الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مرحلة غامضة مع تصعيد الإجراءات الاميركية

المصدر: "النهار"
مرحلة غامضة مع تصعيد الإجراءات الاميركية
مرحلة غامضة مع تصعيد الإجراءات الاميركية
A+ A-

فيما استمر الانشغال اللبناني الرسمي مركزا على الخطوات التالية لاقرار سلسلة الضرائب الجديدة من خلال دعوة رئيس مجلس النواب الى جلسة الثلثاء لمناقشة الموازنة واقرارها على مدى ثلاثة ايام الى جانب انتخاب اللجان النيابية ومقرريها، ما سينهي الجدل المشتعل منذ قرار المجلس الدستوري الذي اصر على اقرار الضرائب من ضمن الموازنة، فان الموقف الاميركي المستجد من خلال اعلان مكافأة مالية كبيرة من اجل معرفة مصير قياديين من "حزب الله" بدا وكأنه نقل مستوى الضغوط الاميركية الى مرحلة جديدة. اذ ان البلد يتفاعل منذ بعض الوقت على وقع وتيرة اقرار قانون العقوبات الجديد على الحزب والمتوقع خلال الاسابيع القليلة المقبلة علما ان مضمونه معروف منذ اواخر الصيف وجرت اتصالات وزيارات لبنانية الى واشنطن سعت الى تصويب استهدافاته وتحييد المؤسسات اللبنانية عن العقوبات. الا ان الفصل الجديد المتمثل في تسمية قياديين من الحزب وتحديد مكافأة مالية باهظة بقيمة 12 مليون دولار لهما عشية الموقف المنتظر ان يعلنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب محددا استراتجية ادارته ازاء ايران واحتواء نفوذها في المنطقة اكتسب بعدا تصعيديا واضحا علما انه بدا لافتا وجود ثلاثة عوامل على الاقل: الاول اعادة التذكير بان ذلك يصادف الذكرى العشرين لتصنيف الحزب منظمة ارهابية ما يعني ان ثمة تاريخا طويلا للحزب لا يرتبط باحداث او تطورات راهنة بمقدار ما يعود ذلك الى زمن نشأته. والثاني الاشارة الى ان الحزب يشكل تهديدا للامن الاميركي ولامن الشرق الاوسط وابعد من ذلك. والعامل الثالث ان هذا التطور يستبق اقرار قانون العقوبات الجديد. ويكتسب هذا الواقع خطورته من دخول اسرائيل على خط توظيفه من خلال اعتبار وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان الجيش اللبناني هو جزء لا يتجزأ من نظومة الحزب. وهذا الموقف يسبق زيارة مرتقبة لقائد الجيش اللبناني جوزف عون الى واشنطن في النصف الثاني من هذا الشهر على نحو يمكن ان يجعل الزيارة صعبة بعض الشيء في الكونغرس الاميركي علما ان واشنطن لا تتبنى وجهة النظر الاسرائيلية وهي من ابرز الداعمين للجيش اللبناني سلاحا وتدريبا.  

على خط اخر، بدا وفي غمرة الرسائل التي جرى الكلام على ان لقاء كليمنصو وجهها للداخل والخارج على حد سواء، وهو لقاء خضع لتكهنات كثيرة، الا ان مغزاه كان واضحا لجهة عدم القبول باي دفع من سياسات خارجية في الوقت الراهن قد تكون المملكة السعودية من بين اصحاب هذه السياسات وعدم القبول بسياسات داخلية تتسم بخطابات طائفية يقول كثر انها برسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وذلك عبر تحرك وزير الخارجية جبران باسيل الذي يصب في هذا الاطار من خلال حملاته الانتخابية المبكرة. لكن سرى في موازاة ذلك تأكيد رئيس المجلس النيابي نبيه بري مجددا ان لقاء كليمنصو لم يكن موجها ضد احد وذلك دحضا للتفسيرات التي تحدثت عن رسالة في خانة رئيس الجمهورية تحديدا. وبدا موازيا لهذا الخط استمرار تصاعد الكلام على خلاف مستعر بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التي يعتقد ان غياب رئيسها الدكتور سمير جعجع متعمد في هذه الاونة لعدم رغبته في تفاقم الامور، لكن من دون افق واضح للحل بين الجانبين خصوصا ان احدا لم يتوقع تفتق الوضع بينهما قبل الانتخابات النيابية المقبلة وصمود اعلان النيات بينهما حتى ذلك الوقت. وهو ما يعني ان القوات قد تكون محشورة في الزاوية في هذه المرحلة علما ان اعلان النيات كما يقول مقربون من التيار العوني لم يتطرق الى المسائل الاستراتيجية التي يتردد عن خلاف في شأنها بل تم تجاهلها في حين ان المواقع في السلطة امر مختلف.  

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم