التقرير الأسبوعي لبنك "عوده": إقبال على السندات بالليرة وبيوعات محلية للأوروبوند عقب عمليات المركزي

وسط أجواء التحرير للجرود الشرقية ومأساة العثور على رفات الجنود المخطوفين، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوعبيوعات محلية في سوق سندات الأوروبوند والذي تلازم مع إقبال على الشراء في السوق الثانوية لسندات الخزينة بالليرة على أثر العمليات التي أطلقها مصرف لبنانمؤخراً، بينما سجلت سوق الأسهم ارتفاعاً طفيفاً في الأسعار، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، سجلت سوق سندات الأوروبوند بيوعات محلية بهدف تأمين سيولة كافية بالعملات الأجنبية لتوظيفها في حسابات لأجل لدى مصرف لبنان في إطار العمليات التي أطلقها المركزي مؤخراً فيما أبدى المتعاملون الأجانب إقبالاً جيداً، مما أبقى الأسعار مستقرة بالمقارنة مع إقفال الأسبوع السابق. في موازاة ذلك، ظل هامش مقايضة المخاطر الائتمانية مستقراً على 410-430 نقطة أساس. وعلى صعيد سوق سندات الخزينة، شهدت السوق الثانوية إقبالاً على الشراء استجابةً لمتطلبات العمليات التي أطلقها مصرف لبنان مؤخراً والتي قضت بتوظيف التسهيلات بالليرة الممنوحة من قبل مصرف لبنان في سوق سندات الخزينة بموازاة إيداعات بالعملات لدى المركزي. وفي ما يتعلق بسوق الأسهم، انخفضت أحجام التداول في بورصة بيروت بنسبة 36% أسبوعياً لتبلغ زهاء 11 مليون دولار، وسجل مؤشر الأسعار ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1%. يجدر الذكر أن معدل دوران الأسهم، المحتسب على أساس قيمة التداول على أساس سنوي إلى الرسملة السوقية، بلغ 6.1% في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2017 وهو أحد أدنى المستويات في الأسواق الناشئة، مما يقف شاهداً على ضعف السيولة وتراجع النشاط داخل بورصة بيروت. 

الأسواق

في سوق النقد:تراوحمعدلالفائدة من يوم إلى يومبين 3.75% و4.0%وسط استمرار توافر السيولة بالليرة. من ناحية أخرى، سجلتالودائع المصرفية المقيمة خلال الأسبوع المنتهي في 17 آب 2017 ارتفاعاً قيمته 290 مليار ليرة نتيجة نمو الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 226 مليار ليرة (أي ما يعادل 150 مليون دولار) وزيادة الودائع بالليرة بقيمة 64 مليار ليرة وسط ارتفاعفي الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 103 مليار ليرة وتراجع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 39 مليار ليرة. وفي سياق ارتفاع محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 305 مليار ليرة وتراجع حجم النقد المتداول بقيمة 17 مليار ليرة خلال الأسبوع المذكور، اتسعت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) بقيمة 579 مليار ليرة بالمقارنة مع متوسط اتساع أسبوعي بقيمة 276 مليار ليرة منذ بداية العام 2017.

وعلى المستوى التراكمي،زادت الودائع المصرفية المقيمة بقيمة 8922 مليار ليرة منذ بداية العام 2017، مدعومة بشكل أساسي بزيادة الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 8190 مليار ليرة (أي ما يعادل 5433 مليون دولار) إلى جانب ارتفاع الودائع بالليرة بقيمة 732 مليار ليرة. في هذا السياق، اتسعت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) بقيمة 9405 مليار ليرة منذ بداية العام الجاري وسط ارتفاع في محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 371 مليار ليرة وزيادة في حجم النقد المتداول بقيمة 113 مليار ليرة خلال الأسبوع المذكور.

في سوق سندات الخزينة: شهدت السوق الثانوية لسندات الخزينةإقبالاً على الشراء هذا الأسبوع ولا سيما في سياق العمليات التي أطلقها مصرف لبنان والتي اشترطت توظيف التسهيلات الممنوحة بالليرة من قبل المركزي في السوق الأولية أو الثانوية لسندات الخزينة. في هذا السياق، جرى تداول الأوراق من فئة العشر سنوات 110 نقطة أساس دون منحنى المردود. وعلى صعيد السوق الأولية، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 24 آب 2017 فائضاً بقيمة 84 مليار ليرة نتيجة اكتتابات بقيمة 321 مليار ليرة توزعت كالتالي:101 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر و90 مليار ليرة في فئة السنةو130 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات، بينما بلغت الاستحقاقات زهاء 237 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي بقيمة 84 مليار ليرة. إلى ذلك، أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 31 آب 2017 أن مصرف لبنان لا يزال يسمح للمصارف الاكتتاب بنسب ضئيلة من طروحاتها في الفئات الطويلة الأجل في إطار سياسته الرامية لتشجيع التسليف بالليرة. في التفاصيل، سمح المصرف المركزي للمصارف الاكتتاب بنسبة 10.11% من طروحاتها في فئة العشر سنوات (بمردود 7.46%) وبكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.99%) وفي فئة السنتين (بمردود 5.84%).

في سوق القطع:شهدت سوق القطع بعض التحويلات لصالح الليرة بغاية سداد رواتب الموظفين في نهاية شهر آب 2017، فيما استمر الطلب التجاري على الدولار. في هذا السياق، ظلت المصارف التجارية تتداول العملة الخضراء فيما بينها بسعر راوح بين 1514 ل.ل.و1514.10 ل.ل.، دون تغير بالمقارنة مع الأسبوع السابق، بينما بقي مصرف لبنان خارج السوق.

في سوق الأسهم:بلغت قيمة التداول الاسمية للأسهم زهاء 11.1 مليون دولار خلال هذا الأسبوع الذي اقتصر على أربعة أيام عمل بالمقارنة مع 17.1 مليون دولار في الأسبوع السابق، حيث نالت أسهم "سوليدير" 64.7% من النشاط، تلتها الأسهم المصرفية بنسبة 32.9% فالأسهم الصناعية بنسبة 2.4%. ويقارن حجم النشاط هذا الأسبوع مع متوسط أسبوعي بقيمة 12.4 مليون دولار منذ بداية العام 2017.وعلى صعيد الأسعار، ارتفع قليلاً مؤشر الأسعار بنسبة 0.1% ليقفل على 100.67. في التفاصيل،ارتفعت أسعار 6 أسهم من أصل 16 سهماً متداولاً، بينما تراجعت أسعار 7 أسهم وظلت أسعار 3 أسهم مستقرة.وكانت أسهم "هولسيم لبنان" الرابح الأكبر لهذا الأسبوع بارتفاع في أسعارها نسبتها 10.1% إلى 13.50 دولار، بينما كانت أسهم "بنك بيمو العادية" الخاسر الأكبر بتراجع في أسعارها نسبتها 5.5% إلى 1.55 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند:شهدت سوق سندات الأوروبوند هذا الأسبوعبيوعات محلية أعقبتالعمليات التي أطلقها مصرف لبنان والتي قدّم من خلالهاتسهيلات بالليرة للمصارف لقاء إيداعاتبالعملات الأجنبية في حسابات طويلة لأجل لديه، شرطاستعمالهذه التسهيلات في شراء سندات الخزينة بالليرة في السوق الأولية أو الثانوية. في هذا السياق، قام بعض المتعاملين المحليين ببيع أوراقهم بمختلفالاستحقاقات بغية تأمين سيولة كافية بالعملات الأجنبية للاستقادة من عمليات مصرف لبنان، بينما أقبل المتعاملون الأجانب على شراء الأوراق التي تستحق في تشرين الأول 2022 وكانون الثاني 2023 ونيسان 2024، ما انعكس استقراراً في متوسط المردود المثقل على 5.86% بينما اتسع متوسط Bid Z-spread المثقل بمقدار 9 نقاط أساس إلى 442 نقطة أساس وسط تراجع في المردود الأجنبي. وفي ما يخص تكلفة تأمين الدين، ظل هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات من مستقراً على 410-430 نقطة أساس هذا الأسبوع.