الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

%67 من اللبنانيين يعانون الوزن الزائد... الأمراض المزمنة في انتظارنا!

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
%67 من اللبنانيين يعانون الوزن الزائد... الأمراض المزمنة في انتظارنا!
%67 من اللبنانيين يعانون الوزن الزائد... الأمراض المزمنة في انتظارنا!
A+ A-


1.9 مليار شخص يعاني الوزن الزائد ونحو 600 مليون يعانون البدانة المفرطة حول العالم. أرقام مخيفة ومخاوف أكبر من أن نتحول إلى مجتمعات تعاني أمراضاً مزمنة على اختلافاتها. في لبنان الوضع من سيئ إلى أسوأ، إذ بلغت نسبة الذين يعانون الوزن الزائد نحو 67% و30% من البدانة. ازدادت الأرقام بشكل مخيف وسريع في السنوات العشرين الماضية، والأخطر من ذلك أنّ الأرقام قابلة للارتفاع لا سيما البدانة المفرطة. بالأمس دقّ المعنيون ناقوس الخطر لمعضلة حقيقية في لبنان بسبب المضاعفات الناتجة من البدانة. فما الذي ينتظرنا في المستقبل؟ وهل من حلول جذرية تحدّ من هذه الظاهرة لا سيما أنّ الأمراض المزمنة إلى ارتفاع مستمر؟ 

بعدما كانت البدانة مجرد حالة اجتماعية، أدرجتها منظمة الصحة العالمية ضمن الأمراض المزمنة نتيجة المضاعفات والأمراض المرتبطة بها، وبسبب الوفيات الناجمة منها. هكذا انتقلت البدانة من ظاهرة إلى مرض مزمن يتطلب تدخلاً طبّياً على مختلف الصعد. خلاصة أرخت بظلالها على المجتمعات وفرضت تحركات وخططاً جدية للحدّ من نسبة الوفيات التي تسببها البدانة المفرطة كأمراض القلب والسكري والسرطان.

%30 من اللبنانيين يعانون البدانة المفرطة

وفي هذا الصدد رفع المعنيون في مؤتمرهم الصحافي الصوت عالياً، إذ أشار ستاثيس بسيمنوس المدير العام لشركة الأدوية العالمية "نوفو نورديسك" في لبنان، إلى أنّ "معدلات الإصابة بالبدانة آخذة في الارتفاع في لبنان، وتشير التقديرات المحلية إلى أنّ نحو 30% من اللبنانيين مصابون بالبدانة، والخطورة الأكبر تكمن في أنّ هذه النسبة غير مدركة لخطورة هذا المرض ويجهلون مضاعفاته وارتباطه بالإصابة بأمراض أخرى". وأكد أن هناك نحو 1.9 مليار شخص يعانون زيادة في الوزن حول العالم وأن 600 مليون يعانون البدانة. 

 ورأى الاختصاصي في أمراض الغدد الصماء والسكري والدهنيات، الدكتور أكرم أشتي،  أنّ منظمة الصحة العالمية أعلنت أنّ البدانة مرض مزمن وتوصياتها دليل على محاربة تداعيات المرض والتقليل من نسبة الإصابة به. وانطلاقاً من هذه الحقيقة المستجدة كان لا بدّ من تشخيص البدانة حتى نبحث في الأسباب ثم العلاج. وإذا كانت نسبة المؤشر بين 25-30 نكون قد دخلنا في خانة زيادة في الوزن، بين 30-35 نصبح في خانة البدانة، أما ما بعد الـ 40 فنكون قد وصلنا إلى مرحلة البدانة المفرطة. علماً أنّ مؤشر كتلة الجسم (BMI) يُحسب بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر ويُستخدم عادةً كمعيار لقياس فرط الوزن والبدانة .

البدانة وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة

وبرأي أشتي تعود أسباب تفاقم هذه الظاهرة في التفاوت الفاضح بين ما نتناوله وما نستهلكه من سعرات حرارية. فهذه السعرات الحرارية التي لم نستهلكها، تختزن في جسمنا على شكل كتل دهنية وتؤدي بالتالي مع مرور الوقت إلى زيادة في الوزن. ويتداخل مع هذا العامل عوامل أخرى منها وراثية، هرمونية، بيئية، غذائية، نفسية، اجتماعية وتربوية... إلا أنّ العامل الأقوى لزيادة الوزن يتمثل بتغيّر نمط حياتنا اليومية حيث انتقلنا من نمط غذائي سليم ومجتمع زراعي بحت إلى نمط حياة مستهلك ومجتمع مقلّد للحضارة الغربية.

أما مضاعفات الوزن على الشخص، فيعدد الاختصاصي في أمراض الغدد الصماء والسكري والدهنيات الأمراض المرتبطة بالبدانة وأهمها:

* مرض السكري من النوع الثاني.

* أمراض في الرئة.

* أمراض في القلب وارتفاع الضغط.

* أمراض في الجهاز الهضمي.

* مشاكل في العمود الفقري.

وقد أثبتت الدراسات أنّ البدانة المفرطة تؤدي إلى أمراض أخرى من بينها السرطان ولا سيما سرطان الجهاز الهضمي، الكبد، البنكرياس، الثدي، الرحم... وكما بات مؤكداً أيضاً فإنّ البدانة تؤثر أيضاً على الصعيد النفسي للشخص حيث يعاني الأرق والاكتئاب، مشاكل جنسية وكلها أسباب تؤثر على حياة المريض على مختلف الصعد.

وأشار الدكتور أشتي إلى أنّ كلفة علاج البدانة مرتفعة، فعلى سبيل المثال تصرف الولايات المتحدة الأميركية ما يقارب 200 مليار دولار لمعالجة البدانة، ومن المتوقع أن تصل الكلفة إلى 900 مليار دولار في عام 2030 نسبة للزيادة المستمرة للبدانة.

وإزاء كل ما قيل، يبقى الأهم أن نغوص في إيجابيات خسارة الوزن التي  تقلل بدورها من الإصابة بالأمراض المزمنة الأخرى. وفي هذا السياق، يشدد أشتي على أهمية خسارة ما بين 5 -10% التي من شأنها أن:

* تقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

* تقلل من خطر الإصابة بالضغط وأمراض القلب.

والوسيلة الوحيدة التي تساعد على خسارة الوزن هي تغير النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتغير عقليتنا تجاه الطعام. وعندما نفشل باتباع هذه الطريقة نلجأ إلى العلاجات الطبية أو الجراحية لمعالجة مشكلة البدانة، لا سيما البدانة المفرطة، شرط أن نأخذ في الاعتبار حياة المريض ونوعية عمله وصحته. وتبقى القاعدة الأساسية إنقاص الوزن بطريقة تدريجية ومواصلة المريض نظامه والإرشادات حتى يحافظ على وزنه.

الوزن الزائد... أولوية

بدوره، شدّد الدكتور إميل عنداري، رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهنيات، على أهمية إنقاص الوزن قائلاً: "من الضروري أن يصبح فقدان الوزن الزائد هدفاً وأولوية لكلّ شخص حريص على الحفاظ على صحة جيدة". مضيفاً: "من المثير للقلق حقاً أنّ عامة الناس هم غير مدركين لمخاطر مرض البدانة، وأنّ هذا المرض لا يولى في الحقيقة ما يكفي من الاهتمام لدى الأفراد والأطباء والحكومات".

وفيما يتمثّل العلاج الأول للبدانة في اتباع حميةٍ غذائيةٍ وممارسة التمارين الرياضية "غالبية الأشخاص المصابين بالبدانة لا تواظب على هذه الحلول، وبالتالي، لا تنجح في الحفاظ على الوزن بعد إنقاصه"، وفقاً للدكتور عنداري.

وما يزيد من حدّة المشكلة أنّ الأشخاص الذين يفقدون الوزن يعانون عموماً ازدياداً في الشعور بالجوع وانخفاضاً في الشعور بالشبع والامتلاء، فتزداد لديهم الرغبة في تناول الطعام، ويلجأ الجسم نتيجة لذلك إلى إحداث تقلّبات، لمدة سنة واحدة على الأقل، في مستويات الهرمونات ما بين تقدّم وتراجع، كوسيلة للكفاح ضد فقدان الوزن. ولهذا السبب تحديداً، تزداد الحاجة أكثر إلى الخيارات العلاجية البديلة، بما في ذلك العلاج الدوائي".

مجتمع مستهلك للسعرات الحرارية

أما اختصاصية التغذية مونيكا باسيل زعرور فرأت أن الأرقام المتزايدة أكبر دليل على أنّ المشكلة إلى تفاقم مخيف، مستندة إلى أرقام لتأكيد نظريتهم حول مشكلة البدانة. ففي عام 2000 كان هناك نحو 25% من طلاب المدرسة يعانون الوزن الزائد، وقد ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 35% في عام 2010. تقول: "نحن أمة تشرب السعرات الحرارية ولا تقوم بحركة، أصبحنا نعيش على الوجبات السريعة والمغريات واستهلاكها بشكل كبير. وبرغم أنّ الطعام اللبناني يعدّ من أفضل الأطعمة في العالم بسبب تنوعه الغني، نمط حياتنا ومعتقداتنا الخطأ للطعام جعلتنا نتحول إلى مجتمع يستهلك السعرات الحرارية دون البحث عن كيفية صرفها والتخلّص منها".

وتوضح "منذ كنا صغاراً ونحن نعيش على أهمية الأكل في كل تفاصيل حياتنا، نتعامل مع أولادنا من منطق الخوف والاهتمام الزائد بطعامه دون أن ندرك أننا بتلك الطريقة نؤذيه أكثر مما نساعده على اكتساب صحته. علينا أن نعرف أنّ نوعية الطعام الذي نستهلك لم يعد صحّياً بتاتاً وبات غنياً بالسعرات الحرارية غير الضرورية ما أدى إلى ارتفاع في نسبة البدانة والبدانة المفرطة في لبنان والعالم".








الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم