الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عيد الأضحى يمتزج بالحزن على الشهداء

المصدر: "النهار"
طرابلس – رولا حميد
عيد الأضحى يمتزج بالحزن على الشهداء
عيد الأضحى يمتزج بالحزن على الشهداء
A+ A-

تكبيرات "لبيك اللهم لبيك... لا شريك لك لبيك" تصدح في شوارع وأسواق طرابلس عشية حلول عيد الأضحى المبارك تمتزج معها نداءات الباعة. فالعيد، إضافة إلى أنه مناسبة روحانية هو مناسبة للبيع والشراء، حيث رافق الأهل أولادهم إلى محالّ الثياب يبتاعون من الجديد المفرح وجابوا الأحياء والأسواق للحصول على ما يتناسب مع العيد من أصناف المأكولات والحلوى، كلّ حسب إمكاناته. 

يحلّ الأضحى حاملاً رحمته، والأمل بأيام أفضل من السلام والأمان، والناس يتوقون للهدوء وراحة البال. وفي هذا الموسم، يلاحظ نشاط متزايد عن السابق في الأسواق والأحياء الشعبية بحركة الناس الباحثين عن حاجات العيد، ولوازمه التي تتعدى الثياب الجديدة، إلى لوازم عودة الحجّاج الميمونة، وما يرافقها من واجبات وتبعات.

يفيد رئيس جمعية تجّار طرابلس فواز الحلوة لـ"النهار" بأنّ الحركة في السوق عشية العيد متزايدة، ونلاحظ وجوهاً جديدة تفد إلى السوق، ورغم تطوّرها تظلّ أقلّ من السابق حيث كانت الحركة تنطلق قبل عشرة أيام من العيد.

ويضيف: "نأمل أنّ المواسم المقبلة أفضل، لكنّ مواسم الأعياد كافة هذا العام كانت متشابهة من حيث الحركة الاقتصادية".

ومن الرحمات التي يحملها الأضحى للفقراء، ما يؤمّنه لهم من أضاحيّ لا تتوافر في مناسبات أخرى. كان اللحم أيام زمان حكراً على الأثرياء، والفقراء يشمّون رائحته في المناسبات القليلة، لكنهم كانوا على الدوام، ولا يزال كثيرون منهم، على موعد مع الأضحى، وبركات أضاحيّه ليحصلوا على اللحم مما تشتهيه أنفسهم. أما ورق العنب، فليس صعباً الحصول عليه ولا مؤنته، ويمكن أن يشكل زينة الموائد لكل الفئات، كما جرت العادة. 

لم تدخل المدينة في فارق كبير بين عيد وعيد، لكن التقدّم الزمنيّ نحو مزيد من الاستقرار والهدوء يضفي على الأجواء مزيداً من الطمأنينة وهدوء البال، لا يعكّرهما إلا الأجواء التي فرضها رحيل مجموعة من شباب لبنان من الجيش في أحداث الجرود وتطوّراتها، إلى جانب أسرى الجيش الذين لاقوا حتفهم، ما حدا بأغلب سياسيي المدينة للامتناع عن تقبل التهاني بالعيد.

ومن جهة أخرى، أضاء قطاع الشباب في "تيار المستقبل" بطرابلس شموعاً في ساحات طرابلس ورفع الأعلام اللبنانية تضامناً مع شهداء الجيش اللبناني. 


ورغم ذلك، تقول لمى بشارة، مديرة مؤسسة "تريبولي سكوير" (أبو خليل سابقاً) "إنّ الحركة جيدة، ونحن نقع في نقطة على مفترق البحصاص يلتقي فيها جمهور من كافة المناطق الشمالية، ونلاحظ حركة أنشط من السابق، تسهم فيها سهولة الوصول وقلة الازدحام، وتوافر المواقف للسيارات، ما يميز عملنا من بقية الأسواق بنسبة معيّنة، وبسبب ما يقدّمه من تسهيلات أصبح مركزنا متنفّساً للمواطنين".  

وقارنت بشارة بين القدرة الشرائية شمالاً وبيروت، فلاحظت الفارق الكبير بين الاثنتين، ومع ذلك فـ"الحركة متنامية، وفي كافة الأعياد التي مرّت علينا لاحظنا نشاطاً أفضل من السابق، وهذا يدلّ على تعطّش الناس لحياة طبيعية، فالناس يحبّون الحياة"، كما قالت.

وتزدحم شوارع المدينة بالسيارات بصورة متزايدة نهاراً وليلاً منذ مطلع الأسبوع، ويصبح السير صعباً أواسط النهار، وحتى الليل.

ويعتقد الحلوة أنّ من المؤثرات على حركة السوق الاقتصادية "حلول العيد قبل بدء العام الدراسي، وموسم فصل الشتاء، والأقساط، والثياب الشتوية، لذلك يحتفظ الناس بما يتوفر لهم من مال، وهو بطبيعة الحال شحيح بل شديد الشحّ، ويوفّرونه لحاجات المدارس، ومتطلّبات مواسم البرد المقبلة".

دور السينما على موعد مع العيد حيث يقصدها الناس بكثافة أكثر من المعتاد، ويلاحظ مراقبو "سينما بلانيت" في مركز "السيتي كومبلكس"، أهمّ مركز تجاريّ في المدينة، أنّ الحركة بدأت تتزايد مع اقتراب العيد، آملين المزيد في الأيام المقبلة. وكذلك محالّ مبيع الحلويات الطرابلسية الشهيرة التي اكتظّت بالزبائن في كافّة ماركات الحلويات المعروفة، كـ"قصر الحلو" والحلاب بفروعه المختلفة، والثوم الشهير بحلاوة الجبنة، ومحالّ القناعة في باب التبانة الشهيرة بالمعمول المحشوّ بالجوز والفستق الحلبي بكثافة..

الأسواق الداخليّة

وتبقى الأسواق الداخلية بين نار الازدحام السكانيّ، والحركة الزائدة في الطرق الضيّقة والمبيعات الخجولة، فالمال قليل بين أيدي الناس. ويتحدث نبيل ميقاتي، موظف مخضرم في المحاكم الشرعية أنه "مهما قيل وتزايدت الحركة فهي قليلة، ولا يمكن أن تكون غير ذلك، لأنّ الناس فقراء بصورة عامّة، والكل يتحدّثون عن قلة المال بين أيديهم".

وقد لاقت الجولة التفقّدية التي قام بها رئيس غرفة التجارة والصناعة توفيق دبوسي، عشية العيد، لحركة الأسواق التجارية في طرابلس التاريخية والتراثية بصحبة قادة أجهزة المؤسسة العسكرية في الشمال استحساناً لدى أصحاب المؤسسات التجارية بحيث "أضفت جوّاً من الحيوية وأوحت بالاطمئنان إلى أنّ قبضة القوى الأمنية لا سيما العسكرية منها تمسك تماماً بالوضع الأمني من كلّ جوانبه، وهي في جاهزية دائمة لنزع فتيل أيّ تشنّج اجتماعي قبيل الأعياد وفي أي ظرف أو مناسبة".

وقال دبوسي: "بحكم مسؤوليتنا المباشرة الدفاع عن المصالح العليا للقطاع الخاص معنيون بإضفاء الحيوية على القطاع التجاري عصب الحياة الاقتصادية، لأننا نريد ألا تضيع على هذا القطاع فرصة النموّ والازدهار ونعوّل بإصرار دائم على توفير المناخات المساعدة على تحقيق الانتعاش الأكبر الذي يتطلّع إلى تحقيقه الجسم التجاري بكلّ مكوّناته من تجّار ومؤسسات تجارية". معتبراً "أنّ الجولة أظهرت التلاحم العضويّ بين غرفة طرابلس ولبنان الشماليّ وهذه المؤسسة الواقية من كافة أنواع المخاطر والعين الساهرة على حماية الوطن، التي نوجه إليها تحيّة تقدير وإكبار ولكافة قيادييها وضبّاطها وأفرادها على مجمل التضحيات التي يقدّمونها من أجلنا ومن أجل الوطن ومن أجل الإنسان وكرامته وحرّيته".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم