السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نقرة على الكمبيوتر تحقّق حلم الأبوّة... "صار وقت تتبنّو أرزة "

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
نقرة على الكمبيوتر تحقّق حلم الأبوّة... "صار وقت تتبنّو أرزة "
نقرة على الكمبيوتر تحقّق حلم الأبوّة... "صار وقت تتبنّو أرزة "
A+ A-

من اللحظة الاولى لتكوين ملف التبني، تصبح لكل شجيرة ارز بابا او ماما. وقد تشكل ايضا "هدية" يمكن تقديمها الى اي شخص، في اي مناسبة خاصة. "نزرع حاليا الارز تحديدا في كفرذبيان"، تقول منسقة الجمعية ريدا بطرس لـ"النهار". "الارض هناك تناسبه جدا، ليعيش وينمو ويزدهر". ويكفي اتخاذ القرار.


بنقرة على الموقع الالكتروني للجمعية، يتحقق التبني. ويمكن ايضا القيام بذلك في مكاتبها في منطقة مار مخايل-الاشرفية. العام 2016، اطلقت "جذور لبنان" حملة "#تبنى_أرزة". وفي 19 ايلول 2017، جددتها في عشائها السنوي، بمشاركة نحو 500 شخص. لاي راغب في التبني، هناك اختيارات عدة متاحة، وفقا لما تقول بطرس. "ما حجم الارزة التي يريدها؟ "كبيرة ام صغيرة"؟ ما العدد الذي يرغب في تبنيه؟ هل يريد وضع لوحة صغيرة صديقة للبيئة باسمه او باسم شخص آخر عند الشجرة ام لا؟ هل يريد تلقي صور يتابع من خلالها نموها ام لا؟"  

 ملف التبني تستكمله الجمعية بمختلف المعلومات. وبناء عليه، تقدم الى كل متبن شهادة تبن باسمه، مع موقع أرزته على الـ"جي بي اس"، "بما يمكّنه من زيارتها ساعة يشاء للاطمئنان اليها"، على قولها. عشرات مئات المتبنين منذ العام 2016. وكانت مفاجأة هذه المرة بعد تجديد الحملة قبل اقل من شهر. طلبات التبني تراكمت بوفرة على الموقع الالكتروني للجمعية، "مما ادى الى توقفه بعض الوقت"، قبل عودته الى العمل. ولفتت الجمعية "طلبات وردتها من خارج لبنان، لا سيما اوستراليا وفرنسا وغيرها". الى جانب متبنين لبنانيين في لبنان والاغتراب، "هناك ايضا اجانب"، وفقا لبطرس.  


ربع مليون شجرة 

مشروع "تبنى ارزة" واحد من المشاريع العديدة للجمعية. منذ انطلاقتها العام 2007، وضعت "جذور لبنان" نصب عينيها 3 اهداف. "زرع الاشجار، خصوصا في الاراضي القاحلة في لبنان، وتقوية المجتمعات المحلية عبر مشاركة الاهالي في مشاريعنا الزراعية، ونشر التوعية في الجامعات والمدارس والبلديات والشركات وغيرها على اهمية تشجير لبنان"، تشرح بطرس.


من البداية، اعلنت الجمعية اختيارها التشجير خصوصا في المناطق الجبلية القاحلة، "لانها مناطق لا تشملها غالبا برامج التشجير من جهة، ولان فوائد التشجير هائلة من جهة اخرى"، على قولها. هذا الالتزام يعني ايضا "تأمين الري المناسب للاشجار التي يتم زرعها، حراستها وحمايتها".  

قبل اي شيء، الاشجار المزروعة أصيلة في لبنانيتها. واللائحة طويلة: الارز اللبناني، العرعر، الصنوبر، الخروب، اللوز البري، السنديان، الخوخ البري، الجوز، والكستناء... والاراضي القاحلة او "المشاع" التي تستهدفها الجمعية "غالبا ما تكون في مناطق عالية"، على ما تشرح بطرس.  


اما اختيار الشتول، فمدروس بعناية، "اذ يخضغ لشروط محددة، منها نوعية التربة، وكمية الامطار التي تهطل في المنطقة، وايضا مقدار الارتفاع عن سطح البحر". واذا كانت الجمعية لا تشجّر الا في الاراضي "المشاع"، فذلك لان "المال الذي نتلقاه، كتبرعات من شركات خاصة، يهدف الى التشجير، ليس في اراض خاصة، بل عامة". وبموجب اتفاق مع البلديات في المناطق المعنية، تباشر الجمعية ورشتها، مع اشراك ناس تلك المناطق فيها.     


خلال 9 اعوام، شجّرت الجمعية 23 موقعا في مختلف ارجاء لبنان. كفرذبيان، عيون السيمان، شبروح، عيناتا، ابل السقي، اهمج، بيت الدين، اهدن، زعرور، العاقورة، عين زبده، الدامور، وبتدعي ضمن اللائحة. وزرعت ما مجموعه "260 الف" شجرة من 25 نوعا لبنانيا اصيلا.  


ولا تقتصر دور الجمعية على التشجير فحسب، انما ايضا تسهر على الصغيرات حتى نموها. "نسهر عليها طوال 3 سنوات بعد زرعها. واذا ماتت، نزرع اخرى مكانها"، تقول بطرس. ولا يخلو الامر من صعوبات، ابرزها "تعرض شجيرات للقضم من خراف رعاة في تلك المناطق القاحلة" العامة. وبغية حل المشكلة، "عمدنا الى تسييج كل شجرة نزرعها لحمايتها، منعا لقضمها. والسياج التي يحيط بها يكبر معها". هذه الطريقة اثبتت فاعليتها.   

الى جانب الشركات المتبرعة الداعمة لها، تحظى ايضا الجمعية بدعم وزارة الزراعة، ومساعدة مئات المتطوعين، لا سيما "الجيش اللبناني وعسكريين من القوات الفرنسية والنيبالية العاملة في اطار "اليونيفيل"، على ما تذكر الجمعية. في رصيدها، "100 دورة تدريبية على الاقل للتوعية" على اهمية تشجير لبنان، ومختبر اسسته في جامعة القديس يوسف لانبات الجذور وحفظها. و"يعمل بنجاح"، بحيث يُحفظ فيه "اكثر 100 نوع جذور لبنانية اصيلة، منها 25 اصبح لديها بروتوكول انبات خاص بعد العديد من الاختبارات والجهود".  


والطموح كبير جدا. بعد ربع مليون شجرة زرعتها الجمعية، "نريد ان نبلغ 40 مليونا"، على قول بطرس، "لنرد الى لبنان اشجاره وارزاته التي طالما اشتهر بها". يترأس "جذور لبنان" راوول نعمة. ونائبة الرئيس الدكتورة ماغدا بوداغر خراط. ويضم فريق عمل الجمعية نحو 14 شخصا.  

[email protected]



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم