الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الوجع يوحد مزارعي التفاح في جرود الشمال

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
الوجع يوحد مزارعي التفاح  في جرود الشمال
الوجع يوحد مزارعي التفاح في جرود الشمال
A+ A-

للسنة الرابعة أو الخامسة أو السادسة على التوالي، إذ لم يعد يذكر المزارعون عدد السنوات جيداً إلّا أنهم يعرفون أنّ تفّاحهم لا يباع وخسائرهم تزداد ولا مجير لهم أو من يرأف بحالهم.

التذمّر من كلّ مكان والشكوى وكيل الشتائم للدولة والمعنيين بأمر الزراعة، تزداد وخصوصاً أنّ وعود الدولة لم تنفّذ والموسم الحاليّ على الأبواب وليس من يفاصل أو يسأل ليشتري أو يساوم على سعر.


ما يقوله المزارعون يشكّل دليلاً على الإهمال اللاحق بهم وبمزروعاتهم، فالتفاح "الأميركي" هذا العام بعشرة آلاف ليرة للصندوق فيما كان السنة الماضية بين الـ25 و الـ 30 ألفاً، و"الدوبل رايت" و"الغولدن" بما بين الخمسة آلاف والستة آلاف مقابل عشرة آلاف أو اثني عشر ألفاً في العام الماضي.

تراجعات حادّة في الأسعار ورغم ذلك لا يوجد من يسأل، فيما الأكلاف إلى ازدياد إذاً الخسائر والصراخ والنحيب.



التفّاح الذي كان إلى الأمس يعلّم ويطبّب ويسمح بعيشة لائقة وكريمة لم يعد يوجد من يسأل عنه اليوم، فباتت العائلات، التي يشكل التفاح مصدر رزقها الوحيد وهي تشكل نسبة أربعين في المئة من المجتمع المحليّ، أمام فقر مدقع أكيد ما لم يهتمّ بأمر مواسمها أحد.

صرخة الوجع هذه عبّر عنها مسؤول التعاونية الزراعية السابق في بشري أنور فخري وقال: "إنّ وضع معيشتنا من زراعاتنا وصل إلى حدّ المأساة، فالمزارعون يتعرّضون لوضع مأساوي سيدفعهم إلى هجرة أرضهم بسبب المأساة الناتجة من تهديد عوامل المناخ وتقلّباته، تصل أحياناً إلى تلف كامل المحصول؛ فتك الحشرات الوبائي المستعصي "الأكاروز وذبابة المتوسط"، كساد مواسمهم خصوصاً السنوات الأربع الأخيرة، ارتفاع تكاليف الإنتاج "أسعار الموادّ وأجور اليد العاملة" وتناميها، كلفة إنتاج صندوق التفاح نحو 12,000 ل.ل، "8000 في الحقل و4000 في التبريد"، ولا من يسأل. ندعو إلى إعلان حالة طوارئ زراعية تساعد المزارع على تخطي الصعاب وحماية تصريف السوق المحلي من منافسة التهريب ودرس إمكان انضمام المزارعين لصندوق الضمان أسوةً بالآخرين، والتعاون مع منظمة "الفاو" الدولية لدراسة مستقبل زراعاتنا وإدخال زراعة رديفة داعمة".



المزارع يوسف فرنجية أوضح أنّ "المزارع وحده هو الذي يخسر ومعه عائلته. المواسم كانت تؤمن للعائلة منذ سنوات كل حاجتها، اليوم أصبحت الزراعة عبئاً على المزارعين والسبب عدم وجود أسواق للتصريف وعدم وجود دولة تعمل لمساعدة المزارع."

المزارع حنا حرب من تنورين أشار إلى أنّ "المزارعين غدرتهم الدولة العام الماضي حيث إنّ الهيئة العليا للإغاثة لم تدفع لهم حتى الساعة ما كان خصّصه لهم مجلس الوزراء من دعم ماديّ، وأضاف فكيف لنا أن نصدّق هذه السنة مثل هذه الوعود".

مرة جديدة يجد مزارعو التفاح أنفسهم أمام الحائط المسدود وترك المواسم "على أمّها" لتجنّب المزيد من الخسائر. احتمال مطروح فهل من ينقذهم قبل أوان القطاف؟







حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم