الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نتائج قاسية تهدّد مستقبل كرة القدم اللبنانية... من المسؤول؟

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
نتائج قاسية تهدّد مستقبل كرة القدم اللبنانية... من المسؤول؟
نتائج قاسية تهدّد مستقبل كرة القدم اللبنانية... من المسؤول؟
A+ A-

ما هو مستقبل #كرة_القدم اللبنانية؟ هل هناك خطة "سحرية" لإنقاذ الفئات العمرية وصولاً الى المنتخب الأول؟ ماذا عن الوعود التي أطلقت حول الاهتمام بالفئات العمرية؟

قد يكون من واجبنا الوطني وخوفاً على سمعة #لبنان ان نرفع الصوت عالياً، مع اعترافنا بأنه جاء متأخراً، لكن يأتي متأخراً أفضل من ان لا يأتي أبداً، إذ ان الأمور وصلت الى حد لا يمكن السكوت عنه، خصوصاً بعد الهزائم القاسية التي تتعرض لها منتخبات الفئات العمرية في كرة القدم.

ما جعلنا نخرج عن صمتنا اليوم، هو تعرّض المنتخب اللبناني للناشئين إلى ثلاث هزائم قاسية وخروجه من الدور الأول لتصفيات كأس آسيا في ايران.

وفي النتائج، قسى منتخب أفغانستان على منتخبنا 4-1، وهي النتيجة التي شكلت صدمة أمام منتخب "يقال" انه يتأخر كثيراً عن مستوانا.

وقد تكون الخسارة الثانية أمام ايران متوقّعة، نظراً للخطة الجيدة التي يعتمدها الاتحاد الإيراني من أجل تطوير الفئات العمرية.

وبالنسبة إلى المباراة الثالثة أمام قيرغزستان، فخسر منتخبنا بهدف دون رد، بينما أحرز فوزاً يتيماً على منتخب بوتان بهدفين دون رد، علماً ان الأخير ليس له أي علاقة بكرة القدم (مع احترامنا له).

والامر المؤسف حقاً، لم ينته عند منتخب الناشئين، بل الأمور بدأت من المنتخب الاولمبي (تحت الـ23 سنة)، الذي ودّع التصفيات نفسها لفئته من الدور الأول في الامارات، ثم "ركب" منتخب تحت الـ20 عاماً القطار نفسه وعاد الى بيروت "حزيناً" بعد مشاركة مخيبة في دورة الالعاب الفرنكوفونية.

وبات أمام لبنان فرصة أخيرة لحفظ ماء الوجه، تتمثل بمنتخب الشباب، الذي يشارك الشهر المقبل في تصفيات كأس آسيا (تحت 19 عاماً) في قطر.

من يتحمّل المسؤولية؟

يحمّل النقاد مسؤولية هذه النتائج إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم والنوادي، فالاول هو "أب" اللعبة، وهو الذي وعد بتطوير الفئات العمرية، التي تمثّل مستقبل كرة القدم اللبنانية، إذ من المرفوض الاعتماد دائماً على اللاعبين المحترفين في المنتخب الأول، خصوصاً في حال أجرينا مقارنة بسيطة بين منتخبات الفئات العمرية اللبنانية والعربية (حتى لا نقول الدولية)، وتالياً فإن الاهتمام بالفئات العمرية ضروري لكونها خزّان المنتخب الأول في المستقبل.

أما النوادي، فهي تتحمّل جزءاً كبيراً من مسؤولية هذه النتائج القاسية، إذ ان اللاعب يتأسس في ناديه ثم يستدعى الى المنتخب، وبالتالي فإن اعتماد الأندية او الاكاديميات على مدربين ليسوا بالمستوى المطلوب هو أمر خطير جداً، والنتيجة تكون على حساب سمعة لبنان.

وعن أسباب هذه النتائج، أكد المدير الفني لمنتخبات الفئات العمرية في الاتحاد باسم محمد اننا "لم نرفع سقف التوقعات في التصفيات، خصوصاً في المجموعة التي تضم منتخب ايران القوي ومنتخب افغانستان (بطل وسط آسيا)".

واعتبر محمد في حديث مع "النهار" ان "منتخب افغانستان يعتبر أفضل من لبنان تكتياً ويملك عناصر مميزة"، معتبراً أن منتخبنا يعاني ضعفاً في هذه الفئة العمرية على صعيد كل المناطق، "فبعد عدة جولات لنا لم نجد سوى 26 لاعباً قادراً على تمثيل لبنان".

وتابع: "المجموعة التي تمثل المنتخب ضعيفة لناحية النوعية والكمية، ولذلك اطلق الاتحاد ورشة كبيرة لتطوير مستوى المدربين والنظام الفني لهذه الفئة، من خلال زيادة عدد المباريات والاحتكاك مع الفئات الاكبر، فضلاً عن فرض غرامات مالية على اي فريق يفقد نصابه القانوني".

وختم محمد ان لجنة المنتخبات تتوجّه للاعتماد على مدربين متفرغين للمنتخب فقط، على الرغم من ضعف الامكانات المادية.

وأكد مدير منتخبات الفئات العمرية سابقاً (2005-2015) عبدالناصر بختي في حديث مع "النهار" أن "اسباب هذه النتائج تعود الى سرعة تطور المنتخبات الخارجية، وهذا الامر جعلها تتفوق علينا".

وأضاف: "هناك أسباب أخرى ايضاً، تتمثل في التحضيرات التي تبدأ قبل اي استحقاق بأشهر قليلة، وهو أمر مرفوض، خصوصاً ان الفئات العمرية في حاجة الى تدريبات مستمرة ومراقبة دائمة".

وكان منتخب الشباب تأهل الى نهائيات كأس آسيا عام 2008 عبر التصفيات، للمرة الاولى في تاريخ لبنان، حيث كان يقوده المدير الفني سمير سعد إلى جانب أسامة الصقر.

وتابع مدير منتخب الشباب حينها: "هذا المنتخب خرّج لاعبين بصفات رائعة، وعلى رأسهم احمد زريق ومحمد حيدر ونور منصور وغيرهم، وباتوا اليوم يمثّلون المنتخب الاول".

وعن الحلول، قال بختي ان "بناء منتخب قوي يتطلب وجود رؤية واضحة ومستقبلية للفئات العمرية، إلى جانب الدعم المستمر والمساندة من المعنيين، فالمنتخبات لا تبنى بيوم او شهر او سنة، بل تحتاج الى مراحل عدة وسنوات طويلة".

وأكمل: "على الاتحاد ان يعين مدربين متفرغين لكل منتخب، فمن المرفوض ان يكون مدرب المنتخب مدرباً لاكثر من فريق".

وتمنى بختي التوفيق للمنتخبات الوطنية لانها تمثّل لبنان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم