الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فرنسا الشيراكية والعالم العربي سياسة وتجارة

المصدر: "النهار"
Bookmark
فرنسا الشيراكية والعالم العربي سياسة وتجارة
فرنسا الشيراكية والعالم العربي سياسة وتجارة
A+ A-
لسنا بلداً متوسط الحجم". بهذا الكلام ذكّر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الصحافة الاميركية خلال زيارته الولايات المتحدة في تشرين الثاني من العام الماضي، بمكانة فرنسا في العالم. فرنسا، قال شيراك، "هي رابع قوّة اقتصادية وتجارية في العالم، وهي من بين الاعضاء الخمس الدائمين في مجلس الامن، وهي قوة نووية واول المساهمين في قوات الامم المتحدة". خلال الزيارة التي قام بها الى لبنان في شباط الماضي، ذكّر وزير الدفاع الفرنسي، شارل مييون، بان الرئىس الاميركي بيل كلينتون، عندما تناولت محادثاته مع شيراك، الشرق الاوسط، "ادخل في اعتباراته، المكانة الهامة التي تشغلها فرنسا في المنطقة خصوصاً بفعل علاقاتها مع لبنان واسرائيل، وسوريا والاردن الخ...". اطلالة متجددة لفرنسا في العالم كانت منتظرة منذ فوز المرشح الديغولي جاك شيراك في انتخابات الرئاسة في ايار من العام الماضي. اول تطبيق لنهج السياسة الخارجية الجديدة التي يشرف عليها بحسب الدستور رئيس الجمهورية اتى في البوسنة، حيث بدأت العقدة بالتحلحل عندما اظهر الرئيس الفرنسي تصميماً على المواجهة وتوصل بعد ذلك الى حمل الولايات المتحدة على دعم المبادرات الاوروبية والمشاركة في قوات الاطلسي. فتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والتعاون معها هي من المبادئ التي يركز عليها الرئيس الفرنسي، وهو من ناحية اخرى، يركّز على اهمية بناء اوروبا التي لها ان تحتل مركزاً مميزاً في العالم. فرنسا مدركة قدراتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مصممة على تطوير البناء الاوروبي، وفي الوقت نفسه متعاونة مع الولايات المتحدة، هذه هي الاسس التي تنطلق منها الخطوط العامة للسياسة الخارجية الفرنسية. ضمن هذا الاطار، ترتسم سياسة فرنسا العربية. الخط الديغولي الذي يمكن اختصاره بتمسك "بالذات" الفرنسية وبدور نشط في المجالات الدولية يظهر من جديد، بجلاء اكبر، ولو انه لم يغب تماماً عن السياسة الخارجية الفرنسية خلال سنوات رئاسة فرنسوا ميتران. مع ذلك، فان هذه السنوات شهدت عموماً تراجعاً للدور الفرنسي في المنطقة، بالمقارنة مع تضخّم للدور الاميركي نظراً لمركزية التحالف الاميركي - الاسرائيلي ولسقوط الدور السوفياتي. العالم العربي الذي تنظر اليه فرنسا اليوم بادارتها الجديدة لا يشكّل كلاً يمكن التعامل معه على هذا الاساس، الا من ناحية واحدة هي الجانب الثقافي. فالى دول المغرب العربي وشمال افريقيا بشكل عام، والتي تعتبر علاقاتها بفرنسا وثيقة جداً وشائكة احياناً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم