الضمير

يواجه الإنسان في حياته خيارات متعدّدة، عليه أن يختار منها ما هو الأصحّ لذاته وللناس الذين يعيش معهم. وهذه الخيارات تختلف في موضوعها وفي نتائجها. فمنها ما هو خير ومنها ما هو شرّ. والإنسان، لكونه خُلِق على صورة الله ومثاله، لا يمكنه تحقيق هذه الصورة وهذا المثال إلاّ بفعل الخير وعمل الصالحات، لأنّ الله هو الخير المطلَق والصلاح المطلق. ولمساعدة الإنسان على حسن الاختيار، وضع الله في داخل الإنسان الضمير، الذي هو صوت يسمعه الإنسان في عمق قلبه، يوصيه بفعل الخير واجتناب الشرّ، ويدلّه، إزاء الخيارات المتعدّدة التي يواجهها في حياته، على الخير الذي عليه أن يفعله، وعلى الشرّ الذي ينبغي أن يجتنبَه. يقول المجمع الفاتيكانيّ الثاني: "يكتشف الإنسان في ذات ضميره ناموسًا لم يصدر عنه، ولكنّه مُلزَم بطاعته، وصوته يدعو أبدًا ذلك الإنسان إلى حبّ الخير وعمله، وإلى تجنّب الشرّ، ويدوّي أبدًا في آذان قلبه أن اعملْ هذا وتجنّبْ ذاك. أجل إنّه ناموسٌ حفره الله في قلب الإنسان، وكرامته في أن يخضَعَ له، وبموجبه سوف يُدان. الضمير هو المركز الأشدّ...