مصائب الإنسان وإرادة الله

الإنسان معرَّض في حياته للوقوع في مصائب متنوّعة. فمنها ما ينجم عن حدود طبيعته كالمرض والموت؛ ومنها ما يحدث له بسبب شرّ الناس كالقتل ومختلف الصراعات والحروب بين البشر؛ ومنها ما ينتج عن كوارث الطبيعة كالزلازل والأعاصير والفيضانات. فالمؤمن الذي يقع ضحية إحدى هذه المصائب من البديهيّ أن يسأل: أين هي إرادة الله في كلّ هذا؟ هل يريد الله أن يمرض الإنسان؟ هل يريد الله أن يموت الإنسان في عمر معيَّن؟ هل يريد الله أن يقع الإنسان ضحية شرّ الناس أو ضحيّة الكوارث الطبيعيّة؟ فكثيرًا ما نسمع الناس يقولون، لدى تعرّض إنسان لإحدى تلك المصائب: "هذه إرادة الله"، "علينا أن نستسلم لإرادة الله". فالسؤال الأساسيّ الذي يطرحه كلّ إنسان، ولا سيّما المؤمن، هو التالي: إذا كان الله من جهة أبًا محبًّا لجميع الناس، ومن جهة أخرى كلّي القدرة، فكيف يسمح بأن يقع أبناؤه ضحايا تلك المصائب؟ لماذا لا يتدخّل لمنع هذه المصائب ليعيش أبناؤه في سلام، ويهنأوا بالحياة التي أعطاهم إيّاها؟   هذا السؤال قد طرحه الناس على يسوع، كما نقرأ في إنجيل لوقا: "وفي ذلك الوقت عينه جاء بعضهم يخبرونه بما وقع للجليليّين الذين خلط بيلاطس دماءَهم بدم ذبائحهم. فقال لهم: أتظنّون أنّ هؤلاء الجليليّين كانوا أكثر خطيئة من سائر الجليليّين...