الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ميراي دارك "أيقونة السينما الفرنسية" حرمها قلبها المريض من الأمومة!

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
ميراي دارك "أيقونة السينما الفرنسية" حرمها قلبها المريض من الأمومة!
ميراي دارك "أيقونة السينما الفرنسية" حرمها قلبها المريض من الأمومة!
A+ A-

لم تمر تغطية مراسم دفن الممثلة وعارضة الأزياء ميراي دارك الجمعة الفائت من دون انتقاد غياب غير مبرر لكل من سيدة الاليزيه بريجيت ماكرون ووزيرة الثقافة فرانسواز نيسان. وقد نقلت هذه الأجواء في مجلة "غالا" المتخصصة بأخبار المشاهير، حيث خصصت قسماً من التغطية لما كتبته الصحافية المخضرمة ومقدمة البرامج فيرونيك دو فيفال وهي من أقرباء الراحلة الكبيرة وإحدى مساعداتها في بداية حياتها الفنية على صفحتها الفايسبوكية.


تساءلت دو فيفال عن غياب أي تكريم رسمي لدارك، ومما قالته: "لماذا لم تشارك بريجيت ماكرون في مراسم الدفن اليوم؟ اين وزيرة الثقافة، الا ترى نفسها معينة بتكريم دارك من خلال حضورها مراسم وداعها؟ وذكّرت ايضاً الرأي العام بأنها "ليست المرة الأولى التي تطبع فيها بريجيت ماكرون الحضور بغيابها او عدم مشاركتها بحدث مهم"، مشيرة الى انها "لم ترافق زوجها الرئيس ايمانويل ماكرون في القداس الإلهي الذي رفعه المؤمنون تكريماً للأب جاك جاميل المذبوح ظلماً على يد "داعش" في 26 تموز الماضي". وقالت: "دخل الرئيس ايمانويل ماكرون بمفرده ليشارك في القداس التكريمي للأب جاميل الذي ذبحه الجهاديون في قلب كنيسته".



امرأة حرة!

عاشت ميراي دارك، واسم عائلتها الحقيقي ايكروز، طفولة صعبة في مدينة تولون الفرنسية، مسقط رأسها. رسخت في ذهنها محاولة انتحار والدها وهي طفلة لم تتعدّ السادسة من عمرها. لم ترغب في إكمال دراستها فاختارت في الـ 15 ربيعاً أن تتعلم الرقص. وبعدما نالت جائزة لجودة أدائها في الرقص من مدينة تولون، قررت خوض تجربة من نوع آخر عبر انتقالها الى باريس في العام 1950. فقد ذكرت دارك في أحد البرامج التلفزيونية على قناة TV5 MONDE انها اختارت اسم ميراي دارك تكريماً للبطلة القومية الفرنسية جان دارك. وتحدثت عن بداياتها التمثيلية حيث كانت تؤدي أدواراً ثانوية "خجولة" في بعض المسرحيات، الى ان وجدت نفسها في عالم التلفزيون في ستينات القرن الماضي. واستعادت بالذاكرة دورها مع الممثل الفرنسي القدير والمخضرم الراحل الكبير لويس دو فونيس في فيلم بعنوان " POUIC POUIC" وصولاً الى تعاونها مع المخرج والمنتج الشهير جيلبير اوتني، والذي أثمر عن 13 عملاً مشتركاً، مع الإشارة الى ان حصادها في عالم السينما والمسرح والتلفزيون وصل الى نحو 50 عملاً فنياً.



حب كبير مع آلان دولون

وقعت دارك في حب الممثل الوسيم آلان دولون وذلك خلال مشاركته التمثيل في فيلم "جيف". استعادت بالذاكرة اللحظات الأولى للقائها مع دولون، الذي كان يعيش ضياعاً كبيراً بعد انتحار حبيبته رومي شنايدر، مشيرة الى انه "لم يكن يعرف طعم الحياة او حتى فقد كل معنى لها". لكن ما لبث ان سطع نجمها في سبعينات القرن الماضي، وذاع صيتها في أفلام سينمائية مع أشهر ممثلي فرنسا على غرار بيار ريشار ومعظم عمالقة السينما الفرنسية.

ردّد دولون مراراً: "أجزم أنني ما أحببت إمرأة بالقدر الذي أحببت فيه ميراي". فهو عاش 15 عاماً مع ميراي دارك، وهي أطول مدة أمضاها هذا الأخير مع امرأة. ينقل متابعون انه انفصل عنها لأن دولون أراد الإنجاب أنطوني، الذي اختبر عالم التمثيل ولم يُكمل مغامرته فيه، لكن ميراي لم تستطع تحقيق أمنيته.



قلبها المريض

لم تستطع دارك الانجاب من حبيبها الان دولون لأنها خضعت لعملية قلب مفتوح في العام 1980، مع الإشارة الى انها عانت منذ طفولتها من مشكلات في القلب. لذا قرر الثنائي الانفصال بسلام، علماً انها عرفت حباً آخر مع مدير مجلة " الاكسبرس" بيار باليه في العام 1989، والذي شاء القدر ان يموت بسبب قصور في الكلى.

هكذا عادت دارك الى عالم السينما، وجمعتها الصدفة بمهندس معماري هو بسكال دسبيرس في تسعينات القرن الماضي، والذي طلبها للزواج في العام 2002. منحها رئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ميدالية الشرف في العام 2006، واستعادت سعادة قلبها عبر تمثيلها الى جانب الان دولون في العام 2007. اضطررت الى الخضوع لعملية في قلبها في عامي 1980 و2013، الى ان أدخلت الى المستشفى في نهاية 2016 بسبب اصابتها بنزيف دماغي الى ان توفيت في 28 آب 2017 عن عمر يناهز 79 عاماً".




ميراي دارك، اجتمع في يوم وداعها زوجها بسكال دسبيرس والآن دولون واولاده من زواج آخر. حاول الرجلان، اللذان عشقا دارك كلاً على طريقته، ان يتماسكا خلال مراسم الدفن. بدا الحزن واضحاً على ملامح وجه المغني الفرنسي الشهير جون هوليدي وزوجته ليتسيا، فهو كان يرى صعوبة كبيرة في تقبّل رحيل هذه الفنانة المميزة، رفيقة دربه في العصر الذهبي للسينما والغناء في ستينات وسبعينات القرن الماضي.






غاب كثيرون عن دفن دارك وعلى رأسهم بريجيت بادرو ومعظم من رفاق الدرب. حضرت كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولا ساركوزي، ورئيسة بلدية باريس آن هيلداغو، ونحو2500 شخص جاؤوا، وفقاً لجريدة "لو فيغارو" من عالم الحياة العادية ليلاقوا ميراي. كان الوداع مؤثراً جداً بينها وبين الممثلة الايطالية الشهيرة كلوديا كاردينالي، التي عبّرت عن مدى حزنها لفراق دارك، مشيرة الى انها لم تكن تعرف انها مريضة لأن ميراي كانت تمتلك ارادة قوية تخفي من خلالها مرضها على أقرب المقربين منها". وشددت كاردينالي امام عدسات الكاميرا انها "تحبها كثيراً".

[email protected]





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم