ليون أرض الفيلم الأول تصون ذاكرة السينما

تنطلق هذا المساء في ليون، ثالث المدن الفرنسية حجماً، الدورة التاسعة من مهرجان لوميير (14 - 22 الجاري). هذا الحدث السينمائي الذي لم ينتشر صيته بعد في العالم، وخصوصاً في العالم العربي، الذي تغطيه “النهار” للمرة الأولى. قبل ثمانية أعوام، خطر لكلّ من المخرج الفرنسي برتران تافيرنييه وتييري فريمو اطلاق تظاهرة سينمائية تُعنى بالأفلام الكلاسيكية المرممة حديثاً أو غير المرممة. الرجلان من أصحاب السيرة الطويلة في نشر حبّ السينما في بلد يملك تراثاً هائلاً في هذا المجال. الأول يشغل منصب رئيس معهد لوميير (منظّم الحدث)، والثاني مديره. ليون، بالنسبة للسينيفيليين، هي مدينة مخترعَي السينما الأخوين لوميير، اللذين أعطيا اسمهما للمعهد والمهرجان، حتى ان هناك شارعاً يُعرف بـ"شارع الفيلم الأول". ففي العام 1895، أي قبل 122 عاماً، نصب لوي لوميير كاميراه في هذا المكان ليصوّر خمسين دقيقة ممّا أصبح لاحقاً أول فيلم في تاريخ السينما: "خروج من مصانع لوميير". عن مثل هذه اللحظات، يقول المؤرخ السينمائي أموس فوغل: "منذ اختراع السينما، تفرض الصورة سطوتها وتثير الرهبة، الخوف والدهشة: حين وصل قطار لوميير إلى تلك المحطة في العام 1895 متجهاً مباشرة نحو الكاميرا، صرخ المتفرجون وقفزوا من أماكنهم خشية ان يدهسهم القطار. الأمر نفسه مرة أخرى عندما شطر بونويل عين امرأة نصفين بموسى للحلاقة، وعندما جعل كلوزو الموتى يعودون في شكل واقعي تماماً، وعندما ارتكب هيتشكوك جريمة فجائية تحت الدوش في الحمّام، وعندما ذبح فرانجو الحيوانات في المسلخ"…لوميير "قصّة كبيرة"، كادت تسقط في النسيان، لولا اصرار الثنائي تافيرنييه وفريمو على صون أعمالهما وتقديمها للأجيال الجديدة بشكل لائق. أولاً عبر المحافظة على ارثهما في المعهد الذي يشرفان عليه، ثانياً عبر الحدث المهم الذي أقيم في كانّ قبل عامين، وتحوّل في ما بعد إلى فيلم "لوميير". فاحتفالاً بمرور 120 سنة على عرض لوميير أول فيلم سينمائي، دعا كانّ وقتها ثلاثة اخوان للمشاركة في الحدث: الاخوان تافياني، والاخوان داردن والاخوان كووين. والثلاثة سبق ان نالوا على الأقل...