الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"بيروت هاكاثون": تطوير مجتمعات عربية بعيون الشباب

المصدر: "النهار"
رلى معوض
"بيروت هاكاثون": تطوير مجتمعات عربية بعيون الشباب
"بيروت هاكاثون": تطوير مجتمعات عربية بعيون الشباب
A+ A-

للشباب العربي رؤية خاصة للتنمية المستدامة في بلدانهم أتت على إيقاع حاجة كل بلد، وانطلق 50 شابة وشاباً من 14 دولة عربية في إعداد مشروع يجسد أهدافها، بدعوة من مشروع "البوابة العربية للتنمية" التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وأقيم  أول مخيم عن بيانات أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، في فندق "البستان" في بيت مري، تنافس خلاله الشباب في إطار مشاريع لتطوير بلدانهم لمدة خمسة أيام بعنوان "Visualize 2030 – بيروت هاكاثون".  

مشروع "سوبر ميلك" للشابات اللبنانيات الكسندرا عيراني وجوانا زعني وزينة جمال الدين نال المرتبة الاولى، وعملن على أهمية الإرضاع من الثدي، ونلن جائزة مالية قيمتها 7 آلاف دولار اميركي. طريقتهن جميلة وجذابة، بالمعجون الملون رسمن قصة حركوها لتخبرنا عن الحليب لإبراز أهمية الارضاع من الثدي، عوض التركيز على جسد المرأة. فنال موضوعهن تقدير وزير الصحة غسان حاصباني الذي كان حاضراً فطلب تعاونهن مع الوزارة.

وحل في المركز الثاني الفريق العراقي: سارة علي جعفر ومحمد عمار ومقلة ناجي عن مشروع "التعليم في العراق" وقيمة الجائزة 5 آلاف دولار أميركي، وحل في المركز الثالث الفريق الجزائري: محمد كرباوي وخالد بن حورية واوسامة منيجل عن مشروع "الاستشمار الصناعي في الجزائر" وقيمة الجائزة 3 آلاف دولار أميركي.

واختير المشاركون الـ50 من أصل 240 مرشحًا تقدموا بطلباتهم، بناء على مضمون مشاريعهم ومهاراتهم.


وتوجه الوزير #حاصباني الى المشاركين قائلاً: "التنمية المستدامة موضوع كبير حوله الكثير من التساؤلات، الا انها تحددت بشكل مهم في العام 2015 بأهداف الـ 2030 والاهداف الـ17 تظهر بوضوح حاجتنا لبناء عالم مختلف، مع انها افكار مطروحة سابقا الا انها لم تكن مترابطة ببعضها بهذه الطريقة. ومن مداخلاتكم لاحظت أن هناك عمقاً بما تقومون به وانتم دقيقون واكيدون من العمل الذي تعملون عليه. انكم تحددون فكرة واضحة واحدة وهي افضل طريقة لاصابة الاهداف ولو كانت أهدافاً كبيرة وواسعة. بإمكاننا بتعاوننا معاً وتشاركنا مع بعض ان نصل الى نتائج. في لبنان شكلنا لجنة وزارية، وأنا مكلف فيها وفي إدارة عملها بشكل يومي كي يتمكن لبنان من العمل على أهداف التنمية المستدامة كي نقوم بما تقومون به اي نأخذ مشاريع محددة ونعمل عليها خطوة خطوة كي نصل الى الصورة الكبيرة. وتحدث عن الحملة الوطنية التي تقوم بها الوزارة عن الكشف المبكر عن سرطان الثدي، واعتبر ان "حتى هذه الخطوة المركزة تؤثر كثيراً في مجتمعنا كتخفيف الكلفة الانسانية على السيدات وعائلاتهم ومن حولهم، وحكماً القضاء على السرطان يعطي السيدة جواً ايجابياً في عائلتها ومجتمعها، ومع القضاء على السرطان تصبح السيدة فاعلة في العائلة والمجتمع وتبصح فاعلة بالاقتصاد والعمل الذي تقوم به وفي المجتمع فيحصل نمو اقتصادي ومشاركة فاعلة، وكذلك على كلفة الاستشفاء والفاتورة الاستشفائية وذلك من خلال تفادي العلاج الطويل والمضني صحياً ومادياً على العائلات والأسر وعلى المصابين نفسهم". وعبّر عن سروره بمشاركتهم بهذا العمل، وخصوصاً ما قام به الفريق اللبناني الفائز في المرتبة الاولى لجهة الترويج لاهمية الارضاع من الثدي، وقال: "ان كانت الخطوات قد تكون متواضعة على نطاق معين، الا ان اثرها تراكمي وكبير". ووضع الوزارة بتصرف هذه المشاريع.

وترمي الفكرة الأساسية للمشروع إلى دحض الأفكار السائدة بأن "داتا" المعلومات هي حكرٌ على النخبة من الباحثين والأكاديميين من أصحاب الاختصاص، وتالياً تشجيع المستخدمين، وخصوصًا الشباب الذين يشكّلون ثلث المجتمع العربي على استخدام الداتا من حيث كونها أداة لتحديد الأولويات ولممارسة ضغط جماعي لتحقيق الأهداف المرجوّة. وتشجع البوابة العربية للتنمية على استخدام البيانات الرسمية واستهلاكها مع حضّ الشباب على تحدي الرقم من خلال استخدامه وتداوله على نطاق واسع مما سيضغط تدريجيًا لتحسين نوعية البيانات الصادرة.

وشدّد مدير المركز الإقليمي في عمّان لمكتب الدول العربية في برنامج الأمم المتحدة خالد عبد الشافي، أن البرنامج "يسعى خصوصاً وعلى طول الخط أن يوصل صوت الشباب في عملية الاتفاق على أجندة التنمية المستدامة، ليس فقط من باب الحرص على أن يشمل المسار التشاركي كافة الأطراف، ولكن من باب عملي وواقعي. فالشباب يشكّل أكثر من ثلث سكان المنطقة، كما وأن الأكثرية الساحقة من سكان هذه المنطقة تحت عمر الثلاثين، وبطبيعة التطور الديموغرافي، فإن الشباب هم من سيمسك مراكز صنع القرار بحلول العام 2030، وبالتالي تقع على عاتقهم مسؤوليتان متشابكتان: مسؤولية تأمين مسار نهضوي لبلدانهم وللمنطقة بحلول الـ2030 وأيضاً مسؤولية استلام زمام الأمور عام 2030".   

وعن أهمية الداتا، علّق جعفر المهدي من صندوق الأوبك للتنمية الدولية أن "المنطقة العربية بحاجة لمصادر موثوق بها للبيانات وأفراد قادرين على تحليل للسياقات، وذلك لحض صنّاع القرار بأن يأخذوا قرارتهم بناء على معلومات كافية ووافية، علماً أن البوابة العربية للتنمية أضحت بوابة جميع المعنيين بالمعرفة عن العالم العربي".

وتحدثت أيضًا مديرة مشروع البوابة العربية للتنمية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي السيّدة فرح شقير، قائلة إنه أول مخيم شبابي إقليمي يُعنى بأجندة التنمية المستدامة للعام 2030 التي تبنّتها 193 دولة في مقر الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2015. وأوضحت أنّ المطلوب من الشباب المشاركين إنتاج مواد بصرية سمعية مستندة إلى الحقائق والبيانات عن مواضيع تنموية مثل الفقر والبطالة والتعليم والصحة والمساواة بين الجنسين والسلام العادل والشامل ومجتمعات تعددية وبيئة مستدامة وأمن غذائي. ومن الأسئلة التي وُجّهت إلى الشباب هي وضع تصورات لقضايا بلدانهم مع حلول العام 2030 لتحفيزهم على التفكير بإيجابية لإيجاد أفكار تعالج المشاكل الطارئة والتعبير عن مخاوفهم تجاه المشاكل التنموية والأزمات التي تعانيها خصوصًا البلدان التي تعاني الحروب والعنف والاستقطاب المجتمعي. 

وتقدّم المشاركون على شكل مجموعات، 21 مجموعة/فردًا و21 موضوعًا مختلفًا هي: من لبنان الأمن الغذائي والصحة والحق بالرضاعة، من سوريا المدن والمجتمعات المستدامة والإنعاش المبكر والحق في التعليم، من تونس الحق في التعليم والحياة البحرية، من الجزائر التنمية الاقتصادية، من الصومال السلام والعدالة، من فلسطين ختان الإناث، من مصر العدالة في سوق العمل والبيئة والمدن المستدامة، من سلطنة عمان الأمن المائي، من العراق (كردستان) النقل العام، من اليمن الصحة، من السودان التلوث، ومن الاْردن العنف. 

وبعد خمسة أيام من المشاركة في المخيم، قدّم المشاركون المنتج النهائي وعرضوه مباشرة أمام لجنة التحكيم المؤلفة من 6 أعضاء هم: من البحرين الشريكة المؤسسة لموقع "بيانات بوكس" عليا العلي، من مصر الصحافي المتخصص بتحليل البيانات عمر العراقي، من لبنان الشريك المؤسس لمعهد متخصص بالبرمجة فادي بزري، ورئيسة جمعية "بيروتيات" هدى قصقص، من تونس مدير موقع "ويب رادار" جازم حليوي، ومن الأردن متخصصة في التصميم ندى جفال.  

ويشار إلى أنّ "البوابة العربية للتنمية" هي مبادرة لمجموعة التنسيق لمؤسسات التنمية العربية الوطنية والإقليمية والبنك الإسلامي للتنمية وصندوق الأوبك للتنمية الدولية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تسعى لنشر المعرفة والبيانات حول التنمية في المنطقة العربية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم