السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بغداد تحاصر كردستان جواً...مستشار البارزاني لـ"النهار": نحن بناة سلام ومحاربون شرسون أيضاً

المصدر: "النهار"
بغداد تحاصر كردستان جواً...مستشار البارزاني لـ"النهار": نحن بناة سلام ومحاربون شرسون أيضاً
بغداد تحاصر كردستان جواً...مستشار البارزاني لـ"النهار": نحن بناة سلام ومحاربون شرسون أيضاً
A+ A-


وأثار القرار خوفاً وسط الاجانب الذين يعملون في الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، ونشرت صور من مطار اربيل حيث بدا المسافرون ينتظرون صفوفاً للمغادرة ، بعدما أعلن أكثر شركات الطيران الدولية تعليقها الرحلات من كردستان العراق التزاماً بقرار الحظر العراقي. 

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي طلب الثلثاء من إقليم كردستان تسليم المطارات الموجودة فيه الى الحكومة المركزية خلال مهلة ثلاثة أيام، تحت طائلة إغلاق الأجواء اعتبارا من الجمعة.

وبناء عليه، أعلنت خطوط الجوية القطرية والمصرية واللبنانية والاردنية تعليق رحلاتها الى الاقليم بدءا من الجمعة. كذلك، قالت "فلاي دبي" أنها ستعلق الرحلات بدءا من الخميس، ومثلها فعلت شركة "العربية" للطيران، ومقرها الشارقة.

واعلنت شركات طيران تركية أيضاً وقف رحلاتها، بعد تحذير أنقرة من السفر الى كردستان.



وكان البرلمان العراقي صوت الأربعاء على إقفال المنافذ الحدودية الخارجة عن سلطة الدولة العراقية.

وهناك أربعة منافذ حدودية للإقليم، اثنان مع إيران واثنان مع تركيا. وهناك مطاران يعملان في كردستان، أحدهما في أربيل والآخر في السليمانية.

 وغادر عدد كبير من الاجانب العاملين في اربيل الخميس خوفاً من ان يعلقوا في الاقليم كون تأشيرة دخولهم صادرة عن السلطات الكردية، ولا تعترف بها بغداد.

مغادرون

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مواطن تركي يدعى مراد موتلار أن الشركة التي يعمل فيها في إربيل أمرته بالمغادرة قبل الجمعة، وهو لا يعرف إذا كان سيعود.

وتحدثت "وكالة الصحافة الفرنسية" مع خضر أحمد، وهو منسق سوداني جنوبي يعمل لدى منظمة إنسانية دولية، الذي قال إن عقد عمله انتهى ولكنه كان مفترضاً أن يغادر الاسبوع المقبل الا أنه قدم موعد رحلته بعدما عرفت أن الرحلات ستلغى.


وعلى غرار مراد وخضر، غادر أجانب كثر كردستان اليوم. لذا، تقول سلطات إربيل إن القرار لن يلحق ضرراً بالاكراد فحسب، ولكن أيضاً بعدد كبير من الاجانب الذين يعملون في الاقليم، اضافة الى اللاجئين السوريين الذين يستخدمون المطار الذي يشكل أيضاً جسرا بين سوريا والامم المتحدة لارسال المساعدات. وتلفت ايضاً إلى أن الاقليم يستضيف قوات التحالف الدولي ضد "داعش" الذي يستخدم المطار ايضاً.

وبناء على قرار بغداد، سيستبدل جميع موظفي الامن والهجرة والجمارك، بأشخاص من بغداد.

النفط

الى ذلك، لجأت بغداد ايضا الى تضييق آخر يتعلق بالقطاع الحيوي الابرز في الاقليم، وهو النفط. وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي الخميس ان الحكومة التركية تعهدت حصر التعامل مع الحكومة الاتحادية في بغداد في موضوع تصدير النفط.

ويتدفق مئات الآلاف من براميل النفط يوميا عبر خط أنابيب إلى تركيا من شمال العراق في طريقها للأسواق العالمية.


وفي أول اجراء تركي، أعلنت سلطات أنقرة إنهاء تدريب مقاتلي البشمركة الكردية، مكررة إنها ستتخذ خطوات أخرى رداً على استفتاء الاستقلال.

 وتعد تركيا نقطة الاتصال الرئيسية لشمال العراق بالعالم الخارجي. وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قال في وقت سابق هذا الأسبوع أن أكراد العراق سيتضورون جوعا إذا قررت تركيا منع مرور الشاحنات والنفط عبر الحدود حيث يجري الجنود الأتراك والعراقيون تدريبات عسكرية هذا الأسبوع.

وهدد إردوغان مرارا بفرض عقوبات اقتصادية لكنه لم يعط تفاصيل تذكر.

كفاح محمود

ورغم هذه الاجراءات، تتمسك السلطات في إربيل بموقفها، وهي تستعد لتوسيع معركتها من أجل الاستقلال الى أوروبا ايران وتركيا طلباً للمساعدة في تحقيق مسيئة الاكراد، الامر الذي يؤذن بتصعيد المواجهة بين الجانبين.

يقول المستشار الاعلامي لمكتب رئيس كردستان العراق كفاح محمود لـ "النهار" أن الاجراءات العراقية هي محاولة عبثية للضغط على الحكومة الشرعية في الاقليم، ولكن حتى الان كل الحدود البرية مفتوحة "الحدود بين كردستان وتركيا، وبينه وبين ايران، وبينه بين العراق".

وينطلق المسؤول الكردي في حديثه من أن الاستفتاء صار أمراً واقعاً، ولم يعد الضغط مجدياً. ففي رأيه أنه "لا يمكن تجاهل أصوات 92 % من الأكراد، وستذهب وفود الى أوروبا وأنقرة وطهران لطلب المساعدة".



لذلك، يرى أن محاولات السلطات العراقية لدفع إربيل للتراجع ستفشل، مذكراً اياها بأن "كل الحكومات العراقية التي حاربتنا واستخدمت كل أنواع الاسلحة بما فيها الكيميائية، سقطت، وكان آخرها نظام صدام".

بحسابات الاكراد ليس الاستفتاء على الاستقلال الا صيغة لتطوير العلاقة بين اربيل وبغداد، بعد فشل صيغة الشركة الحالية. ويقول محمود: "لا يمكن أن نبقى الصيغة المتخلفة الفاشلة". وفي ما يعتبره مبادرة حسن نية من إربيل، ذكر بتصريح البارزاني غداة الاستفتاء "أننا لن نستقيل مباشرة، قبل سنتين أو ثلاث سنوات" وقبل الاتفاق على " مسائل الطاقة والمياه والمناطق المتنازع عليها وغيرها". ولكن المشكلة الاساسية في رأيه فهي "عدم اختبار الاخوة في بغداد مفهوم الديمقراطية"، متمنياً أن يجلس العراقيون مع الاكراد على طاولة المفاوضات لحل الازمة من طريق التفاوض. ففي رأيه سيكون على العراقيين أن يحترموا نتيجة الاستفتاء أو قتل 92 في المئة منهم. وهو يرفض الحرب الا أنه يبدي استعداد الاكراد لها، ويقول: "مللنا الحرب، فنحن صناع جيدون للسلام، ولكننا مدافعون شرسون عن أنفسنا".














الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم