السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"داعش" يجمّع صفوفه في وادي الفرات... "الخرافة" ستستمر و"العمليّات سريّة"

المصدر: أ ف ب
"داعش" يجمّع صفوفه في وادي الفرات... "الخرافة" ستستمر و"العمليّات سريّة"
"داعش" يجمّع صفوفه في وادي الفرات... "الخرافة" ستستمر و"العمليّات سريّة"
A+ A-

بعد 3 سنوات على إعلانه "الخلافة" في مناطق يعيش فيها 7 ملايين نسمة، سيضطر تنظيم "#الدولة_الإسلامية"، على وقع هزائمه المتلاحقة في #العراق و#سوريا، إلى اللجوء إلى الصحراء والعودة إلى العمليات السرية.


انطلق تنظيم الدولة الاسلامية من العراق. وفي نهاية 2014، كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد. لكنه خسر اليوم 90 بالمئة من المناطق التي كان يسيطر عليها، بينها مدينة #الموصل التي اعلن منها "#الخلافة".   


وفي سوريا، أرغم التنظيم على الانسحاب من 60 بالمئة من #الرقة التي أعلنها عاصمته في الشمال، أمام هجمات شنتها قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف كردي عربي تدعمه واشنطن. وهو اليوم مهدد في دير الزور، آخر محافظة تخضع لسيطرته في شرق البلاد، حيث أعلن الجيش السوري الاثنين اختراق الحصار الذي يفرضه التنظيم على المدينة منذ عامين.  


وقال فابريس بالانش، الاختصاصي بالشؤون السورية في جامعة ليون الفرنسية، ان تنظيم "الدولة الاسلامية"، "بعدما ان كان يسيطر على نصف أراضي سوريا، لم يبق بيده منها سوى 15 بالمئة اليوم". 

واضاف: "ذلك يمثل أقل بثلاث مرات من (المساحة) التي يسيطر عليها نظام الاسد اليوم، وتشكل 50 بالمئة من البلاد التي دمرتها الحرب، وأقل من تلك التي تسيطر عليها القوات الكردية، وتوازي 23 بالمئة من البلاد".


من جهته، اوضح لودوفيكو كارلينو، الاختصاصي بالحركات الجهادية في مركز بحوث "اي اش اس ماركيت" ان "مشروع حكم تنظيم الدولة الاسلامية تم احتواؤه (في العراق وسوريا). لكن التنظيم لم يُهزم في شكل نهائي".   


وتابع: حتى لو كان لهزيمته في الرقة التي كانت مع الموصل "رمز" مشروع إقامة "خلافته"، "تأثير كبير على دعايته، فسينكفئ الى الصحراء العراقية-السورية الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية".  


واكد ان #وادي_الفرات الممتد من محافظة دير الزور حتى القائم في غرب العراق، سيصبح "قاعدة لانطلاق تمرد تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيعود الى الاختباء تحت الارض".  


وقال قادة في قوات التحالف الدولي الذي يحارب التنظيم ان بين 5 آلاف الى 10 آلاف جهادي وقيادي في التنظيم فروا من الرقة لاعادة تجميع صفوفهم في وادي الفرات. واشار كارلينو الى ان التنظيم "نقل جميع مؤسساته الادارية" إلى تلك المنطقة التي تمتد 160 كيلومترا، ويسيطر فيها على حقول نفطية تؤمن له عائدات مهمة.  


وأوضح ان "الموارد النفطية الشهرية التي يحصل عليها تنظيم المتطرف انخفضت بنسبة 88 بالمئة، وتلك المتأتية من الضرائب والمصادرات بنسبة 79%، بالمقارنة بالعام 2015".  


وتجري حاليا استعدادات لمعركة وادي الفرات، وتخطط قوات مختلفة، بينها قوات نظام الاسد التي تقاتل بدعم روسي، والقوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية العربية الكردية بدعم أميركي، لتطويق التنظيم في هذه المنطقة، حيث تفيد مصادر عسكرية في التحالف الدولي ان المقاتلين المتطرفين بدأوا بحفر الانفاق وزرع المتفجرات وتجهيز مركبات مفخخة.  


ويرى بالانش ان "معركة الرقة في حكم المنتهية، واستعادة الجيش السوري كامل دير الزور هي التي ستشكل منعطفا حقيقيا". ونظرا الى رمزية دير الزور، يسعى تنظيم "الدولة الإسلامية" الى الدفاع عنها باستماتة، فعمد الى "بناء تحصينات كثيرة عند كل مداخل المدينة ومخارجها، وأقام متاريس في كل حارة وزقاق، ولغم الحدود الإدارية"، على ما نقل عمر أبو ليلى، احد المقاتلين السوريين.  


واشار الى ان مقاتلي داعش "زرعوا مزيدا من الجواسيس، خوفاً من أي اختراق قبيل المعركة المرتقبة، ويعمدون الى توقيف الشباب في الشوارع". لكن بمجرد خروج التنظيم من المناطق التي كانت تحت سيطرته، اكان في العراق ام سوريا، ستعود العلاقات بين مختلف القوميات والطوائف والأقليات إلى السطح.  


فهل يصمد التحالف بين العرب والأكراد في مواجهة التنظيم المتطرف أمام طموحات الاكراد بالاستقلال؟ وهل سيسمح النظام السوري لقوات غير حكومية بالسيطرة على أجزاء من البلاد عمل 6 سنوات لإخراج المعارضين والإسلاميين منها؟  


في دير الزور، يعاني السكان تحت حكم التنظيم المتطرف الجوع ونقص الماء والكهرباء، ويعيشون تحت ضغط الجهاديين، ويخشون على مصيرهم بعد المعركة، على ما قال أبو ليلى الذي ينشر أخبارا عن المدينة. واضاف: "يخافون أن تتفق قوات سوريا الديموقراطية مع قوات النظام السوري على تسليمه المناطق التي يخرج منها داعش (...) كذلك، يخشون أن تثأر منهم القوات السورية وحلفاؤها".  


ويرى الخبراء أنه، في غياب جهود حقيقية لتحقيق المصالحة، قد تبرز انقسامات قومية وطائفية رسخها التنظيم المتطرف لتجنيد الناس في صفوفه. ويعتقد بالانش ان "خرافة تنظيم الدولة الاسلامية ستستمر"، والتنظيم "سينتقل للعمل تحت الأرض، بينما يتوجه بعض عناصره الى مناطق أخرى لمواصلة الجهاد".  


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم