جورج روميرو عاش ومات بعيداً من هوليوود

"عندما تضيق الجحيم بالأموات، يخرجون إلى الأرض"، هذا هو الشعار الذي رافق إطلاق "زومبي" لجورج أ. روميرو الذي رحل هذا الصيف عن 77 عاماً. هذا الفيلم كرّسه "ملك الظلمات" في الثمانينات من القرن الفائت. وقبل أن يدخل المشاهدون صالات السينما يتم تحذيرهم: سترتعد فرائصكم خوفاً! تمكّن روميرو من خوض تجربة ستسكن اذهان السينيفيليين مدة طويلة وخصوصاً مع "ليلة الأحياء الأموات"، فصدم أميركا في تلك المرحلة. يومذاك، انتقدته صحف كثيرة، داعية الى منعه بسبب مشاهد أكل لحوم البشر. لكن ذلك الهجوم كله، ضاعف أهمية الشريط وشهرته.هذه التحفة الكلاسيكية هزّت أميركا الطهرانية، الخارجة للتوّ من إحباط فيتنام. بموازنة ضئيلة جداً، استطاع روميرو تأكيد حضوره كمعلّم في فنّ بثّ الرعب والقضاء على المثاليات الأميركية، من خلال استعارة وحشية للمجتمع الغربي، حيث المرء يرى قريبه وحشاً ينبغي أن يخافه. تأويلات وتفسيرات لا تُحصى، حظي بها هذا الفيلم، منها القول إنّه يجسّد الخوف من السوفيات أو نهاية الأممية. في مقابلة مع روميرو، قال: "لم أقصد أياً من هذا كله عندما أنجزتُ الفيلم. الموضوع الأساسي بالنسبة إليّ كان كيف نفتقد الصلة بعضنا مع بعض عندما نواجه محنة أكبر من قدرتنا على استيعابها. انعدام التواصل، عدم القدرة على التكاتف، كلّ هذه الموضوعات تصبح دموية إذا دفعتها الى حدّها الأقصى كما هو حاصل اليوم".نشأ روميرو في عائلة "متعددة العقائد وغير ميسورة"، وهو من أصول...