الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ماذا أحب اللبنانيون في بشير الجميل الرئيس وماذا عارضوا؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
ماذا أحب اللبنانيون في بشير الجميل الرئيس وماذا عارضوا؟
ماذا أحب اللبنانيون في بشير الجميل الرئيس وماذا عارضوا؟
A+ A-
بعد بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب وشارل حلو وسليمان فرنجية والياس سركيس... ماذا أحب اللبنانيون وماذا كرهوا في بشير الجميل؟ أحب اللبنانيون في الشيخ بشير الذي انتخب رئيسا ولم يتسن له ان يتسلم مقاليد السلطة، "شبابه" وصدقه في التعبير عن مواقفه وقدرته على كسر حاجز الخوف منه عند بعض الفئات في وقت قصير، و"هيبته" التي احدثت "اصلاحا اداريا" في اقل من عشرين يوما. وكره اللبنانيون في الرئيس المنتخب ماضيه الدموي من اهدن الى الصفرا وعلاقته باسرائيل وتوحيده الصف المسيحي بقوة السلاح واثارته للمخاوف عند فئات من المسلمين بعدما وصل عبر الحراب الاسرائيلية. هذا ما قيل عن الرئيس الشيخ بشير الجميل في شهادات لشخصيات عدة في ما يأتي نصها:الوزير والنائب السابق البر منصور: "ان انقساما كبيرا ظهر في الموقف من بشير الجميل، على المستوى الاسلامي - المسيحي اولا وبين المسيحيين ايضا. فطريقة تعاطيه التي قامت على العسكريتاريا ادت الى رعب تحول في مرحلة لاحقة جوا من التعلق "الشعبوي" بشخصيته، وبدا لفترة انه رئيس شعبي لاسباب عدة منها:  انتصاره في مرحلة من المراحل، وخصوصا انه خاض حربا رابحة للتحالف الذي انتمى اليه.  جاء هذا النصر على الفلسطينيين وعلى جزء من السوريين، على الاقل في المناطق المسيحية وفي الجبل ليدغدغ بمشروعه السياسي عواطفهم.  ذاع صيته الحازم والراغب في الاصلاح مما ادى الى حال من الرهبة في الاوساط الادارية.  أحسن استخدام جهازين مهمين عسكري - اداري واعلامي وشكل فريق عمل برع في تسويق افكاره وصورته.  لا أدري الى اي مدى لعبت شخصيته دورا، فانا لم أكن اعرفه عن كثب، انما عكست شخصيته الاعلامية تعلقا شعبيا به. ـ "في المقابل ان قسما من المسيحيين ابتعد عنه نتيجة ما شهده تاريخه من مجازر في الشمال ضد آل فرنجيه وفي حربه على "الاحرار". مما ادى الى احقاد وكراهية ما زالت قائمة حتى الآن. لقد ظهر في خضم ذلك "سيلان شعبي" عاطفي حول شخصه، لان مواقفه وافكاره جاءت في مجرى العاطفة الشعبية. وأقول عاطفة وليس عقلا او منطقا اواستراتيجيا لانها كانت محكومة بأوهام ضاعت معها المقاييس وبلغ فيها الترابط الاجتماعي حده الادنى، فالمثقف يتصرف كسائق الاجرة، يستخدمان المنطق عينه والاسلوب ذاته. ميشال عون اكتسب شعبية على طريقة بشير لكن الفرق شاسع بينهما، فبشير وضع مشروعا سياسيا واضحا وشكل له فريق عمل، كان يناقش ويحاور ويستشير على رغم كل مظاهر عسكريتاريته وتغاض عن الاحقاد، وسعى بعد انتخابه الى جمع اللبنانيين حوله بمن فيهم خصومه، وكاد ان ينجح في ذلك". ـ "اسلاميا وقف قسم كبير من المسلمين ضد بشير لانهم شعروا بقهر نتيجة استمرار الهيمنة المسيحية واستنكروا التحالف بين السياسة المسيحية والكيان الصهيوني، فأنتجت العصبية المسيحية عصبيات مماثلة. ان شعور الهزيمة الذي ولد عند المسلمين والذي قابله احساس بالنصر عند المسيحيين مع انتخاب بشير الجميل قضى على كل ما هو وطني. لكن خلافه مع مناحيم بيغن في نهاريا اعطى المسلمين أملا في امكان ازالة الخطر الاكبر المتمثل في اسرائيل، وعزز هذا الشعور منهجه في التعاطي مع التيارات الاسلامية التي حاول كسبها عن طريق الحوار الجدي معها، وهو ما ادى الى عطف اسلامي تجاهه. مشروعان داخليان وطنيان صفيا، مشروع الحركة الوطنية ومشروع بشير الجميل ولم يقتل رمزاهما مصادفة، كمال جنبلاط وبشير. ففي الوقت الذي ظهر التفاف شعبوي - عاطفي كبير حول بشير، افتقد الشخص العقلاني، الديموقراطي الذي يفكر استراتيجياً وهو كمال جنبلاط. مشروع بشير الجميل كان يقوم على انشاء دولة دينية في لبنان او على امكان حصول هيمنة دينية، ونهجه الشعبوي عطل العقل واثارت عسكريتاريته المخاوف وكانت مبالغته في الادعاء بالطهارة والنظافة السياسية محاولة لضرب الديموقراطية والوصول الى الديكتاتورية". الوزير والنائب السابق عثمان الدنا: ـ "للاجابة عن السؤال يجب ان نعود الى الاجواء التي عاشها الشيخ بشير ايام طفولته، والبيت السياسي الذي ترعرع فيه ودراساته وبدء عمله السياسي. آل الجميل من العائلات المارونية الكريمة التي عملت في الصحافة وفي الحقل السياسي العام في لبنان. انشأ والده حزب الكتائب في الثلاثينات ودخل الندوة النيابية وتولى شؤون وزارات عدة في العهد الشهابي وما بعده، وعرف بمواقفه الاستقلالية وخصوصا عام 1943. كل ذلك، اثر من دون شك على ابنيه: أمين وبشير. وعندما اندلعت الحرب عام 1975، كان بشير قد أنهى دراسته الجامعية ويتولى والكابتن (وليم) حاوي التنظيم الشبابي التابع للكتائب الذي تحول في ما بعد حزبا يقاتل تحت تسمية "القوات اللبنانية" برئاسة بشير. لا اناقش طبعا الراية التي حمل من اجلها الكتائبيون او "القواتيون" السلاح، فلكل اهدافه وتطلعاته ورأيه في العمل السياسي، انما ابادر الى القول انني من الذين يعملون في الحقل السياسي بتفكير ديموقراطي سياسي حر، بعيدا من اعتماد العنف، مهما كانت اسبابه ومبرراته لتحقيق هدف سياسي معين. والتغيير مهما كانت مبرراته يجب الا يقود الى العنف. لذلك، ما يؤخذ على بشير والميليشيات والقوى المسلّحة، اعتمادهم العنف لتحقيق اغراضهم السياسية، ونحن اليوم نعيش نتيجة هذا التفكير الدموي. الحرب وسيلة سيئة، انما يمكن ان تؤدي الى سلم او تفرز رجالا ذوي اهداف وطنية ونبيلة. من حسنات بشير انه كان جريئا في قول الحق، صريحا في التعبير عن رأيه، صاحب اخلاقية سياسية، وفيا لاهدافه ومبادئه الوطنية، خصوصا اذا التقيت معه حول هذه الاهداف والمبادئ (...) فقد كنت واحدا، من بين ثلاثة من المسلمين السنّة (سليمان العلي، طلال المرعبي وانا) الذين عانوا ما عانوه من جراء انتخاب الشيخ بشير. فالذين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم