السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

شرارات لقاءات السعودية في خطاب نصرالله... تحذير من المواجهة و"٧ ايار في البال"

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
شرارات لقاءات السعودية في خطاب نصرالله... تحذير من المواجهة و"٧ ايار في البال"
شرارات لقاءات السعودية في خطاب نصرالله... تحذير من المواجهة و"٧ ايار في البال"
A+ A-

هل باتت المواجهة السياسية اللبنانية مرهونة في مختلف أشكالها بتاريخ واحد حدده الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في كلمته أمس السبت"، هو أيار 2018 الموعد المنتظر الذي لا بد ان يضع النقاط على الحروف في شؤون مفصلية كثيرة، وخصوصاً إذا جاءت النتائج لتعطي أرجحية كبيرة لصالح مشروع سياسي على آخر؟

في اللحظة الراهنة، تبدو معنويات القوى المنضوية في ظل فريق الثامن من آذار مرتفعة، مع خيبة تعتري وجوه أولئك الآذاريين الذين يعارضون منطق التسوية السياسية الراهنة التي كانت قد هددتها تطورات بارزة على المستوى الإقليمي، بدأت بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلم في واشنطن ولم تنته في المملكة العربية السعودية بتلبية كلٍّ من رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل دعوة وُجهت إليهما كانطلاقة "لمواجهة سياسية ضد مشروع إيران في المنطقة"، كما عرّفتها قراءات كثيرة واكبت الحدث الذي كسر الروتين .

تجاوز لبنان قطوع سلسلة الرتب والرواتب على خير. لكن أكثر من عامل واحد بدأ يتظهّر، قد يكون له وقعه في الأيام والأشهر المقبلة في سياق الاستعدادات لإيقاظ شراسة الصراع بين المعسكرين. وهي تكمن في اطر المواجهة التي بدأ الحديث عنها في الصالونات السياسية خلال الزيارة السعودية. فهل ستتحقق فعلاً؟ وأي أشكال ستتخذ؟ ناهيك عن لعبة شد الحبال في عملية التطبيع مع سوريا التي أضحت مؤشراتها تتأرجح صعوداً ونزولاً. 

في هذا الإطار، وفي قراءة سياسية للتطورات الراهنة، سألت "النهار" الدكتور فارس سعيد رأيه، فاختصر الجزء الداخلي من كلمة نصرالله وفق قراءته الشخصية في 3 نقاط: "احترام التسوية التي تحافظ على الاستقرار في لبنان، والتلاعب بالتسوية يعني التلاعب بالاستقرار، فيما مكان الاشتباك السياسي وزمانه محددان في ايار 2018 تاريخ إجراء الانتخابات النيابية. وتكمن النقطة الثالثة في القول ان الداخل قد يتعرض لبعض الخروقات الأمنية رغم إنهاء حالة وجود داعش عسكريا في لبنان".

واذا كان نصرالله خاطب في كلمته أحزاب التسوية المتمثلة بـ"القوات" و"المستقبل"، فإن نقطتين اثنتين ساهمتا في اهتزاز التوافق في الاسبوع المنصرم، وفق سعيد الذي قال ان "حزب الله وقف في موضوع إخراج الضرائب الى جانب تيار "المستقبل" رافضاً تعليق المادة 87 وطرح التعديلات الضرائبية كما يريدها سعد الحريري رغم معارضة "الوطني الحر" الذي اضطر إلى السير في الاتجاه نفسه بعد حسم "حزب الله" للمسألة. فيما تكمن نقطة خلافية هامة في التطبيع مع النظام السوري، إذ لا يتوقع أن يسير الحزب في اتجاه تصعيدي لأنه يريد تبريد الاجواء مع الطرف السني، لذا سيوكل هذه المهمة إلى الموارنة في شخص الرئيس ميشال عون وسيدفع به نحو الإصرار على التطبيع. وإذا وجد "حزب الله" ان الاشتباك مع السنّة قائم، فسيلاقي مخرجاً بنفسه، لاعباً دور الحكم بين الحريري وعون".

وعن إمكان سير القوى التي كانت منضوية في امانة 14 آذار إلى مواجهة انتخابية ناجحة ضد "حزب الله" من طريق رص الصفوف، استبعد سعيد القدرة على ذلك في ظل ما يسمّيه "قانون نصرالله الذي سيؤمّن له غالبية برلمانية من شتى الأطياف. فيما احتفاظ 14 آذار بثقل نيابي يبقى مرهوناً بتشكيل مبادرة وطنية". وعن دور السعودية في لمّ شمل أقطاب "ثورة الارز"، رأى سعيد ان "المملكة ليس في مقدورها اختراع معارضة لبنانية وبعثها من جدة الى بيروت، في حين أن القيادة السنية دخلت في تسوية مع "حزب الله" رغم الموجة الشعبية الفطرية ضد هيمنته على لبنان". في هذا الإطار اعتبر سعيد أنه لا بد من "تشكيل معارضة لبنانية حقيقية مبنية على اساس موجة شعبية عابرة للطوائف ومن خلال وجوه قادرة على إعطاء الثقة. في لبنان يوجد معارضون وليس معارضة، وهذه المعارضة لا يمكن ان تتجسد في وجوه 14 آذارية سابقة بل لا بد من وجوه شعبية".

جبهة عسكرية؟

ومن وجهة نظر مصادر مقربة لـ"حزب الله"، يقول المحلل العسكري والاستراتيجي امين حطيط ل"النهار" ان "السيد نصرالله انطلق في كلمته من واقع بدأ يشهده لبنان بعد استدعاء السعودية شخصيات لبنانية كانت منضوية في محور 14 آذار. فيما لفتت الشروحات التي رافقت اللقاءات إلى السعي لتشكيل محور سياسي يواجه حلف المقاومة". وإذ بدا جليا أن "نصرالله حض على التنافس السياسي المشروع والقانوني ودعا جميع الافرقاء الى الانخراط فيه قانونيا من طريق صندوقة الاقتراع"، الا أن المصادر نفسها تؤكد أن "السيد حذر من اي تحشيد يؤدي إلى أعمال ميدانية تعبث في أمن لبنان واستقراره". وبصريح العبارة، يقرأ حطيط في خطاب نصرالله " ايحاء واضحا ينصح الفريق المقابل في الابتعاد عن لعبة 7 ايار وعدم تكرار الخطأ التاريخي لأن اي تجربة عسكرية مواجهة لحزب الله لن تكون شبيهة بحرب "الخمسة وسبعين" ولا ب"بوسطة عين الرمانة"، لذلك لا تلعبوا اللعبة الخاطئة مجددا لأن تعاظم قوةالمقاومة اليوم يفوق اي مرحلة مضت منذ تاريخ تأسيسها سنة 1982".

وعن المؤشرات المتوافرة لدى محور الممانعة عن إمكان سير قوى 14 آذار في خط المواجهة التصعيدية يقول ان "معطيات تسربت من لقاءات الوزير السعودي ثامر السبهان الأحادية الجانب كانت تشي في ان هناك مسعى الى تنظيم جبهة عسكرية في وجه حزب الله ، وفي حال تبين ان مؤشرات كهذه جدية البحث فإن ذلك لأمر خطير". في هذا الإطار، يقول حطيط ان "حزب الله يراهن على عقلانية القوى اللبنانية وعلى عقلانية الاحزاب الذين سبق لهم ان جربوا المواجهات، في حين ان الجمهورين المسيحي والسني ليسا في جهوزية لخوض الحروب ، خصوصا بعد النهايات المريرة لأولئك القابعين في السجون والذين يقولون بصريح العبارة "استخدمونا وعادوا ليرمونا". وعن استحضار الملفات الخلافية التي من شأنها أن تؤدي الى اهتزاز التسوية السياسية، يؤكد حطيط أن "المسألة مؤجلة حتى الاستحقاق الانتخابي في ايار 2018. عندها تحسم النتائج كيفية التعاطي مع هذه الملفات، وليبقى كل فريق على مواقفه اليوم التي هي جزء من هويته".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم