّت عوامله تفتك في أعضاء الجسد.لقد كان من اللافت حقاً أن كشف الحساب المشار إليه تجاذبته اتجاهات، منها ما يُغلِّب الإيجابي، ومنها عكس ذلك، في حين غابت المقاربات الرصينة التي لا تستطيع أن تكون كذلك إلا إذا أخذت في الاعتبار أموراً ثلاثة:الأول: ما كشف عنه إقرار الموازنة، الذي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم