الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ملف اللاجئين يجول بين نيويورك وجنيف... وتقشف في لبنان

المصدر: النهار
ريتا صفير
A+ A-

يجول ملف اللاجئين السوريين في لبنان والجوار في الاسبوع المقبل بين "عاصمتين أمميتين". الأولى نيويورك حيث يتوقع ان يشكل بنداً من بنود النقاش على طاولة المجموعة الدولية من اجل لبنان. والثانية جنيف، حيث تخصص في 30 الجاري جلسات ماراتونية عن تداعيات اللجوء على دول الجوار السوري وضمنها لبنان وكيفية الإستجابة للتداعيات المتشعبة التي باتت تطرحها القضية.


و وفي الفترة نفسها، يبدو ان لبنان على موعد حاسم. قوامه، مباشرة مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة خفض قيمة مساعداتها الغذائية الى اللاجئين السوريين إعتباراً من الشهر المقبل، ما سيعني عملياً وقف هذه المساعدات لأكثر من ربع المسجلين والبالغ عددهم 755209 لاجىء انطلاقاً مما تورده الأرقام حتى 20 الجاري وذلك نتيجة النقص في الموارد.
عملياً، سعت حملة إغاثة اللاجئين السوريين الى جمع 1,27 مليار دولار إنطلاقاً من نداءات عدة وجهها على التوالي المسؤولين الأمميين، الا أنه لم يسدد سوى 27 في المئة من المبلغ، بحسب ما أعلنه مراراً المسؤولون الأمميون والذين تحدثوا عن "قرارات صعبة" تتخذ حيال سبل صرف الموارد المحدودة. فكانت، ان رست القرعة على خفض المساعدات لنحو 200 الف شخص، أي ما نسبته 28 بالمئة من اللاجئين السوريين بعد دراسات هدفت الى تحديد المجموعات الأكثر حاجة الى الدعم.
ورغم الاشكالية التي تطرحها هذه الخطوة لدى بعض الجهات المانحة، ولاسيما لجهة القدرة على التمييز بين درجات "الحاجة" أو "العوز" بين اللاجئين والتداعيات التي يمكن ان تنجم عن هذه المبادرة، ترى الناطقة باسم مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة روبرتا روسو ان هذه الخطوة لا تمثل "أمراً غير اعتيادي في ظروف مماثلة."
وكانت الأمم المتحدة اطلقت في كانون الثاني الماضي عبر وكالاتها في جنيف نداء انسانياً عاجلاً لتوفير مليار دولار بغية تلبية حاجات مليون لاجئ سوري في لبنان والأردن والعراق وتركيا ومصر في النصف الأول من 2013، تلاه تنظيم مؤتمر في الكويت للغرض نفسه. وتضمنت الخطة التي طرحت تحت شعار "الإستجابة الإقليمية للاجئين السوريين" الذين فروا الى لبنان، تقديم دعم ايضاً لنشاطات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا".
267 مليون دولار هو المبلغ الذي خصص لحاجات لبنان في هذا المجال، انطلاقاً من الاستراتيجيا التي تقدمت بها الحكومة اللبنانية، وقت شكلت مسألة ايجاد ملاجئ كافية احدى المسائل الدقيقة التي واجهتها وتواجهها وكالات الامم المتحدة مع تراجع عدد العائلات الراغبة في استقبال هؤلاء وتحول نحو 60 في المئة من اللاجئين الى استئجار مساكن.
والسؤال اليوم ماذا بقي من نداء جنيف وما تلاه؟ وبمعنى آخر من هي الدول التي استجابت للنداءات المحلية والدولية وعلام قامت مساهماتها؟
في معلومات حصلت عليها "النهار" من مفوضية اللاجئين، فان اكثر من 22 دولة وجهة مانحة تعاونت مع خطة "الاستجابة الاقليمية للاجئين السوريين" الذين فروا الى لبنان والدول هي الولايات المتحدة الاميركية، الكويت، الاتحاد الاوروبي، اليابان، المملكة المتحدة المانيا، اوستراليا، الناروج، كندا، الدانمارك، هولندا، روسيا، فرنسا، اسوج، سويسرا، فنلندا، ايطاليا، ايرلندا كوريا، اسبانيا، استونيا وايسلندا.
وبحسب المفوضية، فان عدداً من هذه الدول والجهات استجاب ايضا للنداءات الاقليمية، بمعنى ان مساهماته طاولت ايضاً السوريين في دول الجوار علماً ان معظم المساعدات ركز على التمويل فيما سعى عدد من الجهات الى توفير سلع محددة كالفرش. ووقت تؤكد روسو أن 72 في المئة من اللاجئين المسجلين سيواصلون الحصول على المساعدات الغذائية، في حين سيحصل من هم في أمس الحاجة على مساعدات صحية وتربوية، توضح ان عدد اللاجئين الذين يتلقون مساعدة من المفوضية والحكومة اللبنانية والامم المتحدة وشركائها الامميين يوازي الاعداد المسجلة رسميا في المفوضية او اولئك الذين ينتظرون التسجيل، اي وكما ذكر اعلاه 755209 لاجىء، علماً ان ثمة منظمات غير حكومية توفر الدعم لعدد من اللاجئين من دون التنسيق مع المفوضية في آليات المساندة.


[email protected]
Twitter:@SfeirRita

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم