السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"كارثة"، ومليون إصابة بالكوليرا قريباً... اليمن ينازع

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
"كارثة"، ومليون إصابة بالكوليرا قريباً... اليمن ينازع
"كارثة"، ومليون إصابة بالكوليرا قريباً... اليمن ينازع
A+ A-

يمني واحد من 37 يُحتمل ان يكون مصابا بالكوليرا، وفقا للجنة. "الأزمة لا تزال للاسف مستمرة من دون هوادة، رغم أن معدل الاصابات تباطأ"، على قول الحاج. بدورها، سجلت #منظمة_الصحة_العالمية "بداية تراجعٍ لانتشار الكوليرا في بعض اجزاء اليمن. غير ان آلافا لا يزالون يمرضون كل يوم، ويبقى الوضع مثيرا للقلق"، وفقا للمسؤول الاعلامي في المنظمة تاريك جاساريفيتش. عامان ونصف العام من الحرب في اليمن أدت إلى "أكبر أزمة غذائية في العالم، الى وباء كوليرا كبير، وانهيار وشيك للنظام الصحي في البلاد. الحالة الإنسانية كارثية، وتتدهور بسرعة"، يقول لـ"النهار".


الارقام مقلقة جدا. في سجلات اللجنة الدولية للصليب الاحمر، هناك "804,319 اصابة بالكوليرا (حتى 8 ت1 2017)، و2,152 حالة وفاة، وذلك خلال فترة 5 اشهر ونصف الشهر فقط. والتوقع ان "يراوح عدد الحالات المشتبه باصابتها بالكوليرا من 900 الف الى المليون في نهاية هذه السنة، مما يمثل زيادة كبيرة بالنسبة الى التوقعات السابقة"، على قول الحاج.  

(مجد متفقدا والدته الستينية المريضة بالكوليرا. لقد حالفه الحظ في ايجاد سرير لها في مستشفى السبعين في صنعاء- ICRC/ رالف الحالج)


أسوأ أزمة صحية 

في تقويمه للواقع، "لا يزال تفشي وباء الكوليرا يتزايد، وإن كان بمعدل أبطأ، مع تباطؤ واضح في معدل الوفيات. ومع ذلك، لا يزال أسوأ أزمة صحية لمرض يمكن الوقاية منه في العصر الحديث". بتعابير اخرى تعكس حقيقة المأساة، "الحالة الإنسانية في اليمن ليست اقل من كارثية"، على قوله. "كل جانب تقرييا من جوانب الحياة اليومية تأثر في النزاع، لا سيما أسعار الغذاء والوقود، والحصول على مياه نظيفة وآمنة، والقدرة على التنقل. أكثر من 70 في المئة من السكان يحتاجون إلى معونة".


ولعل اكثر ما يثير القلق هو ان "هذه الحالة غير المسبوقة من صنع الإنسان تماما، وهي نتيجة مباشرة للطريقة التي يتم بها تحريك الصراع". الامر جلي للغاية. "الهجمات خصوصا على شبكات المياه والصرف الصحي او عدم وجودها، فضلا عن القيود المشددة المفروضة على استيراد قطع الغيار والوقود، هي السبب الجذري لتفشي الكوليرا". 

انها "الموجة الثانية" من تفشي الوباء الذي بدأ في تشرين الاول 2016. "نحن في منتصف موسم الذروة لانتشار أمراض الإسهال في اليمن"، يقول جاساريفيتش. ما تواجهه البلاد صعب للغاية. "لقد حصل تفكك تدريجي للبنية التحتية البلدية للمياه ونظمها، حيث يتلقى عدد قليل من موظفي الخدمة المدنية اجورهم، وتؤدي فترة هطول أمطار غزيرة أو أنابيب متضررة إلى تسلل مياه المجاري الى أنابيب مياه الشرب، وفيضان المراحيض وخزانات الصرف الصحي الخ".

(والد ينتظر نتيجة فحوص الكوليرا التي اجريت لابنتيه الصغيرتين في مستشفى السبعين- ICRC/ رالف الحاج) 


مع 791،551 اصابة محتملة بالكوليرا حتى 4 ت1 2017، و2142 حالة وفاة في 22 من 23 محافظة في البلاد، وفقا لارقامها، تركز المنظمة حاليا تدخلها، مع شركائها الصحيين، على "معالجة المتضررين من انتشار وباء الكوليرا، بأكبر قدر ممكن من الفعالية، وتقليل انتشاره"، على قول جاساريفيتش. ويشمل ذلك "ضمان الحصول على مياه نظيفة وصرف صحي، وإنشاء مراكز للعلاج، وتدريب عاملين صحيين، وتعزيز المراقبة، والعمل مع المجتمعات المحلية في مجال الوقاية". 


الجواب على انتشار الكوليرا هو العمل. "لكننا نحتاج إلى توسيع نطاقه"، على قوله. "أكثر من 99 في المئة من المصابين المحتملين، والذين يستطيعون الحصول على خدمات صحية يبقون على قيد الحياة. علينا توفير زوايا للعلاج بالإماهة الفموية المنقذة للحياة، ومراكز للعلاج لأكبر عدد ممكن من الناس"، على ما يؤكد. تبين مراقبة الوضع ان "المعدل الإجمالي للوفيات يظهر انخفاضا ملحوظا بنسبة 0.27 في المئة".  


على وشك الانهيار 

تطول لائحة التحديات الماثلة امام التعامل مع انتشار الكوليرا في اليمن. في 3 نقاط على الاقل، تختصر المنظمة الدولية ما يغرق فيه اليمن:

1-"عامان ونصف العام من الحرب فيه أدت إلى أكبر أزمة غذائية في العالم، الى وباء كوليرا كبير، وانهيار وشيك للنظام الصحي في البلاد. الحالة الإنسانية كارثية، وتتدهور بسرعة.

2-النظام الصحي في اليمن على وشك الانهيار. هناك نحو 15 مليون شخص يفتقرون الى الرعاية الصحية الأساسية، في وقت اغلق أكثر من نصف المرافق الصحية بسبب الأضرار أو الدمار التي لحقت بها، أو لنقص الأموال. ويستمر النقص في الأدوية واللوازم الطبية على نطاق واسع. من يعانون أمراضا مزمنة يموتون، لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى العلاجات التي تدعم الحياة.

3-يُقدَّر عدد السكان الذين لا يحصلون على المياه النظيفة والصرف الصحي بـ16 مليون نسمة، بينما تتجمع القمامة في الشوارع. لا يحصل العاملون الصحيون على الدعم الذي يحتاجون اليه. 30 ألف منهم لم يقبضوا رواتبهم من نحو عام. لا أطباء في نحو 20 في المئة من المقاطعات اليمنية. وغالبا ما يعجز الجرحى عن الحصول على الرعاية الجراحية المناسبة، بسبب نقص المهارات البارعة".

(مرضى في احد اجنحة مستشفى السبعين. كأنه سجن اكثر مما هو مستشفى- ICRC/ رالف الحاج)  


بالنسبة الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر، تتمثل التحديات الرئيسية في التعامل مع الكوليرا وتوفير الحاجات الطبية في "صعوبة استيراد الإمدادات الطبية اللازمة لإدارة الأزمة"، على ما يشرح الحاج. الواقع يتكلم. "45 في المئة فقط من المرافق الطبية في اليمن لا تزال تعمل. إضافة إلى هذه المشكلة الضخمة، يدخل الآن الى البلاد أقل من 30 في المئة من الأدوية والإمدادات الطبية اللازمة".  


الى ذلك، يبقى سعر الدواء "أبعد من متناول المواطنين العاديين". وفي المناطق الأكثر تضررا، "لم يتمكن العاملون الطبيون من إنقاذ أرواح مرضاهم، بسبب عدم توفر الإمدادات الحيوية والمعدات الحيوية"، على ما يضيف. امر آخر يعكس المعاناة. "في المتوسط، يموت كل يوم 20 شخصا، نساء وأطفالا ورجالا، العديد منهم بسبب اصابتهم بجروح قابلة للعلاج، وأمراض يمكن علاجها، بالتزامن مع عدم توفر الأدوية للعلاج، ونقص في المستشفيات العاملة". 


برسم كل الاطراف 

في مواجهة "الوضع الكارثي" في اليمن، تشدد اللجنة الدولية على جملة توصيات: "لا بد من بذل جهود سياسية لإنهاء هذه الأزمة"، على قولها. "نذكّر جميع الأطراف بالتزاماتهم لجهة السماح بوصول البضائع بحرية الى السكان المدنيين المحتاجين. وندعو إلى رفع القيود المشددة المفروضة على الواردات وحركة الأشخاص والبضائع، وإبقاء ميناء الحديدة مفتوحا".

(فائض من المرضى في مستشفى الحديدة- ICRC/ رالف الحاج) 

(في مستشفى الثورة في صنعاء. 74 مريضا اكتظوا في غرفة في قسم الطوارىء مصممة اصلا لتتسع لـ12 مريضا فقط-ICRC/ رالف الحاج)


تأكيد آخر. "على جميع أطراف هذا الصراع والدول الداعمة لهم أن يحرصوا على احترام قوانين الحرب، وضمان اتخاذ كل التدابير لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والعيادات، وضمان الوصول غير المشروط والفوري إلى الأشخاص المحتجزين بسبب النزاع. هذا واجب إنساني". 


وتضيف منظمة الصحة العالمية طلبا آخر. "على جميع أطراف النزاع احترام سلامة العاملين الصحيين والمرافق الصحية وحيادهم. وهذا يشمل الجرحى والمرضى والعاملين في المجال الطبي وسيارات الإسعاف والمعدات الطبية والمستشفيات وغيرها من المرافق الطبية". 


منذ آذار 2015، قتل أكثر من 8400 شخص في النزاع في اليمن، بينهم 1500 طفل، وفقا لارقام الامم المتحدة، واصيب 48 الفا، غالبيتهم من المدنيين. 

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم