الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

صاروخ "خرمشهر"... "تجربة فاشلة" لنسخة صاروخيّة كوريّة؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
صاروخ "خرمشهر"... "تجربة فاشلة" لنسخة صاروخيّة كوريّة؟
صاروخ "خرمشهر"... "تجربة فاشلة" لنسخة صاروخيّة كوريّة؟
A+ A-

وأعطى الإيرانيون صاروخهم هذا الاسم نسبة لمدينة "خرّمشهر" (المحمرة) التي احتلّها #العراق بداية الحرب قبل أن يحرّرها الإيرانيّون بعد أكثر من 570 يوماً على سيطرة الجيش العراقي عليها. تزامنت أصداء تلك التجربة مع التجارب البالستيّة والهيدروجينيّة التي يجريها النظام الكوريّ الشماليّ في المحيط الهادئ، الأمر الذي تسبّب بمزيد من القلق تجاه "انفلاش" ظاهرة هذه التجارب بين الدول المناوئة للولايات المتّحدة. ولطالما تخوّف الأميركيّون من نقل بيونغ يانغ تكنولوجيا الصواريخ البالستيّة إلى الإيرانيّين، لكنّ المراقبين يتابعون احتمال أن تكون تجربة "خرمشهر" قد رفعت التعاون بين البلدين إلى مستوى جديد. 


بين "عماد" و "رودونغ"

كتب صامويل راماني في مجلّة "ذا ديبلومات" الأميركيّة أنّ الإعلام الغربيّ ركّز كثيراً على التعاون النوويّ بين الدولتين. لكنّ الواقع يشير إلى أنّ تبادل الخبرات استمرّ بين الطرفين على مستوى التقنيات البالستيّة أكثر من أيّ مجال آخر خصوصاً منذ توقيع الاتّفاق النووي. وهذا يفسّر بالنسبة إلى الكاتب التشابه الكبير بين صواريخ "عماد" الإيرانيّة وصواريخ "رودونغ" الكوريّة. كما قارن أيضاً بين غوّاصة "غدير" الإيرانيّة والقادرة على إطلاق صواريخ بالستيّة، وغوّاصة "يونو" حيث لفت النظر أيضاً إلى أنّ التشابه بينهما رفع درجة الحذر لدى المراقبين الغربيّين. دافع المسؤولون الإيرانيّون، أكانوا من المتشدّدين أو حتى من المعتدلين عن البرنامج الصاروخيّ لإيران. فبعد تجربة "خرّمشهر" قال الرئيس الإيرانيّ حسن #روحاني إنّ بلاده ستستمرّ في تعزيز قدراتها الدفاعيّة. وكذلك فعل وزير الخارجيّة محمّد جواد #ظريف في وقت سابق.


تطوّرات ديبلوماسيّة متعدّدة

جيف دانيالز كان قد أشار في مقال له ضمن موقع شبكة "سي أن بي سي" إلى أنّ زيارة الرجل الثاني في #كوريا_الشماليّة كيم يونغ نام للعاصمة الإيرانيّة في آب الماضي "يمكن أن تعلن عن روابط عسكريّة أوسع". كيم يونغ نام (غير كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الذي مات متسمّماً في ماليزيا) هو رئيس مجلس الشعب الأعلى في كوريا الشماليّة. من هنا، إنّ استمرار الزيارة حينها لما يقارب 10 أيّام عنى أنّ المحادثات لم تتطرّق إلى العموميّات وحسب بل شملت على الأرجح مواضيع تفصيليّة مهمّة مثل زيادة التعاون في المجال العسكريّ. وجاءت هذه الزيارة بعدما فرض مجلس الأمن عقوبات مختلفة على بيونغ يانغ تطال الحديد والرصاص والفحم بما يقلّص عائداتها السنويّة إلى حوالي الثلث. وفي الوقت نفسه كان لافتاً افتتاح نام مبنى جديداً لسفارة بلاده في إيران خلال تلك الزيارة، وهو ما تزامن أيضاً مع إعادة تنصيب روحاني لولايته الجديدة. ولهذه المؤشّرات طبيعة دلاليّة على المرحلة الجديدة التي دخلها توثيق الروابط بين البلدين ومن بينها الصلات العسكريّة.


"نسخ من التصاميم الكوريّة الشماليّة"

ولم يكن النائب الأميركي والعضو البارز في لجنة الشؤون الخارجيّة تيد بو بعيداً عن الأفكار التي تتمحور حول التعاون العسكريّ الوثيق بين البلدين. فهو رأى في مؤسّسة الرأي الأميركيّة "ذا ناشونال إنترست" أنّ التجارب الصاروخيّة الناجحة لكوريا الشماليّة هي نجاح أيضاً لإيران. كما أكّد أنّ "العديد من الصواريخ التي قد تستخدمها إيران لاستهداف القوّات الأميركيّة في الشرق الأوسط هي نسخ من التصاميم الكوريّة الشماليّة". ولفت بو النظر إلى أنّ الصواريخ الإيرانيّة ستكون "محميّة بشكل أفضل" لأنّ الكوريّين ساعدوا الإيرانيّين على بناء 13 منشأة سرّيّة تحت الأرض لإطلاق هذه الصواريخ. وأعطت بيونغ يانغ طهران صاروخ "موسودان" الذي طوّرته سنة 2005 والذي على أساسه تطوّر صواريخها البالستيّة الجديدة.


18 صاروخاً لإيران

يشرح مشروع "ميسيل ثريت" المتخصّص بمراقبة الصواريخ ضمن "مركز الدراسات الدوليّة والاستراتيجيّة" أنّ "بي أم 25 موسودان" (أو هواسونغ 10) هو صاروخ بالستيّ متوسّط المدى (بين 2500 و 4000 كيلومتر) قادر على حمل رأس تتراوح زنته بين 500 و 1200 كيلوغرام. ومع ذلك، عانت كوريا الشماليّة من الفشل في إطلاقه قبل أن تنجح بعد أكثر من خمس محاولات. وكتب أنّ إيران اشترت 18 صاروخاً من هذا النوع سنة 2005، فيما حصلت على مكوّنات منه لاحقاً سنة 2009.


بين "شهاب" و "هواسونغ"

هذا المسار الطويل من التعاون بين الطرفين أمكن له أن يتظهّر بشكل أوضح في تجربة صاروخ "خرمشهر" الأخيرة. ومع أنّ إيران أعلنت أنّ الصاروخ الأخير ينطلق من تصميم محلّيّ، يشكّك خبراء في هذه الرواية مشيرين إلى أنّ هذه النسخة كوريّة المنشأ. جوزف تريفثيك من موقع "ذا درايف" الأميركي رأى أنّ الصاروخ قادر على الوصول إلى أيّ منطقة في الشرق الأوسط وحتى إلى أجزاء من شرق أوروبّا، شرق أفريقيا، آسيا الوسطى، إذا كان المدى الذي تحدّثت عنه إيران صحيحاً. وينقل عن جوزف ديمبسي إشارته إلى التشابه بين محرّكي "خرمشهر" و "موسودان" عارضاً مقارنته في صورة عبر موقعه على "تويتر". ويضيف تريفثيك أنّ صاروخ "شهاب 3" مرتكز إلى صاروخ "هواسونغ 7" الكوريّ.


تجربة فاشلة من كانون الثاني؟

وأضاف أنّ "فوكس نيوز" نقلت في كانون الثاني 2017 عن مصادر سرّيّة أنّ إيران أجرت تجربة على صاروخ "خرمشهر"، بعدما أجرت تجربة غير ناجحة على "موسودان" في تمّوز 2016. ووفقاً لما قاله مصدر عسكريّ أميركيّ لوكالة "رويترز"، إنّ التجربتين كانتا للصاروخ نفسه. لذلك "من الممكن جدّاً" أنّ الصاروخ الذي ظهر في الفيديو مؤخّراً يعود إلى كانون الثاني من العام الحاليّ بحسب تريفثيك. لكنّه مع ذلك، يؤكّد أنّه لا يمكن الجزم "بشكل نهائي" بأنّ الدولتين "تعملان معاً بنشاط على تطوير الصواريخ البالستيّة، لكنّ المسار الزمنيّ والسوابق تشير بشدّة إلى تعاون مستمرّ على أسلحة متقدّمة".

من جهتها، أعادت "فوكس نيوز" التأكيد على أنّ الفيديو المذكور عمره سبعة أشهر ويعود إلى "إطلاق فاشل في أواخر كانون الثاني والذي أدّى إلى انفجاره بعد وقت قصير على إطلاقه وفقاً لمسؤولَين أميركيّين". وكان الصاروخ قد انفجر بعدما طار لحوالي 900 كيلومتر ولم ينجح في إكمال مرحلة إعادة الدخول، بحسب ما قاله مسؤول في البنتاغون للمحطّة نفسها التي بثّت الفيديو نقلاً عن الإعلام الإيراني (برس تي في) الذي لم يخفِ انفجار الصاروخ في الجوّ حين نشر ذلك الشريط.











الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم