الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"قضية رقم 23" لزياد دويري برسم اللبنانيين فيلم يروي قصة مصالحة بعد الحرب الأهلية

المصدر: (أ ف ب)
"قضية رقم 23" لزياد دويري برسم اللبنانيين فيلم يروي قصة مصالحة بعد الحرب الأهلية
"قضية رقم 23" لزياد دويري برسم اللبنانيين فيلم يروي قصة مصالحة بعد الحرب الأهلية
A+ A-

في سينما اسواق بيروت انطلق الثلثاء عرض فيلم "قضية رقم 23" وسط اقبال لافت من المدعوين الذين لم يؤثر بهم الضجيج المثار حول مخرجه زياد دويري والدعوات الى مقاطعته بعد اتهامه بالعمالة وتوقيفه احتياطا للتحقيق معه حول تصوير فيلمه السابق "الصدمة" في اسرائيل.  

في قاعة محكمة، تدور معظم احداث فيلم "قضية رقم 23" لزياد دويري الذي يروي "قصة بلد هو لبنان"، بحسب ما يقول المخرج اللبناني، قصة يمكن ان تشكل نموذجا يحتذى لمصالحة لم تتم بين الاطياف المختلفة في البلد الصغير على الرغم من مرور اكثر من 25 عاما على انتهاء الحرب فيه.

ويقول دويري لوكالة "فرانس برس" عن فيلمه الجديد الذي حاز في مهرجان البندقية السينمائي السبت جائزة افضل ممثل للفلسطيني كامل الباشا، "هي قصّة كرامة والبحث عن العدالة وقصّة بلد هو لبنان".

ويضيف "دخلت على قدر الإمكان في التاريخ ولكن من دون مبالغة"، مشيرا الى انه أراد أن يثبت ان "ما من فئة (في حرب لبنان 1975-1990) يمكنها أن تقول عن نفسها أنّها كانت وحدها مضطهدة، وما من فئة يمكنها أن تقول إنها وحدها جُرحت، فثمة فئة أخرى لها الحق أن تقول أيضاً إنها دفعت دماً خلال الحرب".

ويسلط "قضية رقم 23" الذي يبدأ عرضه في لبنان الخميس، الضوء على خلاف بين طوني (عادل كرم)، المسيحي المتطرف، وياسر (كامل الباشا)، اللاجئ الفلسطيني المسلم المقيم في احد مخيمات لبنان. ويتحول الخلاف الصغير بين الرجلين الى مواجهة كبيرة في المحكمة تتطور الى قضية وطنية تفتح ملفات الحرب الاهلية المثيرة للجدل بلغة سينمائية جميلة ومتماسكة.

ويرى الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة ان الفيلم "يفتح نافذة ضرورية للإطلالة على فصول من الذاكرة اللبنانية ممنوع الاقتراب منها أو مقاربتها وتناولها وطرح أسئلتها، وعلى فصول من المشترك في هذا التاريخ وتلك الذاكرة بين لبنانيين وفلسطينيين".

ويضيف لوكالة "فرانس برس" ان "قضية رقم 23": يبحث بين أمور عدة أخرى، في ضرورة المصالحة مع الذات. المصالحة مع الآخر لا تكتمل من دون المصالحة مع الذات. وهذه محتاجة إلى العودة إلى الماضي للخروج منه".

وليست المرة الاولى التي يتطرق فيها دويري الذي يشكل "قضية رقم 23" فيلمه الروائي الرابع، الى موضوع الحرب اللبنانية الشائك. فقد تناول فيلمه الأول "بيروت الغربية" (وست بيروت) في العام 1998 حقبة بدايات الحرب من وجهة نظر مراهقين يعيشون في الطرف الغربي من بيروت الذي كان انذاك تحت سيطرة التنظيمات الفلسطينية المسلحة والقوى اليسارية اللبنانية. وطبع الفيلم تاريخ السينما المحلية ما بعد الحرب الاهلية بجرأته.

ويقول دويري عنه بعد حوالى عشرين عاما من تصويره، "لو صوّرته اليوم لا أغيّر شيئا فيه، فكل شيء يأتي في وقته لأنه حصل في زمنه. عندما أخرجت الفيلم كانت عندي وجهة نظر معيّنة، وعندما أخرجت "قضية رقم 23" كان عندي وجهة نظر مختلفة لا تنكر الأولى ولا تلغيها، فهذا تطوّر طبيعي في الحياة".

وقال دويري الذي هاجر الى الولايات المتحدة في 1983 "الحرب اللبنانيّة رافقتني إلى لوس أنجلس وانقسام بيروت الشرقيّة والغربيّة بقي معي رغم انتهاء الحرب وفتح المعابر وإعادة توحيد العاصمة".

ونال "بيروت الغربية" جوائز عدة ابرزها جائزة فرنسوا شاليه خلال مهرجان كانّ في العام 1998 وجائزة النقاد الدوليين في مهرجان تورنتو.

ويشارك فيلم "قضية رقم 23"، راهنا في مهرجان تورنتو على ان يعرض في مهرجانات اخرى منها وتيلورايد وقرطاج. ورشّح لبنان الفيلم لجوائز أوسكار السينمائية لسنة 2018 عن فئة أفضل فيلم أجنبي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم