الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

متى يقرر الطبيب إجراء عملية جراحية للشخص الذي يعاني البدانة المفرطة؟

ليلي جرجس
ليلي جرجس
متى يقرر الطبيب إجراء عملية جراحية للشخص الذي يعاني البدانة المفرطة؟
متى يقرر الطبيب إجراء عملية جراحية للشخص الذي يعاني البدانة المفرطة؟
A+ A-

لم تعد البدانة المفرطة مجرد حالة شائعة في المجتمع، بل أصبحت وباعتراف منظمة الصحة العالمية مرضاً صحياً على غرار باقي الأمراض التي تتطلب علاجاً ومتابعة طبية للحدّ من مخاطرها ومضاعفاتها على صحة الإنسان. سمعنا كثيراً عن عمليات لإنقاص الوزن، بعضها نجح ونتيجتها ملموسة فيما البعض الآخر لم يخسر إلا بعض الكيلوغرامات. هذه الإشكالية تطرح نفسها في عالم الطب لتفتح الباب واسعاً أمام شروط ومعايير طبية وحقائق مثبتة تكشف حقيقة ما يجري واختلاف النتائج بين شخص وآخر.  

لأن البدانة المفرطة أصبحت حالة مرضية ملحة دقت بأرقامها المخيفة ناقوس الخطر عالمياً، التقت "النهار" بالجراح المتخصص بجراحات خسارة الوزن في مركز علاج البدانة في لبنان وفي مستشفى القلب المقدس في مونتريال بكندا ناجي صفا لتلقي الضوء على بعض النقاط المتعلقة بطبيعة الأشخاص الذين يتوجب عليهم الخضوع للعملية الجراحية لإنقاص وزنهم والشروط التي يجب اتباعها قبل الوصول الى خيار العملية الجراحية.

بين التجميل وانقاص الوزن

يستهل صفا حديثه بضرورة التمييز "بين عمليات إنقاص الوزن والتجميل، فنحن هنا نتحدث عن عمليات طبية لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بعمليات التجميل. منذ عشر سنوات اعترفت منظمة الصحة العالمية بالبدانة كمرض وليس كحالة، وبما انه أصبح مرضاً فهو يتطلب علاجاً وفق معايير وقواعد عالمية معينة".

لكن من هم الأشخاص الذين يجب أن يخضعوا لعمليات كهذه؟ يُجيب صفا بالقول "انه قبل الحديث عن العملية، على المريض اولاً ان يكون قد حاول القيام بخطوات ومحاولات سابقة قبل أن نمضي في خيار العملية الذي يعتبر آخر الحلول. تكون الخطوة الأولى باتباع حمية غذائية معينة وتغيير نمط عيش الشخص الصحي بالتزامن مع ممارسة الرياضة. ولا ننتقل الى الخطوة الثانية أي الجراحة إلا بعد فشل الحمية الغذائية وعدم قدرة الشخص على خسارة الوزن".

اقرأ ايضاً : متى تفشل عمليّة تصغير المعدة؟

مؤشر كتلة الدهون = جراحة؟

يشدد الجراح المتخصص في جراحات خسارة الوزن على ان "مرض البدانة يرتكز على ما يُسمى "مؤشر كتلة الدهون" وهو كناية عن عملية حسابية بسيطة يقوم على احتساب الوزن بالكيلوغرام مقسوماً على مربع الطول بالأمتار. مثلاً، إذا كان الشخص يزن 100 كيلوغرام وطوله 1,70 متر نقوم بتقسيم 100 على 1.7 ومقسومة على 1.7 = 34.6 وهو مؤشر كتلة الدهون.

 إذ كان رقم المؤشر دون 25، فإن الفرد يتمتع بوزن طبيعي، في حين اذا كان المؤشر يراوح بين 25 و30 نتحدث عن وزن زائد، أما حين نتخطى الـ 30 نتحدث عندها عن مرض البدانة. و تُقسم الحالة الأخيرة (مؤشر كتلة الدهون تخطت 30) الى 3 أقسام:

بين 30-35 تعتبر بدانة درجة أولى.

بين 35-40: درجة ثانية.

فوق 40: درجة ثالثة.


ملاحظة: عندما يتخطى مؤشر كتلة الدهون الـ30 أي عندما تكون الحالة بدانة وليس وزناً زائداً، عندها فقط نبدأ الحديث عن ضرورة إجراء عملية جراحية وتحديد النوع المناسب لكل حالة.

شروط اجراء العملية

متى نقرر إجراء العملية الجراحية ووفق اي شروط ؟ يعدد صفا بعض الشروط والمعايير التي على أساسها تجرى العملية الجراحية وتتمثل بالآتي:

* أن يكون الشخص قد اتبع حمية غذائية ولفترة طويلة. لكن في لبنان هناك فوضى وعدم التزام في مسألة الوزن. مثلاً هناك 6 او 7 من أصل 10 اشخاص من الذين يقصدون المركز لا يحتاجون الى إجراء عملية جراحية ويقتصر علاجهم على حمية غذائية. ومن المهم ان يعرف المريض ان عليه الالتزام للوصول الى الوزن المثالي، ولن تنجح العملية في حال لم يلتزم بنظام غذائي صحي قبل العملية وبعدها.

* ان يكون المريض قد اتبع حمية غذائية لستة اشهر مع اختصاصية التغذية وإلتزم بها، وفي حال لم يخسر وزنه عندها نلجأ الى العملية الجراحية لإنقاص الوزن.

* عندما يكون مؤشر كتلة الدهون فوق 35 اي درجة ثانية من البدانة، ويعاني الشخص من مرض السكري او ارتفاع الضغط او صعوبة في التنفس خلال النوم او ألم في المفاصل قد يسبب arthrose او هشاشة في العظام. في هذه الحالات فقط نلجأ الى العملية الجراحية دون ضرورة الانتظار لمدة 6 اشهر بهدف علاج المشكلة الأساسية "البدانة".

هل هناك عمر محدد لإجراء العملية؟

 يؤكد صفا انه "قبل 10 سنوات كان مسموحاً اجراء عملية جراحية لإنقاص الوزن للفئة العمرية التي تراوح بين 18 و65 عاما. أما اليوم اصبح الحديث عن الحالة الفيزيولوجية للشخص الذي يعاني من البدانة المفرطة. مثلاً كان لدي حالة لفتاة عمرها 9 سنوات وتزن 110 كيلوغرامات، أجرينا لها عملية منذ شهر. أسباب كثيرة مسؤولة عن البدانة المفرطة منها الوراثية، مشاكل هرمونية، نظام غذائي غير منتظم وعادات سيئة في تناول الطعام، مشاكل جينية تجعل من عمليات الأيض بطيئة. (في هذه الحالة يتم تخزين الطعام الذي تأكله).



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم