الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأسلحة الأميركية عالقة في الكونغرس وعند تيلرسون... السعودية تشتري "أس 400" من روسيا!

المصدر: "النهار"
الأسلحة الأميركية عالقة في الكونغرس وعند تيلرسون... السعودية تشتري "أس 400" من روسيا!
الأسلحة الأميركية عالقة في الكونغرس وعند تيلرسون... السعودية تشتري "أس 400" من روسيا!
A+ A-


ولعل السؤال يصير مشروعاً أكثر بعد اعلان الجانبين الروسي والسعودي عن صفقة مبدئية لبيع الرياض أنظمة صواريخ "أس 400" ، علماً أن صفقة مماثلة بين موسكو وأنقرة كانت اثارت استياء واشنطن. 


ففيما لا يزال الكونغرس يجمد تسليم الاسلحة التي وقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب على بيعها للسعودية خلال زيارته للرياض، وقعت المملكة اليوم اتفاقا اولياً مع روسيا يمهد لشراء انظمة صواريخ روسية مضادة للطيران من نوع" اس-400" اضافة الى تصنيعها في المملكة. 

 وبموجب الاتفاق تشتري الرياض صواريخ من نوع اس-400، وانظمة مضادة للدروع من نوع "كورنت-اي ام"، وقاذفات صاروخية من نوع "توس-1اي" وقاذفات قنابل يدوية "اي جي اس-30 "، ورشاشات كلاشنيكوف من نوع اي كي-103.



وأوضحت الشركة السعودية للصناعات العسكرية ان "الطرفين سيتعاونان لاقامة مشروع لتصنيع نظام الدفاع المضاد للطيران اس-400 وصيانة قطعه" في المملكة، مشيرة الى "نقل تكنولوجيا" بالنسبة الى معدات عسكرية اخرى. وأضافت ان بروتوكول الاتفاق هذا "يركز على تصنيع انظمة تسلح متقدمة في السعودية" كما "يتضمن ايضاً نقل تكنولوجيا" بالنسبة الى "كورنت-اي ام" و"توس-1اي" و"اي جي اس-30"، واقامة "برامج تدريب" للسعوديين.

وكانت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أفادت في وقست سابق أنه أثناء زيارة الملك سلمان لموسكو، قد يتم إبرام مجموعة من عقود تصدير أسلحة بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار، بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي "إس-400 تريومف". كذلك، صرح السفير الروسي لدى المملكة أوليغ أوزيروف، في مقابلة مع "سبوتنيك" أن المملكة مهتمة بشراء منظومات "إس-400".


ومع أن السعودية تستخدم قاعدة دفاع صاروخي أميركية-أوروبية من طراز "باتريوت" الا أن الباحث الاستراتيجي رياض قهوجي يقول إن إضافة النظام الروسي لن يؤثر على أنظمتها الدفاعية، وإنما سيعززها.


 تيلرسون

 وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية نشرت الشهر الماضي أن وزارة الخارجية الأميركية تؤخر عمداً مبيعات الأسلحة الأميركية للسعودية ، كنوع من الضغط على الرياض لتقديم تنازلات إلى قطر في الأزمة الخليجية الحالية. وقالت الصحيفة أن كميات كبيرة من مبيعات الأسلحة -التي أعلنها ترامب خلال زيارته للمنطقة- تأخرت أشهراً حتى الآن، بما في ذلك، صفقة الأسلحة السعودية، التي تقدر بـ 110 مليارات دولار.


وتعد صفقات الاسلحة التي وقعها ترامب في الرياض الاكبر للولايات المتحدة، وتشمل مجموعة متنوعة من الأسلحة، كما أن بعضها هو امتداد لاتفاقات أعلنت إبان ولاية الرئيس السابق باراك أوباما. وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية والكونغرس وافقا على بعض مبيعات الأسلحة للسعودية والبحرين، لكن في حزيران الماضي، أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كروكر أنه لن يوافق على مبيعات أسلحة فتاكة، ما لم يتضح المسار لحل الأزمة الخليجية.

وكانت السعودية، على غرار دول خليجية أخرى، رحبت بانتخاب ترامب، آملة في أن ينهي سنوات من التباينات مع الرئيس السابق باراك أوباما وخصوصاً على خلفية سياسته حيال إيران و"الاخوان المسلمين".

حماسة السعودية تتراجع؟  

  ولكن، على رغم الاستقبال الحار الذي حظي به الرئيس الجمهوري في الرياض في الرحلة الخارجية الاولى له في ايار، يبدو أن حماسة السعوديين له بدأت تتراجع، مع عدم وضوح رؤيته بعد لكيفية مواجهة النفوذ الايراني المتزايد في المنطقة.


ويقول جيرالد فييرستاين، السفير الاميركي السابق في اليمن ومدير معهد الشرق الأوسط لشؤون الخليج في واشنطن: "ليست هذه اشارة بالضرورة الى ان السعوديين يبتعدون عن الولايات المتحدة، ولكنهم يخففون نوعاً ما رهانهم على الولايات المتحدة". ويضيف: "يريدون ضمان حصولهم على عناوين عدة يمكنهم التواصل معها لتنفيذ مصالحهم الخاصة".



ويقول فراس مقصد، وهو نائب المدير التنفيذي لمعهد الجزيرة العربية، وبروفسور مساعد في جامعة جورج واشنطن إن الشرق الاوسط بالنسبة الى الرياض يعاني خللاً خطيراً في التوازن، مع خفض الولايات المتحدة وجودها وزيادة ايران نفوذها. من هذا المنطلق، تبدو روسيا شريكاً مناسباً يمكنه أن يملأ الفراغ التي خلفته واشنطن ويكبح جماح طهران. 

 
وفي المقابل، يرى ان موسكو تتحرك بموجب أهدافها البراغماتية في المنطقة، ومن المستبعد أن تسعى الى الحلول محل واشنطن، وهو ما يترك للرياض مجالاً لعرض قوتها في الشرق الاوسط. 

الى ذلك، يتناقض التنسيق الروسي-السعودي في شأن أسعار النفط مع التنسيق السعودي-الاميركي الذي كان يتيح لواشنطن استغلال السعودية كسلاح فعال ضد الاقتصاد الروسية.


قبل سنتين كانت فكرة زيارة الملك السعودي لموسكو بعيدة، نظراً الى الخلافات الكبيرة التي باعدت بين الجانبين طوال عقود. ولكن الدخول القوي لروسيا الى الشرق الاوسط ونجاحها في قلب ميزان الحرب في سوريا لصالح حليفها الرئيس بشار الاسد، غيّر على الارجح الحسابات السعودية. وربما صارت المملكة تشعر أيضاً أن موسكو هي المكان الانسب أيضاً لاثارة المخاوف من نفوذ وايران في سوريا. لذا ليس مستبعداً أن تتزايد رحلات حلفاء واشنطن الى...روسيا.  







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم