شراسة اللذة الغامضة

في المحطة  

كم هو كثيف الغياب

لكل منا حصته المنتقاة

لكل منا انتحاره اللذيذ

وإلا ما سروجهكِ على عدد نوافذ العربات

وانا ألتفت كي أبحث عن الحضور

بين أكتاف المغادرين

فتاة تسحب حقيبتها السوداء

تسحب بسرعة عالمها الصغير

شاب آخر يقبل حبيبته

رجل كبير يقرأ جريدته

لاأحد منا لم يقع بفخ المحطات

هي بؤرة الغموض

هي المكان الأنسب لانتحار الذات

ولقلب الطاولة على الحياة الجميلة

هي فخ من ضلعين

واحد للغياب

وآخر للحضور

ومع ذلك نسعى إليه بشراسة اللذة الغامضة

ومع كل هذا

لا زال وجهكِ المتجه جنوباً

مثل لوحات معلقة

على عدد نوافذ العربات المغادرة.

قهوة

شفتان  

وخريف

كل ذلك لأنها تشرب قهوتها

بفنجان

أصفر.

صداقة

أصادقُ 

صورتك

أضمها بكامل قواي

أريدها

أن

تبعثَ

ألواني من جديد.