الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فيلم شبه "بورنو" مع مثليين في مهرجان بيروت!\r\n

المصدر: "النهار"
A+ A-

أخيراً، كشف "مهرجان بيروت الدولي للفيلم" (2 ــ 10 تشرين الأول) تفاصيل برنامجه، فتبيّن أنه يتضمن فيلماً شبه بورنوغرافي، ابطاله رجال مثليون يتنزهون على طرف بحيرة، في بقعة يحتكرها العراة الذين يزورونها لتعريض أجسامهم للشمس والبحث عمن يمارسون معهم الجنس.


طوال ساعة ونصف الساعة، نتابع تحركات هؤلاء وثرثراتهم، لا ورقة تين واحدة تغطّي أعضاءهم.


الفيلم عنوانه "مجهول البحيرة"، انجزه المخرج الفرنسي ألان غيرودي، وعُرض في مهرجان كانّ خلال أيار الماضي، ضمن تظاهرة "نظرة ما". جريدة "ليبيراسيون" اليسارية جنّنها الفيلم، إلى درجة انها أفردت له مساحة مهمة غداة عرضه على الـ"كروازيت"، معتبرةً اياه "تحفة سينما المثليين".
يبدو ان مديرة مهرجان بيروت، كوليت نوفل، قررت ان تستعين بالصدام الشجاع، من خلال ضمّها الى المهرجان هذا الفيلم الذي قد ينبذه مجتمع كالمجتمع اللبناني الميال الى المحافظة. علماً ان نوفل، الشخصية المثيرة للجدل التي تدير المهرجان البيروتي، اختارت ذات صيف، قبل سنتين، اقامة "مهرجان الأفلام الممنوعة"، تكون برنامجه آنذاك من كلّ الأعمال السينمائية التي تم توقيفها قبل أن تصل الى الصالات البيروتية. لسخرية القدر، لم يسلم المهرجان من محاولة اولى لمنعه، قبل أن يُسمح بعرض بعض مما تضمنه.


تاريخياً، آخر مرة عُرض في بيروت فيلم كامل عن المثليين، كان ذلك عام 2005، يوم نزل الى الصالات التجارية "جبل بروكباك" لآنغ لي، المخرج التايواني الذي حاز عن شريطه الوسترن هذا، "الأسد الذهب" في مهرجان البندقية. لكن سيف الرقابة تسلط عليه، فاقتطع منه كلّ ما "يخدش الذوق العام"، أيّ كلّ ما يتعلق بمشاهد الجنس الخفيف بين البطلين، هث لدجر وجاك غيلنهال.


بالنسبة إلى "مجهول البحيرة" المعروض في البانوراما الدولية لمهرجان بيروت، هناك عدد أكثر بكثير من لقطات اباحية بين عشاق من الجنس الواحد، ولا سيما تلك المعروفة بالجنس الفموي، مما كان عددها في "جبل بروكباك"، الذي كان يراعي، في نهاية المطاف، متطلبات السوق الواسعة، خلافاً لهذا الفيلم الذي ليس له أي من تلك الحسابات التجارية.


يجب الا ننسى ان الأفلام التي ينحصر عرضها في اطار مهرجان، غالباً ما يكون التعامل معها بدرجة أعلى من المراعاة والتسامح من قبل الرقيب، نظراً لكون الجمهور من تلك النخبة التي يفترض انها تعي ما تشاهد.


السؤال: كيف سيجري التعامل مع هذا الفيلم ذي القيمة الفنية العالية، بعد مرور أكثر من سنتين ونصف السنة على اندلاع الثورات العربية؟ إذا كان طريق الفيلم الى الجمهور سلساً، فهل تتأكد مقولة ان لبنان منارة الشرق، اذ نجد فيه ما لا نجده في بلدان عربية أخرى؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم