غوتيريس يحلم بدولة فلسطينية ونتنياهو يتهمه بـ"العمى" حيال "حزب الله"

 استقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بانتقادات لاذعة للمنظمة الدولية، وما اعتبره انحيازاً منها ضد اسرائيل، متهماً اياها بالاخفاق في منع تهريب السلاح الى "حزب الله".  

واستهل نتنياهو اجتماعه مع ضيفه الذي يزور المنطقة، باتهام ايران بتحويل سوريا "حصناً عسكرياً في إطار هدفها المعلن محو إسرائيل"، مشيراً الى "أنها تبني أيضاً مواقع لإنتاج صواريخ موجهة بدقة في كل من سوريا ولبنان لتحقيق هذا الهدف. هذا أمر لا يمكن أن تقبله إسرائيل. هذا أمر يجب ألا تقبله الأمم المتحدة". وحاول الضغط عليه في مسألة مهمة القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل"، وما وصفه بـ"العمى" ازاء تسلح "حزب الله".

وتزايدت مخاوف اسرائيل من نفوذ طهران المتنامي في المنطقة خلال الصراع السوري الدائر منذ أكثر من ست سنوات سواء عبر "الحرس الثوري" الإيراني أو جماعات شيعية، وخصوصاً "حزب الله" .

ويوم الأربعاء، أبدى نتنياهو خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد إسرائيل للتحرك وحدها لمنع أي تمدد للوجود العسكري الإيراني في سوريا.

الى ذلك، ندد نتنياهو بما وصفه بـ"الهوس السخيف" في هيئات الامم المتحدة ضد اسرائيل، وبـ "الممارسات التي تنطوي على تمييز واضح" ضد الدولة العبرية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الأونيسكو" وكذلك مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان، قالوا أن اسرائيل هي "ديموقراطية قوية".

لكن الامين العام دافع عن المنظمة الدولية، مع ابرازه حق اسرائيل في الوجود، واعرابه عن صدمته من اعمال العنف الاخيرة العنصرية الطابع في الولايات المتحدة.

 وقال خلال زيارة قام بها لنصب "ياد فاشيم" في القدس لذكرى ضحايا المحرقة النازية، ان معاداة السامية "لا تزال على قيد الحياة وناشطة".وتعهد مكافحة بكل اشكالها، مجدداً التزامه هذا عند تعرضه لانتقادات من كل من الرئيس الاسرائيلي رئوفين ريفلين ونتنياهو. الى ذلك، دافع عن "حياد" الامم المتحدة.

 الى ذلك، شدد غوتيريس الذي تولى منصبه في كانون الثاني الماضي على ضرورة اقامة دولة فلسطينية على رغم "العراقيل.

وقال خلال لقائه نتنياهو: "أحلم بأن تكون لدي الفرصة لرؤية دولتين في الارض المقدسة تعيشان معاً في اعتراف متبادل وأيضاً في سلام وأمن". لكنه شدد أيضاً بوجوب التنديد بما وصفه بـ"الارهاب والعنف والتحريض على الكراهية" في اشارة الى الفلسطينيين.

وتأتي زيارة المسؤول الدولي لاسرائيل والمناطق الفلسطينية، وقت يفترض أن يصوت مجلس الامن على تمديد مهمة "اليونيفيل" الاربعاء مبدئيا لسنة أخرى.

 وكان غوتيريس التقى صباح أمس الرئيس الاسرائيلي، على أن يتوجه الى رام الله اليوم للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، والى غزة الاربعاء.

ويزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس تركيا حالياً ولن يقابل غوتيريس في زيارته.

وبعد وصوله مساء الاحد، التقى الأمين العام مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترامب لعملية السلام جايسون غرينبلات.

وكان غرينبلات قدم الاسبوع الماضي مع وفد أميركي يضم صهر ترامب جاريد كوشنير وأجرى محادثات مع كل من نتنياهو وعباس. وبقي غرينبلات لاجراء مزيد من المحادثات.

وتسعى ادارة ترامب الى إحياء مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين.

ويشكك كثيرون في امكان معاودة محادثات جدية بين الجانبين، وقت تحكم اسرائيل حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخها، تضم مؤيدين للاستيطان دعوا علناً الى إلغاء فكرة اقامة دولة فلسطينية، بينما لا يحظى الرئيس الفلسطيني (82 سنة) بشعبية لدى الفلسطينيين.

ومن المتوقع ان يسعى غوتيريس الى دفع الجانبين لاتخاذ خطوات حفاظاً على حل الدولتين الذي يبدو مهددا.