الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ولادة وطن"... سركيس نعوم يعتذر: لا دولة في لبنان اليوم

المصدر: صيدا- "النهار"
ولادة وطن"... سركيس نعوم يعتذر: لا دولة في لبنان اليوم
ولادة وطن"... سركيس نعوم يعتذر: لا دولة في لبنان اليوم
A+ A-

ابدى الكاتب والصحافي في "النهار" الزميل #سركيس_نعوم خشيته "اننا اليوم بلا دولة في لبنان. وقد نكون على أعتاب صيغ لدولة لا يمكن أن تكون "عيّيشة"، أو ربما لا مكان فيها لكل شعوبها". 

"اتفاق الطائف... ولادة وطن"، عنوان محاضرة القاها نعوم في مقر تيار المستقبل في عمارة المقاصد – صيدا، بدعوة من تيار المستقبل في صيدا والجنوب في الذكرى الـ73 لميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وحضرها عدد من الشخصيات السياسية والحزبية والبلدية والثقافية.


بعد دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، القى منسق تيار المستقبل في صيدا والجنوب الدكتور ناصر حمود كلمة ترحيب. ثم عرض نعوم المرحلة التي سبقت "اتفاق الطائف"، والدور المهم الذي مارسه الرئيس الحريري في اقراره، واصفا اياه بـ"مولّد" الطائف. واعتبر ان "لا امكان لالغاء الاتفاق اليوم. واذا لم نتمسك به وانتظرنا ان يأتي الحل للازمة السورية لنرى ما الحل للبنان، فسنخسر الطائف. وقد نخسر لبنان".   

وتوقف عند الدور المسيحي قائلا: "صحيح ان المسيحي خسر من صلاحياته (في الاتفاق)، لكن المفروض ان الرابح هو البلد كله لاسباب كثيرة. الربح توزع، والمسيحي بقي خاسرا. لكن انت كنت حاكما، وعندما تقلصت صلاحياتك بعد الحرب، بقيت شريكا في لبنان. المسيحيون في الدول العربية الكبرى، أكان في مصر ام سوريا ام العراق، ليسوا شركاء. وبالتالي لا يمكن ان تقارن نفسك بهم، وليس لديك الامكان ولا القدرة ولا الحجم لان تقول اريد ان ادافع عن مسيحيي الشرق. انت تدافع عن نفسك بالتعاون مع ابناء بلدك المسلمين، وتؤسس معهم الدولة. تعلموا من لبنان نموذج العيش الواحد في مصر وسوريا والعراق واي دولة ثانية فيها تنوع. لذلك اخاف في هذه المرحلة من ان نخطىء بسبب النصر او بسبب هزيمة اي كان".

وتوقف عند أسباب فشل اتفاق الطائف، و"يمكن اختصارها بالآتي: قرار سوريا استخدامه للإمساك بلبنان، تنفيذاً لاستراتيجيتها المشرقية ذات العنوان العربي، وعدم تجرؤ قيادات لبنانية كثيرة، وأيضاً مسؤولين كبار، في مقدمهم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزراء، على مفاتحة سوريا بضرورة التفاوض بعد انتهاء السنتين، من أجل إقناعها بإعادة نشر قواتها. وعدم وضع اللجنة العربية الثلاثية المؤلفة من ملكي السعودية والمغرب ورئيس جمهورية الجزائر، خطة أو استراتيجية لمتابعة تنفيذ اتفاق الطائف في لبنان ودور سوريا فيه".

واضاف: "باختصار، المغرب والجزائر دولتان بعيدتان نسبياً، واهتماماتهما اللبنانية ضعيفة وغير مباشرة، كذلك مصالحهما فيه. كان للسعودية اهتمام لبناني، ولا يزال. لكن لم تكن لديها استراتيجية وسياسة تطبيقية واضحة لها، وكانت تتصرف انطلاقاً ربما من قيم عربية بدوية، وهي أن "الكلمة تربط"، وأن "الوعد" يوفى به وما إلى ذلك. ومصلحتها كانت في الوقت نفسه مع سوريا".

وتابع: "تصرفت أميركا كدولة عظمى أو كأي دولة أخرى في العالم، بكل أقاليمه ومناطقه، اكانت كبيرة أم صغيرة، أي انطلاقاً من مصالحها، وليس من عواطف، ولا من تماثل في الانتماءات الدينية أو العرقية. انطلاقاً من ذلك، عزّزت أميركا دور سوريا حافظ الأسد في لبنان، بعدما شارك معها في الحملة العسكرية لإخراج جيش صدام حسين من الكويت العامين 90-91. وانطلاقاً من ذلك، عمدت فرنسا الى اخراج جيوش خلفه ابنه الدكتور بشار من لبنان العام 2005 بعد استشهاد الرئيس الحريري".

وختم: "في النهاية اسمحوا لي بأن أعتذر. كنت قبل الحرب من المطالبين بإصلاح الدولة التي لم تكن تعجبني. وكنت محقّاً. لكن بعد سقوط الدولة في حروب الـ15 عاما، وتحول لبنان دولة فاشلة، وبعد تحولها دولة سورية في لبنان المحكوم من سوريا، وأخيراً تحولها أي الآن دولة زائفة، بعد ذلك كله اعترف بأن دولة ما قبل الحروب كانت دولة، وإن مع عيوب ونقائص كثيرة. أما الآن، فنحن بلا دولة. وقد نكون على أعتاب صيغ لدولة لا يمكن أن تكون "عيّيشة"، أو ربما لا مكان فيها لكل "شعوبها".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم