السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كاتالونيا مُحرك الاقتصاد الاسباني ما هو مستقبلها إذا استقلت؟

كاتالونيا مُحرك الاقتصاد الاسباني ما هو مستقبلها إذا استقلت؟
كاتالونيا مُحرك الاقتصاد الاسباني ما هو مستقبلها إذا استقلت؟
A+ A-


تعتبر كاتالونيا الواقعة في شمال شرق اسبانيا والتي تزيد مساحتها عن 30 الف كيلومتر مربع، أحد محركات الاقتصاد الاسباني، فهي المنطقة المصدرة الأولى وفي الطليعة في مجالات الصناعة والبحث والسياحة، لكنها تعاني ديناً ثقيلاً. 

ويمكن ان يخلّف عدم استقرارها آثاراً سلبية جداً على الاقتصاد الاسباني، حتى ان مدريد راجعت توقعاتها للنمو في 2018 من 2,6 الى 2,3 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي.

وساهمت كاتالونيا بنسبة 19 في المئة من الناتج الاجمالي الاسباني متقدمة بشكل طفيف جداً مدريد (18,9 في المئة) على لقب أكثر المناطق الاسبانية ثراء. وتحل في المرتبة الرابعة بالنسبة الى قياس الناتج الاجمالي للفرد (28,600 أورو مقابل معدل 24 الف أورو في اسبانيا) خلف مدريد وبلاد الباسك ولانافاري.

ونسبة البطالة في كاتالونيا المشابهة لنسبتها في مدريد، أقل بكثير من باقي البلاد. وكانت 13,2 في المئة في الفصل الثاني من 2017 مقابل 17,2 في المئة على المستوى الوطني و13 في المئة في مدريد.

وكاتالونيا هي منطقة التصدير الأولى في اسبانيا وتتقدم كثيراً كل الاقاليم في هذا المجال. فقد أمنت ربع مبيعات السلع للخارج في 2016 وفي الفصل الاول من 2017. واجتذبت في 2015 نحو 14 في المئة من الاستثمارات الاجنبية في اسبانيا لتحل في المرتبة الثانية بعد مدريد (64 في المئة) ومتقدمة بأشواط باقي الاقاليم.

وقررت شركات كبرى عدة كانت تتخذ برشلونة مقراً لها، نقل مقارها الى خارج كاتالونيا خشية حصول عدم استقرار. وبقيت مباني المقار لكن المقار الرسمية لاكثر من 800 شركة غادرت الاقليم، وبينها ثالت أكبر مصرف اسباني "كاشا بنك" وشركة الغاز الطبيعي العملاقة ومجموعة "البرتيس" للطرق السريعة.

وتمثل الصناعات الغذائية القطاع الصناعي الأول في كاتالونيا من حيث توفير فرص العمل ورقم المعاملات وخصوصاً بفضل صناعة اللحوم، ذلك أن كاتالونيا من اكبر مصدري لحم الخنزير.

كما ان كاتالونيا تمثل نصف الانتاج الكيميائي لاسبانيا. ونشاطها يفوق بعض الدول الاوروبية مثل النمسا، استناداً الى الفيديرالية الاقليمية للقطاع.

أضف ان كاتالونيا كانت في 2016 ثاني اكبر منتج للسيارات مع 19 في المئة من الانتاج الوطني (21 في المئة في كاستي وليون). وتملك شركتا "نيسان" و"فولكسفاغن" (عبر الماركة "سيات") مصانع انتاج فيها. واسبانيا هي ثاني صانع سيارات في الاتحاد الاوروبي بعد المانيا. كما تملك كاتالونيا قطباً لوجستياً مهما.


استشفاء
وتكنولوجيا وسياحة 

راهنت كاتالونيا على البحث وخصوصاً في العلوم البيولوجية (علم الوراثة والاعصاب وبيولوجيا الخلايا) ويمثل هذا القطاع 7 في المئة من ناتجها الاجمالي. وهي منطقة غنية بالمستشفيات الفائقة التطور ومراكز البحث بما فيها في المجال النووي. كما انها تعد المنطقة الأولى في اوروبا من حيث عدد شركات الصيدلة للفرد.

والتكنولوجيات الحديثة منتشرة بقوة في برشلونة التي تحتضن سنوياً المؤتمر الدولي للهواتف الجوالة.

والجامعات الكاتالونية هي من الافضل في اسبانيا. ففي ترتيب شانغهاي للجامعات الاسبانية الخمس الاولى هناك ثلاث جامعات كاتالونية. كما تشتهر في كاتالونيا كليتان للتجارة، وفي برشلونة دور نشر كبيرة.

كاتالونيا مع عاصمتها برشلونة وشواطئها في كوستا برافا، هي المنطقة الاسبانية التي تجتذب أكبر عدد من السياح الاجانب. وزاد الاقبال عليها في السنوات الاخيرة. وزارها أكثر من 18 مليون سائح في 2016 أي ربع الاجانب الذين زاروا اسبانيا.

ومطار برشلونة هو ثاني أهم مطارات البلاد بعد مطار مدريد. واستقبل في 2016 أكثر من 44 مليون مسافر. ويلقى المطار اقبالاً كبيراً من شركات الطيران الاقتصادي "لو كوست" التي تسعى الى جعلها محوراً اوروبيا لرحلاتها البعيدة في اتجاه القارة الاميركية.

وميناء برشلونة هو ثالث أهم موانئ اسبانيا بعد الخيسيراس وفالنسيا وأحد أهم موانئ الرحلات السياحية في أوروبا.

لكن نقطة الضعف في كاتالونيا هي ثقل الدين العام. فهو يمثل 35,4 في المئة من ناتجها الاجمالي وهي بذلك ثالث أكثر اقاليم اسبانيا ديوناً في الفصل الثاني من 2017.

بل انها الاولى اذا احتسبت القيمة المطلقة بـ 76,7 مليار أورو نهاية حزيران 2017. وديونها مصنفة في الفئة المضاربة مما يمنعها من التمول مباشرة من الاسواق. وهي رهينة قروض الدولة المركزية.

الجدل محتدم بين انصار استقلال كاتالونيا ومعارضيه الذين يبنون ارقامهم وفق منهجيات وفرضيات مختلفة.

ففي رأي وزارة الاقتصاد الاسبانية، أن كاتالونيا مستقلة وخارج الاتحاد الاوروبي ستشهد تراجعا في ناتجها الاجمالي بما بين 25 و30 في المئة مع تضاعف نسبة البطالة.

وفي المقابل، يرى بعض الخبراء الاقتصاديين ان الدولة الجديدة ستبقى ضمن الاتحاد الاوروبي، معتبرين ان ناتجها الاجمالي سيبقى تقريباً كما هو في الامد القصير ويرتفع بنسبة 7 في المئة في الامد البعيد.

كما تؤكد حكومة كاتالونيا ان المنطقة لن تعاني المزيد من "عجز الموازنة" لانه لن يعود عليها ان تدفع مالا للدولة المركزية أكثر مما تتلقى منها.

وقالت حكومة كاتالونيا إن هذا العجز قيمته 16 مليار أورو (8 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي)، في حين قدرته الحكومة المركزية في مدريد بمنهجية مختلفة بعشرة مليارات أورو (5 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي).

ولكن الواردات الضريبية المتوقعة لم تأخذ في الاعتبار هروب مستثمرين وتراجع السياحة والبطالة التي تنجم عن ذلك اضافة الى خسارة الضرائب التي تدفعها شركات تغادر المنطقة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم