الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

روسيا تتجسّس على أميركا، وإسرائيل تتجسّس على روسيا

ترجمة هديل كرنيب
روسيا تتجسّس على أميركا، وإسرائيل تتجسّس على روسيا
روسيا تتجسّس على أميركا، وإسرائيل تتجسّس على روسيا
A+ A-

نشرت صحيفة "نيويورك تايمس" اليوم، اختراق قراصنة الحكومة الإسرائيلية شبكة كاسبرسكي عام 2015، واكتشفوا أنّ قراصنة الحكومة الروسية تمكّنوا من اختراق الحكومة الأميركية بمساعدة برامج كاسبرسكي للحماية. وبعبارة أخرى روسيا تتجسس على أميركا، إسرائيل تتجسس على روسيا وأميركا تتجسس على الجميع. 

حسناً، حقيقة أنّ الكلّ يتجسس بعضهم على بعض ليست بالأمر الجديد أو السرّي، ولكن كاسبرسكي لاب باتت الآن في صميم هذا التجسس الدولي وتدور حولها جميع الشبهات.

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الأسبوع الماضي قصة ضد شركة كاسبرسكي، وهي شركة روسية لمكافحة الفيروسات، تقول فيها إنّ قراصنة الحكومة الروسية سرقوا وثائق وكالة الأمن القومي المصنفة بدرجة عالية وأدوات القرصنة في عام 2015 من جهاز كمبيوتر منزلي بمساعدة برنامج مكافحة الفيروسات من كاسبرسكي - Antivirus.

إلا أنّ مقالة "وول ستريت جورنال" فشلت في تقديم أي أدلة جوهرية لإثبات ما إذا كانت كاسبرسكي تشارك عن قصد مع الجواسيس الروس، أو أنّ بعض المتسللين قد استغلوا ببساطة برنامج مكافحة الفيروسات التابع لكاسبرسكي.

أما الآن فيبدو أنّ الحقائق قد انكشفت، فقد نقل مصدر مجهول من وكالة الاستخبارات الإسرائيلية لجريدة "نيويورك تايمس"، في محاولة لتبرير الادعاءات التي قدمتها مقالة "وول ستريت جورنال"، عن الروس اختراق أسرار وكالة الأمن القومي، وقال المصدر إنّ جواسيس إسرائيليين اكتشفوا أنّ روسيا تستغل لأغراض التجسس برمجيات لمكافحة الفيروسات من إنتاج كاسبرسكي لاب، التي يستخدمها 400 مليون شخص في العالم، من بينها وكالات حكومية أميركية.

ووفقاً للتقرير، فقد بدأ المسؤولون في الولايات المتحدة تحقيقاً فورياً في حادثة عام 2015 بعدما أبلغ مسؤولون هذا الاشتباه في سلوك كاسبرسكي الخبيث، أدى بوزارة الأمن الداخلي الأميركية إلى حظر برنامج مكافحة الفيروسات كاسبرسكي وإزالته من جميع أجهزة الكمبيوتر الحكومية.

وعلاوة على ذلك، شارك مجلس الاستخبارات الوطنية الأميركية، في الشهر الماضي، تقريراً سرّياً مع حلفاء الناتو استنتجوا فيه أنّ وكالة الاستخبارات الروسية قد تمكنت من الوصول إلى قواعد بيانات كاسبرسكي وكذلك إلى شيفرات المصادر.

وبعد الحظر، قالت روسيا إنها تأسف لهذا المنع، وستواصل حماية مصالح هذه الشركات ودعمها.

وكشفت كاسبرسكي في منتصف عام 2015، عن متجسس سيبراني متطوّر داخل الشبكة في شركتها وأصدرت تقريراً مفصّلاً عن التسلل. في ذلك الوقت، قالت كاسبرسكي إنّ الشركة كشفت بعض رموز الهجوم من خلال بصمات رقمية مشتركة وجدت لأول مرة في دودة ستوكسنيت السيئة السمعة، وهي البرمجة الخبيثة نفسها التي وضعتها أميركا وإسرائيل لتخريب البرنامج النووي الإيراني عام 2010.

وقالت شركة كاسبرسكي لاب في بيان إنه ليست لديها أي علاقات غير مناسبة مع أي حكومة بما في ذلك روسيا. وتابع البيان: "يبدو أن كاسبرسكي لاب وقعت وسط معركة جيوسياسية"، مضيفاً: "ليس لدينا أي علم بالتسلل الإسرائيلي".

وحتى اللحظة من الصعب جداً الحكم ما إذا كانت كاسبرسكي متورطة في أيّ مخالفة، ولكن الكرة في ملعب المحكمة الأميركية التي يجب أن توفر الأدلّة الفعلية للعالم حول العملية المضادّة للاستخبارات الإسرائيلية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم