الوطن الدولة والمقاومة... \r\nلقاء أم افتراق

من حقائق الحياة الوطنية، أنه آن الأوان أن نعمل جميعاً لإعادة بناء الدولة في لبنان، الدولة القوية، القادرة والعادلة، وأن نفعّل السلطات الرسمية، التنفيذية، والتشريعية، والقضائية لممارسة صلاحياتها والقيام بواجباتها بالحق والعدل والقسطاس، واعادة إحياء مؤسساتها الادارية من بلديات ومحافظات وهيئات الرقابة والمحاسبة والتفتيش لتقوم بمهماتها على أكمل وجه، وتطبيق سليم للدستور وسيادة القانون ورفع شأن الأمن العام الوطني على كل الارض اللبنانية ودعم كامل وشامل للجيش وقوى الامن الداخلي واجهزتهما. واذا كان الوطن هو الارض والشعب الذي يمنح لأهله الهوية بمعنى ان تكون لبنانياً نتيجة انتمائك لوطن، ومصرياً أو سورياً او عراقياً جراء هذا الانتماء، فالدولة هي التجسيد القانوني والسياسي للوطن والسياج الذي يظهر فيه وتُقدمه للعالم باسمه وصفته وبمشروعيته وسيادته واستقلاله.فالدولة هي التعبير عن الارادات العامة للمواطنين وقضاياها ومشاكلها ونزاعاتها، وهي بهذا المعنى ظاهرة ارادية دائمة للمواطنين ومستمرة ضمن الاوضاع القائمة، لا يدانيها أحد ولا يحل محلها آخر.وهي أرقى وأسمى اشكال الاجتماع الانساني ويضعها ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع في سياقها العمراني والحضاري، وهي تسير وفق نمط خاص وتخضع لضوابط معينة. فالدولة هي الشيء الوحيد الثابت في المجتمع البشري الراهن بعناصرها الثلاثة التي بدونها لا تكون دولة، وهي الارض التي تُمارس عليها سلطاتها واختصاصاتها والشعب وهو الجماعة البشرية المنتمية للوطن، فبدون شعب لا يمكن ان يكون هناك دولة وبدون دولة لا يكون وطن.ثم السلطة السيّدة، وهي سلطة الدولة...