الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

السماء

المطران كيرلس بسترس
المطران كيرلس بسترس
Bookmark
السماء
السماء
A+ A-
اللغة وسيلة يلجأ إليها الإنسان للتعبير عن أفكاره. وتختلف اللغة باختلاف الميادين التي يتكلّم فيها الإنسان. فهناك اللغة العلميّة التي تستخدمها مختلف العلوم. وهناك اللغة الفلسفيّة المجرّدة، وهنالك لغة المؤرّخين وعلماء الاجتماع. كلّ تلك اللغات تحاول أن تصف الإنسان والعالم وصفًا موضوعيًّا. ولكن هناك اختبار يتخطّى الإنسان والعالم، وتنشأ من خلاله علاقة بين الإنسان والله. وللتعبير عن هذا الاختبار وهذه العلاقة، يستعمل الإنسان لغة خاصّة هي اللغة الدينيّة التي تختلف اختلافًا تامًّا عن باقي اللغات، وإن استخدمت الألفاظ عينها التي تستخدمها تلك اللغات.فكلمة سماء، في اللغة العلميّة، تعني الفضاء الواسع الذي تجري فيه الكواكب، وما يُشاهَد فوق الأرض كقبّة زرقاء. أمّا في اللغة الدينيّة فتعني مسكنَ الله الذي لا يحدّه مكان. لذلك عندما يرفع المؤمن عينيه "إلى السماء"، فإنّما يرفعهما إلى الله. ذلك بأنّ السماء، بسعتها ونورها وتناسقها البديع، مثلما يتراءى للنظر، تنسجم مع ما يتصوّره المؤمن عن عظمة الله وسموّه. كما ينسجم ما يحويه الكون من سرّ لا يُسبَر غوره مع سرّ الله الذي لا يمكن أن يدركه أيّ عقل بشريّ. وهذا الانطباع الدينيّ الذي تتركه السماء تلقائيًّا في النفس يفسّر صيغة الجمع المستعملة في الكتاب المقدّس الذي كثيرًا ما يتكلّم على "السماوات"، بحيث أصبحت لفظة "السماوات" مرادفًا للفظة "الله". فعندما يتكلّم الكتاب المقدّس على "ملكوت السماوات"، فهو يعني "ملكوت الله".إنّ مسكن الله...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم