خضعت ريم لـ 3 عمليات في عمودها الفقري... 7 ملايين ليرة لتعود الى منزلها

يُكتب للطفولة أحياناً أن تعيش حياة أكبر من حياتها البريئة، هكذا من دون مقدمات او تبريرات وجدت الطفلة ريم الكسابره ابنة الـ 10 أعوام نفسها في دوامة مرض خلقي اسمه "قيلة السحائية" التي كان عليها ان تواجهه ولم يمرّ على ولادتها سوى 27 يوماً.

 لم تكن ريم كباقي الأطفال، كان عليها ان تخضع لعملية جراحية في عمودها الفقري وهي رضيعة. اجتازت ريم محنتها الصحية من دون ان تجتاز واقعها الصحي الذي كان يهدد قدرتها على المشي في سنواتها العشر الأولى، كما أكد لهم الطبيب. مخاوف وتوقعات الطبيب صدقت فعلا، وأصبحت ريم عاجزة عن المشي. خضعت ريم لـ3 عمليات جراحية في عمودها الفقري منذ تاريخ 11 آب، هي اليوم طريحة الفراش في مستشفى النيني الى حين دفع مستحقات المستشفى الذي يعجز والدها عن تأمينها. هي اليوم "سجينة" العجز المالي تنتظر من يفك أسرها ويجعلها تعود الى ديارها ومنزلها وسريرها الشاهد على أوجاعها.

مشوار ريم مع العمليات

يتحدث والدها أمجد الكسابره بحرقة قلب، إذ ليس سهلاً عليه ان يرى طفلته تعيش اوجاعاً وتجري 3 عمليات في ظرف اسابيع معدودة بعدما فقدت قدرتها على المشي. يستعيد بعض الأحداث لنتمكن من تكوين صورة عن واقع ريم الصحي قائلاً "لقد كانت ريم تعاني من مرض خلقي يدعى "قيلة سحائية"، وهو كناية عن شق مفتوح في أسفل العمود الفقري يخرج منه بعض الأجزاء العصبية الى الخارج. ولقد أجرينا لها عملية جراحية بعد 27 يوما من ولادتها في سوريا آنذاك. نجحت العملية لكن الطبيب لم يُخفِ تخوفه واحتمال ان تصبح ريم مشلولة في سن العاشرة بسبب نموها الجسدي وتغيّر جسمها".

توقعات الطبيب صدقت، وأصبحت ريم عاجزة عن المشي الى ان وجدت نفسها مشلولة غير قادرة على ان تخطو خطوة واحدة ولا تشعر بقدميها. بعد فحوص وعلاج فيزيائي لمدة 6 أشهر تدهورت حالة ريم أكثر فأكثر، ألم وحرارة وعدم قدرة على التبول فاضطرت الى وضع ميل لها. يتابع امجد والد ريم تسلسل الأحداث ويحرص على عدم إغفال اي تفصيل مهم. يتابع قصة ابنته بالقول "انتكست حالة ريم كثيراً فأدخلتها الى المستشفى وأُجري لها اول عملية جراحية في عمودها الفقري في تاريخ 11/8/2017 ودفعت مبلغ 6 آلاف دولار في حينها. الله يعلم كيف دبرت اموري، فأنا اعاجلها على نفقتي الخاصة. بقيت ريم 5 ايام في المستشفى قبل ان تعود الى المنزل، لكن ما هي إلا ايام حتى بدأ يخرج من جرحها سائلاً شفافاً دفعنا الى إدخالها من جديد الى المسشتفى بحالة طارئة".

عملية ثالثة وأخيرة

في 28/11/2017 وفق ما يروي أمجد الكسابره خضعت ريم الى عملية جراحية ثانية في عمودها الفقري لتقطيب الجرح مرة ثانية. وما لبثت أن خرجت من المسشتفى حتى انتكست حالتها واضطررنا الى إدخالها مرة ثالثة في اليوم التالي في ظل تصريف سائل الدماغ من الجرح. وإزاء هذا الواقع أجرينا عملية ثالثة في 3/9/2017 حيث تعاون طبيبها مع طبيب في الجامعة الأميركية. نجحت العملية ولم يعد يخرج من جرح ريم هذا السائل إلا انها تعاني من ألم حاد في رأسها ناهيك بالتقيؤ والحرارة".

تحتاج ريم الى مبلغ قدره 7 ملايين ليرة لبنانية لتتمكن من الخروج من المستشفى. و "برغم من محاولات الوالد اليائسة، ومن ضمنها طلب المساعدة من منظمة الامم المتحدة إلا ان جميعها باءت بالفشل وفق قول أمجد، الذي يستطرد قائلاً "لم تساعدني الامم المتحدة بسبب عدم تعاقدها مع هذه المستشفى، وتالياً لا يمكنني اخراجها في حال لم ادفع كامل مستحقاتي للمستشفى. وانا بصراحة عاجز عن دفع ليرة واحدة، لا املك شيئا".

التصاقات في النخاع الشوكي

بدوره أكد رئيس قسم جراحة الدماغ والاعصاب وجراحة العمود الفقري في مستشفى النيني الياس بيطار في اتصال مع "النهار" انه "أُجري للطفلة ريم الكسابرة عمليات عدّة في اسفل الظهر في مستشفى النيني وذلك لإصلاح التصاقات في النخاع الشوكي spinal cord untethering. طبياً هي بحاجة الى تلقي العلاج وتناول ادوية مضادة للإلتهاب لمدة تراوح بين أسبوع و10 ايام في المستشفى. لكن المشكلة تكمن في عدم قدرة والدها (لاجىء سوري) على تغطية النفقة في ظل غياب اي جهة مكلّفة في تغطية التكاليف الاستشفائية".

وعن وضع ريم الصحي وقدرتها على المشي، يرى بيطار ان ريم "لديها كل الأسباب الطبية كي تتعافى بشكل كامل وتعاود المشي بشكل طبيعي وتالياً ممارسة حياتها الطبيعية".