الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سوريا لمواصلة "اختراق المستحيل"... والخطيب: لتلبية النداء

المصدر: "أ ف ب"
سوريا لمواصلة "اختراق المستحيل"... والخطيب: لتلبية النداء
سوريا لمواصلة "اختراق المستحيل"... والخطيب: لتلبية النداء
A+ A-

خالف #المنتخب_السوري التوقعات في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2018 لـ #كرة_القدم، وتمكن رغم ظروف النزاع الدامي من بلوغ الملحق ضد اوستراليا، آملا في مواصلة مسيرته واثبات قدرته على "اختراق المستحيل".

وكان "نسور قاسيون" في موقع يتيح لهم الظفر بإحدى بطاقتي التأهل المباشر عن المجموعة الآسيوية الأولى، الا ان عدم تمكنهم من الفوز على مضيفتهم إيران في أيلول الماضي، واكتفاءهم بالتعادل بعد هدف في الوقت القاتل من عمر السومة، جعل لاعبي المدرب أيمن حكيم يحققون نصف إنجاز باحتلال المركز الثالث، وخوض الملحق القاري ضد المنتخب الاوسترالي في 5 تشرين الأول الجاري و10 منه.

وأبقى المنتخب السوري على آماله في بلوغ المونديال للمرة الأولى في تاريخه، شرط تجاوز عقبة اوستراليا التي يلاقيها، يوم غد الخميس في مدينة مالاكا الماليزية في المباراة المحتسبة على أرضه، قبل لقاء الاياب في سيدني الاوسترالية. وفي حال تمكن المنتخب من تحقيق ذلك، يتوجب عليه تخطي عقبة الملحق الدولي ضد رابع منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، ليخوض المونديال الروسي.

وقبل المواجهة الأولى، قال حكيم: "وصولنا إلى الملحق الاسيوي هو أشبه بالاعجاز. لم يكن أحد يتوقع أن نصل إلى هذه المرحلة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا".

ورأى ان ذلك "تأكيد على الإرادة التي يمتلكها السوريون والقادرة على اختراق المستحيل".

وأضاف: "نعيش على الأمل وعلى تحقيق حلم التأهل إلى المونديال وهو حلم كل السوريين"، معتبرا ان ذلك "يعني الكثير، يعني الانتصار على كل الأوجاع التي عشناها، يعني إعادة أجواء الفرح التي غابت طويلا، يعني ويعكس قدرة السوريين على صنع المعجزات".

ويحتل المنتخب المركز 75 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو التاسع آسيويا. وتعزز أداؤه في الفترة الماضية بعودة مهاجميه فراس الخطيب وعمر السومة بعد غياب أعوام لأسباب سياسية.

وقال حكيم: "شكلت عودة الخطيب ومن بعده السومة قوة معنوية وفنية كبيرة لمنتخبنا لما يتمتعان به من إمكانيات فنية كبيرة وشكلا مع عمر خريبين مثلث قوة"، مضيفا: "كنت أتمنى لو التحق السومة والخطيب منذ بداية التصفيات وانا على ثقة أننا كنا سنتأهل مباشرة".

وأبرز السومة أهمية عودته والخطيب الى المنتخب، قائلا ان هذه العودة "أكسبت منتخبنا شخصية وقوة في مختلف مراكز المنتخب، وهذا أمر ايجابي، وفي كل مباراة ترتفع وتيرة الانسجام".

ويدرك أفراد المنتخب السوري صعوبة المواجهة أمام اوستراليا، بطلة آسيا والتي لم تغب عن النسخ الثلاث الأخيرة، وبلغت الدور الثاني عام 2006 في المانيا، حيث خسرت أمام ايطاليا، التي أحرزت اللقب.

ورأى السومة لاعب النادي الأهلي السعودي أن الملحق ضد أوستراليا هو عبارة عن "مواجهة صعبة ندرك جميعاً أهميتها. نحتاج الى الفوز أكثر من أي وقت مضى".

ويعد السومة أحد أبرز المهاجمين في آسيا، وشكل مع مواطنه لاعب الهلال السعودي عمر خريبين، اضافة الى الخطيب، ثلاثيا فعالا في خط المقدمة للمنتخب السوري.


وقال حكيم: "الكل يعرف حجم المأساة التي تعيشها سوريا وانعكست على كل مفاصل الحياة ومنها المفصل الرياضي، حيث كان من الصعب أن نجري معسكرات خارجية حقيقية ومباريات استعدادية على مستوى عال، ناهيك عن خوضنا كل مبارياتنا خارج أرضنا".

وتطرق المدرب الى تصريحات "مدربين وخبراء عرب وأجانب اعتبروا فيها أن منتخبنا سيكون الحلقة الأضعف في التصفيات"، لافتا الى ان "كل هذه الأمور انعكست إيجابا علينا وخلقت فينا روح التحدي".

ولم يخف حكيم صعوبة المواجهة المقبلة مع اوستراليا، على رغم ان الاخيرة ستخوضها في غياب قائدها مايكل جيديناك بسبب الاصابة، علما أن اللقاء هو الأول بين البلدين.

وأوضح المدرب السوري: "أشعر بصعوبة المواجهة أمام أوستراليا القوية. أواصل دراستها بكل التفاصيل للوصول إلى الطريقة التي سنتعامل معها فيها"، معتبرا ان "الخطأ هنا ممنوع".

وسيغيب جيديناك نجم استون فيلا الانكليزي عن المواجهتين بسبب إصابة في الفخذ، علما أنه غاب أيضا عن المباراتين الاخيرتين لاوستراليا في التصفيات ضد اليابان (0-2) وتايلاند (2-1).

واحتلت اوستراليا المركز الثالث في المجموعة الثانية بفارق الاهداف خلف السعودية، التي تأهلت مباشرة برفقة اليابان المتصدرة.

وفي تموز 2012، أعلن الخطيب المولود عام 1983 في مدينة حمص، وخلال لقاء داعم للمعارضة السورية في الكويت، انه لن يدافع عن ألوان "نسور قاسيون" طالما ان "هناك مدفعاً يقصف أي مكان في سوريا" الغارقة في نزاع دام بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه منذ 2011. 

الا ان المهاجم صاحب اللحية المشذبة والشعر البني، عاد إلى المنتخب الذي يحمل شارة قيادته، ومثله فعل السومة.

وآثر الخطيب عدم التطرق للسياسة أو أسباب ابتعاده وعودته، ويقول: "عدنا الى المنتخب كي نسعد الشعب السوري بعد الفترة الصعبة والطويلة التي عاشها داخل البلاد وخارجها. يتمثل همنا الوحيد في إسعاد الجماهير الرياضية وغير الرياضية، لان السوريين بأجمعهم سيسعدون بالانجاز في حال وصلنا الى المونديال".

ويتابع: "لمسنا من الجماهير سعادة غامرة لا يمكن وصفها، بعد ان خطفنا بطاقة الملحق، فما بالك إن بلغنا النهائيات!"، مؤكدا: "هذا سبب عودتي الى المنتخب".

ويضيف: "اذا دعانا البلد الى خدمته في أي مجال، فعلينا تلبية النداء".

وشكل حلم بلوغ المونديال للمرة الأولى بارقة توحيد نادرة وموقتة بين السوريين المنقسمين منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار 2011، والتي تحولت الى نزاع دام بعد القمع الذي تعرضت له من النظام، واحتفل السوريون في مناطق النظام والمعارضة مساء 5 أيلول الماضي بتعادل منتخبهم مع ايران وحجز بطاقة التأهل الى الملحق الآسيوي.

وساهم اللاعبان بشكل أساسي بتحسن أداء المنتخب ضمن الجولة الثالثة للتصفيات الآسيوية. فبعد ثلاث خسارات في سبع مباريات، فازت سوريا مرة وتعادلت مرتين في المباريات الثلاث الأخيرة.

ولا يخفي الخطيب أهمية عودته والسومة، مشددا على ان "المنتخب منظومة كاملة، لكن مما لا شك فيه ان السومة هو نجم آسيا الاول. هو المهاجم الرقم واحد في العالم العربي من دون منازع. من الطبيعي ان تشكل عودته إضافة كبيرة، وقد تجلى ذلك في المباراة الاخيرة امام إيران عندما سجل هدف التعادل في الوقت القاتل". 

وتابع: "أتمنى شخصياً ان أضيف شيئا ما الى المنتخب في الفترة المقبلة، متسلحاً بخبرتي التي أنقلها الى إخواني اللاعبين، خصوصا ان هذه خامس تصفيات لكأس العالم أخوض غمارها".

ويتميز الخطيب بموهبته أمام المرمى والقدرة على التسديد بالقدمين، إضافة الى الكرات الرأسية، رغم قامته المتوسطة (1,74 م)، كما تلفت خفة حركته في مراوغة المدافعين، والتسديد من بعيد.

وبدأ مسيرته مع المنتخب عام 2002، وسجل 29 هدفاً في 73 مباراة (بحسب إحصاءات الاتحاد السوري). غاب لأكثر من 5 أعوام، وعاد ضد أوزبكستان في التصفيات في آذار 2017.

ونشأ في نادي الكرامة الحمصي حتى 2002، قبل الانتقال الى الكويت لخوض تجربة طويلة تنقل خلالها بين أندية النصر والعربي والقادسية، وساهم في إحراز نادي الكويت رباعية تاريخية (الدوري وكؤوس السوبر والأمير وولي العهد) الموسم الماضي.

وشملت تجربته أيضا اللعب على سبيل الاعارة في قطر والصين والعراق، وهو يدافع هذا الموسم عن ألوان نادي السالمية الكويتي.

ويقول مدرب السالمية عبد العزيز حمادة ان "دور الخطيب مهم جداً من الناحية النفسية، فهو لا يتوقف عن تحفيز زملائه خلال التدريبات والمباريات".

أما اللاعب الكويتي محمد جراغ، الذي عاصر الخطيب في نادي العربي، فيرى انه "قائد بكل ما للكلمة من معنى. يعرف طريق المرمى جيدا، وقادر على إنهاء المباراة في أي لحظة".

وأضاف: "حضوره في المنتخب السوري طاغ، خصوصاً لجهة القيادة في الفترة الاخيرة. ثمة نجوم كثر في المنتخب، لكن القليل منهم يحمل صفة القائد، وهذه ميزة الخطيب".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم