الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هزيمة "داعش" في الرقة تمهد لاستراتيجية أميركية أوسع

هزيمة "داعش" في الرقة تمهد لاستراتيجية أميركية أوسع
هزيمة "داعش" في الرقة تمهد لاستراتيجية أميركية أوسع
A+ A-

ربما كانت هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الرقة معقله الرئيسي، البداية لجهود أميركية أكبر لاحتواء أي عمليات مسلحة للتنظيم المتشدد وتحقيق الاستقرار في المنطقة وقت تسعى واشنطن جاهدة لوضع استراتيجية شاملة من أجل سوريا. 

وأعلنت فصائل مسلحة تدعمها الولايات المتحدة النصر على "الدولة الإسلامية" (داعش) في الرقة الثلثاء ورفعت الرايات على آخر معاقل التنظيم بعد معركة دامت أربعة أشهر. وكان التنظيم المتشدد قد اجتاح الرقة في كانون الثاني 2014 وانتزع السيطرة عليها من المعارضة المسلحة المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال الباحث في معهد الشرق الأوسط بلال صعب إن استعادة السيطرة على الرقة لها أهمية رمزية، لكن الأمر يتعلق بانتصار باهظ الثمن، فمعالجة المشاكل الاقتصادية والسياسية للسنة ستكون على درجة أهمية المعركة العسكرية حتى لا تظهر "دولة إسلامية" أخرى.

وأشار إلى أن النفوذ الأميركي في سوريا ربما كان أضعف من أن يسهم في تشكيل الأحداث. وأضاف: "مشاركتنا كانت وستظل دوماً محدودة إلى حد كبير... تركنا الساحة لروسيا والإيرانيين وربما فات أوان انخراطنا بفاعلية".

وكانت الرقة المدينة الكبيرة الأولى يسيطر عليها "داعش" قبل أن تؤدي سلسلة انتصاراته السريعة في العراق وسوريا إلى خضوع الملايين لحكم ما سمّي "دولة الخلافة" التي أعلنها من جانب واحد والتي سنت قوانين وأصدرت جوازات سفر وعملة خاصة بها.

وخسر "داعش" الكثير من الأراضي في سوريا والعراق هذه السنة بما في ذلك مدينة الموصل العراقية. وفي سوريا تقهقر التنظيم إلى قطاع من وادي الفرات ومناطق صحراوية محيطة.

ورأى محللون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط، إن من بين المشاكل الكثيرة التي تجلت بعد طرد "داعش" من الرقة مشكلة توفير الأموال للمساعدة في إعادة بناء المدينة المدمرة وكيفية دعم الحكومة المحلية الوليدة في مواجهة تمرد محتمل وكيفية منع الأسد الذي تدعمه إيران وروسيا من محاولة استعادة السيطرة على المدينة.

واعتبر المحلل في مركز الأمن الأميركي الجديد نيك هيراس أن "التحدي الحقيقي هو أن يتحول تنظيم الدولة الإسلامية إلى شبح منتقم يحاول التسلل لتخريب الأمن والحكم والإدارة في فترة ما بعد انتهاء الصراع من أجل تقويض الولايات المتحدة وشركائها".

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لا تزال ملتزمة عملية جنيف للسلام وأنها تدعم "أوسع تجمع ممكن من ممثلي سوريا في تلك المناقشات". وأوضح إن الولايات المتحدة والحلفاء سيواصلون تقديم المساعدات الإنسانية ومساندة الجهود الرامية الى استقرار المناطق المحررة من حكم التنظيم الجهادي "ليشمل ذلك الاستمرار في إزالة العبوات الناسفة البدائية وغيرها من المتفجرات... وإعادة الخدمات الأساسية وتجديد المدارس". وأضاف أن أهداف الولايات المتحدة تتضمن "دعم هيئات الحكم المحلي الممثلة للمنطقة بقيادة مدنية وتكون جديرة بالثقة في أعين السكان".

وأدى استخدام الأسد القوة لسحق انتفاضة سلمية ضد حكم عائلته المستمر منذ أكثر من أربعة عقود إلى تفجر الحرب الأهلية عام 2011. وساهم الصراع في إيجاد فراغ استغله "داعش" ليسيطر في نهاية المطاف على أجزاء من سوريا. وتدخلت روسيا عسكرياً لدعم الأسد في 2015.

وقال هيراس:"التحدي الأكبر بالنسبة الى الرقة والشركاء السوريين المحليين الذين يحاولون إعادة بناء الرقة هو الغموض في سياسة إدارة ترامب في شأن سوريا". وأضاف: "ينبغي إرسال إشارة بأن الولايات المتحدة تنوي الاحتفاظ بقوة في المناطق التي استعادتها من الدولة الإسلامية من أجل الإشراف على مهمة تحقيق الاستقرار وأن يكون لها هدف أوسع غير معلن يتمثل في تقييد قدرة إيران على إعادة السيطرة على كل أنحاء البلاد باسم الأسد".

ولاحظ محللون عدة إن الولايات المتحدة لا تملك على ما يبدو استراتيجية واضحة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، ناهيك بإحياء المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف بهدف إنهاء الحرب.

وقال السناتور الجمهوري بن ساس: "سيطرنا على مدن من قبل وفقدناها... هذا الانتصار يؤكد الحاجة إلى استراتيجية شاملة لسوريا".

وخلص مسؤول أميركي الى أنه "إذا كان الروس يرغبون حقاً في... عمل شيء يعيد إلى سوريا لحمتها فسنرى إن كانوا مستعدين للعودة إلى عملية جنيف".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم