الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بكاء فهمية وألم أيوب... هكذا طردت إسرائيل عائلة فلسطينيّة من منزلها في القدس

المصدر: أ ف ب
بكاء فهمية وألم أيوب... هكذا طردت إسرائيل عائلة فلسطينيّة من منزلها في القدس
بكاء فهمية وألم أيوب... هكذا طردت إسرائيل عائلة فلسطينيّة من منزلها في القدس
A+ A-

طردت #الشرطة_الاسرائيلية عائلة فلسطينية من منزل كانت تقيم فيه منذ اكثر من 50 عاما في #القدس_الشرقية، مما يشكل، وفقا لمنظمات غير حكومية، خطوة جديدة لتهويد هذا القسم من المدينة.


وتسكن عائلة شماسنة منذ نحو 52 عاما في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل العام 1967. وتجري أعمال الطرد بعد عملية استنزاف مستمرة من اعوام طويلة للفلسطينيين في اروقة المحاكم الاسرائيلية، بحجة ان هذه البيوت كانت ملكا لليهود قبل العام 1948.  


وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" انه فور طرد عائلة من هذا المنزل، دخل اليه رجال يهود من المتدينين تحت حماية ضباط الشرطة. واثار مصير هذه العائلة اهتمام منظمات غير حكومية معارضة للاستيطان ودبلوماسيين يتابعون الوضع في القدس الشرقية، والذي يشكل ابرز الملفات الشائكة في النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.  


وحضر الشرطيون نحو الساعة 5,00 فجرا الى مدخل المنزل الصغير الواقع في حي الشيخ جراح، والذي يقيم فيه أيوب شماسنة (84 عاما) غير القادر على الحركة، وزوجته فهمية شماسنة (75 عاما)، وابنهما وعائلته. واجبروهم على الرحيل، على ما روى افراد العائلة.  

(أ ف ب)

وقال ايوب شماسنة الذي يجلس على كرسي متحرك للصحافيين "نسكن هنا منذ العام 1964. ماذا سافعل؟ كيف لهم ان يرموا اغراضي واثاثي وملابسي في الشارع؟"  


من جهتها، قالت فهمية شماسنة: "بدأت الشرطة بقرع الباب في 5,00 صباحا. دخلوا مثل الوحوش، كنت احضر الحليب والفطور لاولاد ابني قبل ذهابهم الى العمل. حملونا ورمونا في الخارج".  


واضافت وهي تبكي: "هذا أصعب يوم في حياتي". وتساءلت: "ماذا سنفعل؟ سنبحث عن بيت. قد نبقى في الشارع يوما او يومين".  


وستضطر عائلة شماسنة الآن الى دفع مبلغ يقدر بين 60 الى 70 الف شيكل (بين 14 و 16 الف أورو)، تكاليف اخلائها، لانه تم بالقوة. وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية رفضت في آب 2013 التماسها ضد اخلاء منزلها لصالح المستوطنين.  


وتقول حركة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان ان هذا هو اول اخلاء لاحد منازل حي الشيخ جراح منذ العام 2009. واشارت الى أن عملية "الاخلاء تأتي في اطار عملية اوسع تقوم بها الحكومة لتأسيس مستوطنات في حي الشيخ جراح". وتنتظر عائلات اخرى في الحي الاخلاء.  

(أ ف ب) 


واعتبرت المنظمة ان اخلاء العائلة "في شكل وحشي" يدل على "منحى خطير" يزيد تعقيد اي تسوية محتملة حول القدس، في اطار تسوية النزاع.  


من جهتها، تؤكد منظمة "عير عاميم" الاسرائيلية التي تدعم عائلة شماسنة ان هذه الاخيرة هي الاولى التي تطرد من منزلها في الحي منذ العام 2009.  


وقالت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) انها ستحاول مساعدة العائلة ماليا لايجاد منزل آخر. واعتبر مدير الوكالة في الضفة الغربية المحتلة سكوت اندرسون ان "مثل هذا النوع من عمليات الطرد يجعل من الصعب تحقيق السلام" بين الفلسطينيين والاسرائيليين.  


وكانت عائلة شماسنة انتقلت الى المنزل العام 1964. ويقول ارييه كينغ، مدير صندوق اراضي اسرائيل، وهي جمعية استيطانية تعمل في احياء القدس الشرقية المحتلة، ومالك العقار ان البيت الذي كانت تسكنه العائلة "ملك لليهود منذ 90 عاما".  


واضاف: "سيعود هذا الحي كما كان، حيا يهوديا. الامر يحدث ببطء". واعتبر ان مسألة تحويل حي الشيخ جراح الفلسطيني حيا يهوديا "مسألة وقت فقط".  


وتستغل الجمعيات الاستيطانية حقيقة وجود أملاك لليهود قبل احتلال الضفة الغربية العام 1967، حفظها الأردن تحت سلطة "حارس أملاك العدو"، وانتقلت بعدها إلى سلطة "حارس أملاك الغائبين" الإسرائيلي، ثم إلى "القيم العام" الإسرائيلي الذي تقضي وظيفته بضمان استغلال أي عقار مالكه مفقود.  


ولا يوجد اي قانون مماثل للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم واراضيهم في القدس الغربية او اسرائيل. بالعكس فرضت اسرائيل قانون املاك الغائبين الذي تمت بموجبه مصادرة الكثير من الاملاك الفلسطينية. 


وكانت عائلة شماسنة تدفع أيجار المنزل لـ"حارس املاك الغائبين" في اسرائيل حتى العام 2009 مع ظهور مستوطنين تمكنوا من حيازة ملكية المنزل على اساس "حق العودة لليهود فقط"، وسعوا الى طرد العائلة. 


منذ العام 1967، اصبح عدد اليهود 195 الفا من اصل سكان القدس الشرقية البالغ 450 الف نسمة. ويأتي طرد عائلة شماسنة بالتزامن مع طرح 4 مشاريع استيطانية في الحي. وضمت اسرائيل القدس العام 1980، واعلنتها عاصمتها "الابدية والموحدة"، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، وضمنه الولايات المتحدة. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم