الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مجلس الأمن بحث الأزمة مع كوريا الشماليّة... مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة

المصدر: أ ف ب، رويترز
مجلس الأمن بحث الأزمة مع كوريا الشماليّة... مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة
مجلس الأمن بحث الأزمة مع كوريا الشماليّة... مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة
A+ A-

عقد #مجلس_الامن_الدولي اجتماعا طارئا للاتفاق على كيفية الرد على التجربة النووية السادسة التي اجرتها كوريا الشمالية، بينما تزايدت الدعوات الى فرض سلسلة جديدة من العقوبات عليها.


ويأتي الاجتماع في نيويورك في اجواء متوترة، بعدما أجرت بيونغ يانغ تجربة على قنبلة هيدروجينية تعتبر شدتها غير مسبوقة، وفي وقت اشارت سيول الى ان ان نظام كيم جون اون يحضر، على ما يبدو، لتجربة صاروخ بالستي.  


وقال جيفري فيلتمان، المسؤول عن الشؤون السياسية في الأمم المتحدة، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش "يعول على تكاتف مجلس الأمن الدولي واتخاذه تحركا ملائما" بشأن كوريا الشمالية.   


وحذر المجلس قائلا: "مع ازدياد التوتر، تزداد مخاطر سوء الفهم والخطأ في التقدير والتصعيد". وشدد على ان "التطورات الأخيرة الخطيرة تستلزم ردا شاملا من أجل تحطيم حلقة الاستفزازات (من كوريا الشمالية). وينبغي أن يشمل مثل هذا الرد ديبلوماسية حكيمة وجريئة ليكون فعالا".  

(أ ف ب) 


من جهتها، اعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي ان الولايات المتحدة ترغب في ان تتخذ المنظمة الدولية "اقوى اجراءات ممكنة" لمعاقبة كوريا الشمالية على تجربتها النووية الاخيرة. وقالت خلال اجتماع مجلس الامن: "لقد حان الاوان لوقف الاجراءات المنقوصة"، مؤكدة ان مقاربة الامم المتحدة منذ اكثر من 20 عاما "لم تنجح" في تغيير موقف كوريا الشمالية. ورأت ان "اشد العقوبات فقط يمكن ان تخولنا حل هذه المشكلة عبر الديبلوماسية".   


واعلنت ان الولايات المتحدة تعتزم توزيع مشروع قرار جديد حول كوريا الشمالية هذا الأسبوع، على ان يُعرض على التصويت الاثنين المقبل. وقالت إن الولايات المتحدة ستشارك في مفاوضات هذا الأسبوع حول مشروع القرار، مشيرة الى أن بيونغ يانغ "صفعت الجميع على وجوههم" من خلال تجربتها النووية الأخيرة.

في المقابل، رأت الصين وروسيا أن الأزمة مع كوريا الشمالية ينبغي أن تحلّ في شكل سلمي، على ما أعلن مندوبا البلدين في مجلس الأمن، من دون الحديث عن اتخاذ إجراءات جديدة ضد بيونغ يانغ.

وقال سفير الصين لو جيي: "ندعو كوريا الشمالية إلى الحوار". وأضاف في الجلسة الطارئة: "بفضل الحوار، يمكننا أن نتوصل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي". 

وجدد الاقتراح الصيني-الروسي بوقف المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، مقابل أن تعلّق كوريا الشمالية برنامجها النووي، وهو امر ترفضه واشنطن.

كذلك، دعا المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا الى الحوار  من اجل حلّ الأزمة مع كوريا الشمالية. وقال إن روسيا "تدعو كل الأطراف إلى الحوار واستئناف المفاوضات". وأضاف: "ليس هناك حل عسكري"، مشددا على أن كوريا الشمالية تعاملت "بازدراء" مع القرارات الدولية. 

وأكد "ضرورة الحفاظ على الهدوء" و"عدم الانجرار الى المشاعر، والعمل في شكل هادئ ومتوازن"، في تلميح على ما يبدو إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي توعّد كوريا الشمالية في الأسابيع الماضية "بالنار والغضب".

وسبق ان طالبت اليابان بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية التي تخضع اساسا لـ7 مجموعات اجراءات عقابية.وقال السفير الياباني لدى الامم المتحدة كورو بيسهو، قبل بدء اللقاء، ان الامم المتحدة يجب ان "تتحد"، مشددا على انه "لا يمكننا اضاعة الوقت بعد اليوم". واعرب عن امله في ان تتعاون الصين وروسيا.  


من جهته، اكد السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر ان "التهديد لم يعد إقليميا، بل اصبح عالميا"، داعيا مجلس الامن إلى التحرك. 


وفي مواجهة هذا التحدي الجديد امام المجموعة الدولية، اعلنت سيول وواشنطن نشر مزيد من الدفاعات المضادة للصواريخ التي سبق ان اثارت استياء بكين. ويأتي ذلك بعدما اطلقت سيول صباحا صواريخ بالستية، في اطار تدريبات لمحاكاة هجوم على موقع تجربة نووية لكوريا الشمالية.  


وبينت صور اطلاق صواريخ بالستية قصيرة المدى من نوع "هيونمو" من موقع على الساحل الشرقي للبلاد. كذلك، نشرت السلطات تسجيل فيديو تظهر فيه طائرات "اف-15كي" كورية جنوبية تطلق صوارخ جو ارض.  

(أ ف ب) 


وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان مؤشرات تفيد بأن كوريا الشمالية "تعد لعملية إطلاق صاروخ بالستي جديد، ترصد في شكل متواصل منذ تجربة الأحد"، في إشارة إلى التجربة النووية السادسة التي أجرتها بيونغ يانغ.  


وأثارت كوريا الشمالية الأحد موجة استياء في العالم بإجرائها أقوى تجربة نووية قامت بها حتى اليوم. وأكدت بيونغ يانغ أنها اختبرت "بنجاح تام" قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيد المدى. وقالت إنها تمكنت من تصميم قنبلة هيدروجينية صغيرة يمكن أن تحمل على صاروخ. وهو امر أكدّه ايضا وزير دفاع الجنوب.   

وكانت الولايات المتحدة حذرت كوريا الشمالية من انها لن تتوانى عن شن "هجوم عسكري واسع" في مواجهة اي تهديد من كوريا الشمالية.

ولم تقدم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أية تفاصيل عن التوقيت الذي قد تنفّذ فيه بيونغ يانغ تجربتها المقبلة. لكنها توقّعت أن تكون تجربة إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات في المحيط الهادئ لزيادة الضغط على واشنطن.


وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن أي تهديد لبلاده سيلقى ردا عسكريا شاملا". لكنه حرص على القول بان الولايات المتحدة لا تسعى، في اي حال من الاحوال، الى "القضاء في شكل تام" على كوريا الشمالية.  


ودعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب مستشاريه لشؤون الامن القومي الى اجتماع طارىء. واجرى اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة الياباني شينزو آبي، للمرة الثانية خلال اسبوع. لكنه لم يتحدث الى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان. واتهم سيول بالسعي الى "التهدئة".  


ومون الذي يدعو الى حوار لحمل بيونغ يانغ الى طاولة المفاوضات مجددا، دعا الى فرض عقوبات دولية جديدة على كوريا الشمالية من "اجل عزلها بالكامل".  


واثارت التجربة عاصفة دولية من ردود الفعل. واعتبرها الامين العام للامم المتحدة "مزعزعة للاستقرار". وخلال قمة في الصين، الحليف الأكبر لبيونغ يانغ، دانت الدول الخمس الاعضاء في تكتل "بريكس" التجربة النووية "بشدة". واعلنت الصين انها قدمت احتجاجا رسميا لدى كوريا الشمالية بعد التجربة النووية.  


وتوافق الرئيس الكوري الجنوبي ورئيس الحكومة الياباني شينزو آبي على ضرورة تشديد العقوبات على بيونغ يانغ، علما أن سلسلة العقوبات المفروضة عليها حتى اليوم لم تحل دون تقدّمها في برنامجها النووي ومواصلة تحدي المجتمع الدولي.  


وفي وقت تحدث وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين عن درس عقوبات جديدة، هدد ترامب بوقف "كل التبادل التجاري مع اي دولة تتعامل مع كوريا الشمالية". ومن شأن هذه العقوبات أن تطال الصين لكونها تستورد 90% من صادرات كوريا الشمالية. لكن ذلك قد تكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الأميركي أيضا، إذ إن الصين هي الشريك الاقتصادي الأول للولايات المتحدة.  


وقال الناطق باسم الخارجية الصينية: "ما هو غير مقبول اطلاقا لدينا هو اننا نبذل جهودا شاقة من جهة لتسوية سلمية للقضية (الكورية الشمالية)، ونرى من جهة اخرى مصالحنا تتعرض للخطر وتعاقب". وأكد ان "الامر يجب الا يكون كذلك، وهذا غير عادل"، مشددا على ان "الصين لا تريد ان تمس مصالحها".  


ووفقا لوكالة الانباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، قالت اجهزة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية انه الانفجار الخامس الذي تجريه كوريا الشمالية في النفق نفسه الذي يحمل الرقم 2 في موقع التجارب "بونغي-ري"، مرجحة ان يكون انهار. لكنها اشارت الى ان الشمال انجز بناء نفق ثالث، كي يتمكن من اجراء تجربة اخرى في اي وقت يختاره، متكلمة على العمل على بناء نفق رابع ايضا.  


ومع تزايد الادانات والتحذيرات الدولية، يرى خبراء أن أي عمل عسكري ضد نظام كيم جونغ أون محفوف بالمخاطر، لأنه قد يُشعل صراعا إقليميا. في المقابل، لم يأت فرض العقوبات بنتائج فعالة حتى الآن. 


وفي هذا الاطار، دعت صحيفة كورية جنوبية سيول الى حيازة قنبلة نووية. وكتبت صحيفة "دونغا ايلبو" في افتتاحية: "بينما يتم التلويح باسلحة نووية فوق رؤوسنا، لم يعد يمكننا الاعتماد على المظلة النووية والردع الاميركي".  


واكدت بيونغ يانغ التي اجرت في تموز تجربتي اطلاق صواريخ بالستية تضع، على ما يبدو، اجزاء كبيرة من الاراضي الاميركية في مرماها، ان تجربتها النووية السادسة "شكلت نجاحا تاما". وقبل ذلك بساعات، نشرت بيونغ يانغ صورا للزعيم الكوري الشمالي وهو يعاين ما وصف بانه قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الجديد الذي يمتلكه النظام الكوري الشمالي. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم