السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بغداد انتزعت كركوك من كردستان "المستقل"

بغداد انتزعت كركوك من كردستان "المستقل"
بغداد انتزعت كركوك من كردستان "المستقل"
A+ A-

انتزعت قوات الحكومة العراقية السيطرة على مدينة كركوك التي كانت خاضعة لسيطرة الأكراد أمس في رد عسكري جريء وخاطف يغير ميزان القوى في البلاد بعد استفتاء أجراه الأكراد في 25 أيلول الماضي، على استقلال اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي موسع. 

ورفع نائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الامير يار الله، العلم العراقي فوق مبنى محافظة كركوك في حضور كبار قادة الجيش ومكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية و الحشد الشعبي وخصوصاً هادي العامري وابو مهدي المهندس.

من جهة اخرى، أعلن مسؤول في وزارة النفط وقف ضخ النفط من حقلي هافانا وباي حسن اللذين كانت سيطرت عليهما قوات البشمركة التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني.

ويؤشر التقدم السريع للقوات العراقية لعدم وجود مقاومة كبيرة من قوات البشمركة.


انقسام كردي

وكشفت صحيفة "النيويورك تايمس" الاميركية أن العملية العسكرية للقوات العراقية في كركوك سارت وسط انقسامات في صفوف القيادات الكردية. ونسبت الى مسؤولين في حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني المعارض، أن مقاتليه انسحبوا أمام القوات العراقية المتقدمة، بينما واصل مقاتلون موالون للحزب الديموقراطي الكردستاني الحاكم بزعامة مسعود البارزاني القتال.

وأحرز تقدم القوات العراقية بعد انسحاب مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني من كركوك بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع القوات المسلحة العراقية.

واتهم بيان لقوات البشمركة مجموعة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني بالخيانة لمساعدتها تقدم قوات الحكومة المركزية.

وقالت هيرو أرملة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني في بيان إن العملية العراقية جرت بموافقة دولية، وإن الاتحاد الوطني الكردستاني لم يتمكن من منعها من خلال المحادثات. وأضافت أن كركوك تواجه مخططا دولياً. وأوضحت أن اجتماعات عقدت في الأيام الاخيرة مع ممثلين أميركيين وممثلين للحكومة العراقية ودول عدة أخرى لمنع هجوم أمس، لكن تلك الجهود لم تفلح.

وتسيطر القوات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني على المناطق الجنوبية في محافظة كركوك، فيما تفرض تلك التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني سيطرتها على المناطق الغنية بالنفط في شمال المحافظة وشرقها.

وأكدت الشرطة للسكان أن الوضع مستقر، ودعت مساء الاثنين الذين غادروا المدينة الى العودة، كما فرضت منع تجول ليلياً في كركوك.

وتحدثت القيادة المشتركة للقوات العراقية عن "استكمال قوات جهاز مكافحة الارهاب إعادة الانتشار في قاعدة كيه 1 بشكل كامل"، و"فرض الامن على ناحية ليلان وحقول نفط باباكركر وشركة نفط الشمال". كما "سيطرت على مطار كركوك (قاعدة الحرية)".

ولم يتضح بعد ما اذا كانت الحكومة العراقية ستسعى الى السيطرة على جميع حقول كركوك التي تشكل مصدراً حيويا للواردات لحكومة إقليم كردستان.

وأسهم تعليق الإنتاج في دفع أسعار النفط العالمية الى الارتفاع أمس، ذلك أن الإنتاج المتوقف كان يشكل أكثر من نصف الإنتاج الكردي الإجمالي.

وتسببت حركة النزوح في أوتوبيسات وسيارات مكتظة في اتجاه اربيل والسليمانية بازدحام مروري خانق. وقطع الطريق الرئيسي العام بين بغداد ومدينة كركوك.

وحاولت السلطات العراقية طمأنة سكان كركوك التي تضم خليطاً من المكونات وطلبت منهم مزاولة أعمالهم طبيعياً.

وبث التلفزيون العراقي الحكومي أن القوات العراقية دخلت أيضاً طوز خورماتو وهي بلدة متوترة شهدت اشتباكات بين الأكراد وتركمان معظمهم شيعة.


ترامب: ما كان ينبغي أن نكون هناك

ودعا الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الطرفين الى "تجنب التصعيد". وقال في بيان إن قواته "لا تدعم تحركات حكومة العراق أو إقليم كردستان قرب كركوك، لكنها على علم بتقارير عن تبادل محدود لاطلاق النار خلال الساعات الاولى من فجر 16 تشرين الاول".

وصرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة لن تنحاز إلى طرف في الاشتباكات. وقال: "لا نحب نشوب الصراع بينهم. نحن لا ننحاز إلى طرف... مدى سنوات طويلة أقمنا علاقات طيبة للغاية مع الأكراد ووقفنا أيضاً إلى جانب العراق... على رغم أننا ما كان ينبغي أن نكون هناك أصلاً. ما كان ينبغي أن نذهب إلى هناك. لكننا لا ننحاز إلى جانب في تلك المعركة".

وجاء في بيان للسفارة الأميركية في بغداد أن واشنطن، التي تدرب وتسلح كلاً من القوات الاتحادية العراقية وقوات البشمركة الكردية في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، دعت "كل الأطراف إلى التوقف فورا عن الأعمال العسكرية واستعادة الهدوء". وقالت: "يظل تنظيم الدولة الإسلامية هو العدو الحقيقي للعراق ونحن نحض كل الأطراف على الحفاظ على تركيزهم على استكمال تحرير بلادهم من هذا الخطر".

ورفض الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الكولونيل روبرت مانينغ الحديث عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقطع الدعم العسكري والتدريب عن القوات العراقية في حال نشوب صراع كبير قائلاً: "لن أدلي بتوقعات عن ذلك، لكني سأبلغكم أننا سنبحث في كل الخيارات... نحض على الحوار".


تركيا

وأبدت تركيا استعدادها "للتعاون" مع الحكومة العراقية لطرد مقاتلي "حزب العمال الكردستاني"، المنظمة المصنفة "ارهابية" من انقرة، من الاراضي العراقية.

وصرح النطاق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ في مؤتمر صحافي عقب جلسة لمجلس الوزراء، بان "الطائرات المتجهة من إقليم كردستان أو اليه لن تتمكن من استخدام المجال الجوي التركي". وأضاف: "قرر مجلس الوزراء بدء العمل لتسليم السيطرة على معبر الخابور الحدودي إلى الحكومة العراقية".

وجدير بالذكر أن تركيا كانت شددت القيود على المعبر عقب إجراء الاستفتاء في اقليم كردستان وأوقفت رحلات الطيران الى شمال العراق. وأجرت كذلك مناورات عسكرية مشتركة مع القوات العراقية على الحدود.

لكنها لم تنفذ بعد تهديداتها بفرض عقوبات أوسع نطاقا على الإقليم الكردي أو بوقف تدفق مئات الآلاف من براميل النفط التي يصدرها الإقليم يومياً عبر تركيا إلى الأسواق العالمية.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم