الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حصر تواجد اللاجئين جغرافياً يسهّل ضبط الأمن\r\n

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
A+ A-

لا شك ان متابعة شؤون اللاجئين السوريين في لبنان هي من اصعب المهام التي قد تكلف بها اي جهة بسبب عددهم الكبير والذي تخطى المليون شخص. وما يصعّب هذه المهمة ايضاً هو إنتشارهم على الاراضي اللبنانية كافة وعدم التمكن من حصر نطاق تواجدهم الجغرافي. ناهيك عن الانعكاس السلبي لأزمة اللجوء على المجتمع اللبناني لاسيما على الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والامنية.


لتسليط الضوء على التبعات الأمنية الشائكة للجوء السوري، تحدثت "النهار" الى العميد بيار سالم، رئيس الخلية الأمنية المركزية في وزارة الداخلية والبلديات المكلفة من مجلس الوزراء بمتابعة اوضاع اللاجئين السوريين في لبنان. فما الدور الذي لعبته هذه الخلية خلال الأشهر الفائتة؟


مهمة الخلية الامنية


حول موضوع تنظيم عمل الخلية، قال سالم ان "المهمة الرئيسة للخلية هي التنسيق بين الاجهزة الامنية والوزارات المعنية بشؤون اللاجئين السوريين في لبنان ووضع خطة لمتابعة مشاكلهم". واضاف ان "كل الاجهزة الامنية ممثلة في الخلية، اضافة الى ممثل عن وزارة الشؤون الاجتماعية وممثلة عن البلديات التي تعتبر العنصر الاساسي للتعاطي في هذا الملف على الاصعدة كافة".
وأوضح سالم ان الخلية كلّفت "بمتابعة ملف النازحين السوريين من الناحية الامنية، وهي بدورها انشأت خلايا أمنية فرعية في المناطق على صعيد القائمقام ومركز محافظة، لان السوري ليس موجوداً في مخيمات محددة انما في المناطق اللبنانية كافة، ما يصعّب عمل الخلية المركزية فجاءت الخلايا المحلية لتخفف الحمل وتساعد اكثر على ضبط الوضع على الارض اكثر".


صورة مصغرة


واشار الى ان "الخلية الفرعية هي صورة مصغرة عن الخلية المركزية، فيتم التعاطي مع القائمقام الذي بدوره يتابع الامور مع البلديات"، موضحا ان "هناك 26 قائمقامية مؤلفة من الضباط الموجودين في المناطق، ويعمل كل بحسب وظيفته".
ولفت سالم ان مهمات الخلية هي ثلاث:
1 - تعبئة الاستمارات لاحصاء النازحين الموجودين ضمن البلدية وجمعها في غرفة عمليات في "ثكنة الحلو".
2- مراقبة عملية توزيع المساعدات ضمن المناطق.
3- وضع تقرير اسبوعي عن الحوادث الأمنية المرتبطة باللاجئين، اضافة الى الحالات الطارئة المرتبطة بالصحة والتعليم.


مشاكل اللاجئين الأمنية


وفي رده على سؤال في شأن المشاكل التي تواجهها الخلية الأمنية، أكد سالم ان "هناك العديد من المشاكل، ابرزها ان وجود اللاجئين على الاراضي اللبنانية كافة جعل مشاكلهم تدخل ضمن النسيج اللبناني". واضاف ان "منسوب السرقة والمشاكل الامنية ارتفع بسببهم لانه ليس من السهل التعاطي مع هذا العدد الكبير من الاشخاص على الصعيد الامني". واوضح سالم انه "في البداية يتحرك الامن الداخلي عند حصول اي مشكلة واذا كانت المشكلة اكبر يتدخل الجيش"، مشيرا الى ان "مشاكلهم باتت مرتبطة بالوضع اللبناني ولا يمكن فصلها، حتى استئجار الاراضي لايوائهم في المدن بات مشكلة".
واضاف "في شكل عام، أدى وجودهم الى مشاكل ضمن التركيبة الاجتماعية نقوم بمعالجتها من خلال البلديات والسلطات المحلية من دون اللجوء الى القوى الامنية".
عن تأثير اللاجئين على الوضع الاقتصادي، قال سالم "هناك نقمة من المضيفين اللبنانيين على اليد العاملة السورية خصوصاً على صعيد المؤسسات غير المرخصة ونحن نتابع هذا الموضوع كي لا يتزايد". واوضح " اولا تسعى البلدية الى حل هذه المشكلة، وثم تتابع الموضوع مع قائمقام ومن ثم يتابعه الاخير معنا".


استغلال القاصرات


وفي شأن موضوع استغلال القاصرات، اوضح سالم "نحن نتابع هذا الموضوع الشائك، ولا استطيع ان اعطيك عدد الحالات المتصلة، لكننا نعالج هذا الموضوع من خلال الخلية الامنية ومن خلال شرطة الآداب".
واضاف "هناك شبكات تقوم باعمال الدعارة ويستغلون الفتيات السوريات نظراً لوضعهن الاجتماعي والاقتصادي، ونحن نعمل على صعيد مستوى الاجهزة الامنية والبلديات لاعتقال المفاتيح التي تحرك هذه الشبكات لأننا لا نستيطع ملاحقة القاصرات لأن عددهن كبير فنعتقل المشغلين".


خريطة توزيع اللاجئين


حول كيفية توزيع اللاجئين، اوضح سالم ان "خريطة توزيع اللاجئين في لبنان لا يمكن حصرها، الاعداد تضيعنا، فالـ UNHCR تعطي ارقاماً والسفارات تعطي ارقاما مغايرة، لكن ارقامنا تتحدث عن مليون لاجىء شرعي، يضاف اليهم زهاء 30 في المئة موجودين بطريقة غير شرعية". واكد سالم انه "من الصعب تحديد عدد اللاجئين السوريين لان بعضهم يقطع الحدود ليسجل اسمه لأخذ المساعدات وعندما يعلم بقربها يأتي ويستفيد منها ومن ثم يرحل".
وعن توزيع اللاجئين في لبنان، قال سالم ان "الثقل الأساسي لهم هو في الشمال وفي عكار تحديداً، وفي الدرجة الثانية في البقاع، وفي الدرجة الثالثة في الجنوب فجبل لبنان وبيروت ".
وختم سالم حديثه قائلاً ان "التحدي الاكبر الذي تواجهه الخلية الامنية هو انتشار اللاجئين في الاراضي اللبنانية كافة بعكس البلدان الاخرى التي حصرتهم في مخيمات محددة ما يمكنهم من ضبطهم على الأصعدة كافة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم