الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الانسحاب الأميركي سمح لروسيا بالهيمنة... الأزمة السورية مؤجلة في الأمم المتحدة

المصدر: رويترز
الانسحاب الأميركي سمح لروسيا بالهيمنة... الأزمة السورية مؤجلة في الأمم المتحدة
الانسحاب الأميركي سمح لروسيا بالهيمنة... الأزمة السورية مؤجلة في الأمم المتحدة
A+ A-

عند مدخل مبنى الأمم المتحدة في نيويورك علقت لافتة تعلن عن حفل بمناسبة انتهاء التجمع السنوي لقادة العالم وبجوارها صندوق عليه أوراق متجعدة لحث الناس على التبرع للاجئين السوريين. 

شتان ما بين الحال هذا العام والعام الماضي عندما تبارت الدول في كلماتها على مدار أسبوع بالقاعات نفسها في محاولة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بينما كانت روسيا وإيران تدعمان قوات الحكومة السورية في تقدمها بلا هوادة على معقل المعارضة في مدينة حلب.

إلا أن التوترات في شبه الجزيرة الكورية والأزمة المتنامية حول مصير الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية طغى على الحديث عن وضع نهاية للحرب الأهلية السورية الدائرة منذ ست سنوات ودفع به إلى الغرف الخلفية والدردشة على مستويات ثنائية وسط الصعوبات التي تواجهها الديبلوماسية الدولية لإيجاد استراتيجية يمكن من خلالها إنهاء الأزمة.

وعلى الأرض انحسر العنف بين القوات الحكومية والمعارضة إلى حد كبير بعد إقامة "مناطق عدم التصعيد" في غرب البلاد من خلال مفاوضات بين روسيا وتركيا وإيران في آستانة عاصمة قازاخستان.

وكان لجهد منفصل من جانب روسيا والأردن والولايات المتحدة فائدته في الجنوب.

ويقول مؤيدو مناطق عدم التصعيد إنها أعادت بعض الأمن للسوريين وإنها تفتح الباب أمام المصالحة المحلية. أما معارضوها فيحذرون من أنها ستفتت البلاد وتؤدي إلى معارضة أكثر تطرفاً.

وهذا الأسبوع قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تؤيد بلاده المعارضة وتنادي برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، في تصريحات للصحافيين "لم يلتئم شمل الأميركيين والأوروبيين حول المائدة وهذه هزيمة منكرة لنا جميعاً. عملية آستانة هذه مجرد عملية لعدم التصعيد العسكري ولابد من استكمالها بعملية سياسية".

لكن لا يبدو أن هناك زخما يذكر لذلك. ففي حين تتفق كل الأطراف في الصراع على الهدف المشترك المتمثل في هزيمة تنظيم #الدولة _لإسلامية والمتشددين المدعومين من تنظيم القاعدة فلا يوجد إجماع على كيفية إنعاش العملية السياسية.

انسحاب أمريكي وهيمنة روسية

تفاقم الوضع بوصول إدارة الرئيس الأميركي #دونالد_ترامب للحكم إذ تركزت أولويتها في #سوريا على تدمير الجماعات الإسلامية والحد من النفوذ الإيراني. وفي الوقت نفسه قللت الإدارة الأميركية الجديدة الدعم لبعض جماعات المعارضة السورية.

وقال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب لرويترز في نيويورك "الانسحاب الأميركي ترك روسيا مهيمنة على العملية برمتها".

وانتهت آخر محاولة دولية رئيسية لتسوية الأزمة بالفشل عندما تم استبعاد المجموعة الدولية لدعم سوريا بعد استعادة القوات الحكومية السورية حلب في عام 2016.

وظلت محادثات السلام في جنيف بلا فاعلية بين الحكومة السورية والمعارضة المنقسمة على مدى سنوات بهدف تنفيذ خريطة طريق وضعتها الأمم المتحدة بعد أن فشل رعاة الأطراف المتحاربة في دفعها نحو الانخراط في حوار.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا أمام اجتماع لبحث الأزمة كان الحضور فيه قليلين "السؤال هو هل ستقتصر مناطق عدم التصعيد تلك على ستة أشهر فحسب أو هل تمثل مجازفة بأن تصبح تقسيما فعليا لسوريا؟"
. وأضاف "حان الوقت لكي تضمن (عملية) جنيف استمرارية عدم التصعيد. وإذا فاتنا ذلك فسنندم عليه مرة أخرى". 

ومن المقرر بصفة مبدئية استئناف تلك المحادثات في نهاية تشرين الأول.

وثمة ضغوط متنامية على المعارضة التي تعمل انطلاقا من الرياض والتي منيت بسلسلة من الانتكاسات المتكررة منذ بداية العام لإعادة تنظيم صفوفها بإدراج جماعات تربطها صلات أوثق بروسيا وكذلك بتعديل قياداتها العليا.

ويجادل ديبلوماسيون غربيون وعرب بأن ذلك يهدف لتقوية موقف موسكو في أي عملية تفاوض تتم مستقبلا.

وقال ديبلوماسي أوروبي كبير "الآن وبعد أن أصبح لا أمل للمعارضة في الانتصار في الحرب يمكن أن تختلف الأمور لكن إذا قدمنا معارضة مفتتة ومحطمة معنوياً ومتشددة في جنيف في مواجهة نظام يؤمن أن بوسعه أن يفوز رغم ضعفه فلن يحدث شيء في جنيف".
وأضاف "حان الوقت لكي يطلق الرعاة صافرة النهاية". 

لا إعادة اعمار بلا سلام

غير أنه بعد انقضاء أسبوع في الأمم المتحدة لم تظهر أي بادرة على تحقيق تقدم. وبذلت فرنسا محاولة لإجراء مفاوضات بين الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة.

وقال ديبلوماسي فرنسي كبير "ثمة قدر كبير من القلق والريبة من جانب روسيا التي تعتقد أن لنا أجندة خفية والولايات المتحدة... التي أصبحت إيران هاجسا بالنسبة لها".
وأضاف "لم يحدث قط أن كانت القوى واضحة فيما تريده ولذلك نريد الآن إجراء هذا الحوار." 

وليس من الواضح كيف ترى روسيا وإيران تطور الوضع السياسي في ضوء مصالحهما ونفوذهما في سوريا.

ويوم الخميس حث محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، الذي ربما تشعر بلاده ببعض الضغط بعد سلسلة تهديدات الأسبوع الماضي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كل الرعاة على "الالتزام بأنه لا حل بلا تسوية سياسية".

وفي كلمة خلال اجتماع يخص سوريا على مستوى عال طالب نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف بجولة جديدة من محادثات جنيف.

غير أنه أدان موقف الغرب الرافض للمساعدة في تمويل إعادة الاعمار في المناطق التي استعادتها القوات التي تدعمها الحكومة السورية ووصف ذلك بأنه غير مقبول في إشارة إلى أن موسكو ربما تشعر بالقلق على دورها في سوريا في الأمد البعيد.

ورفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تلك الفكرة اعتقاداً منها أن بإمكانها استخدام الوعد بإعادة الاعمار في دفع الأسد وحلفائه إلى مائدة المفاوضات.

وقال بريت مكجورك المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية "الواقع أنه من دون أي أفق سياسي له مصداقيته يمكن أن يؤدي إلى مرحلة انتقالية تدعمها أغلبية من الشعب السوري لن يتدخل المجتمع الدولي بمساعدات كبيرة في إعادة الاعمار".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم