الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إيران "فاجأت" تركيا بتعاون ضد الأكراد

إيران "فاجأت" تركيا بتعاون ضد الأكراد
إيران "فاجأت" تركيا بتعاون ضد الأكراد
A+ A-


كشف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، أن عملية مشتركة مع ايران ضد المقاتلين الاكراد "مطروحة على الدوام" بعد أسبوع من زيارة رئيس الاركان الايراني الجنرال محمد حسين باقري لانقرة حيث أجرى محادثات نادرة. 

وخاضت تركيا معارك استمرت عقوداً ضد "حزب العمال الكردستاني" المحظور، فيما حاربت قوى الأمن الايرانية جناحه لديها المعروف بـ"حزب الحياة الحرة الكردستاني". ولكلتا المجموعتين قواعد خلفية في العراق.

وصرح اردوغان للصحافيين قبل مغادرته اسطنبول متوجهاً إلى الأردن: "ان عملية مشتركة مع ايران ضد هذه المنظمات الارهابية التي تشكل تهديداً، مطروحة على الدوام". وأدلى بتصريحه بعد زيارة قام بها باقري لتركيا الأسبوع الماضي حيث ناقش الطرفان سبل التعاون ضد المسلحين الأكراد.

وخلال الزيارة، قدمت ايران "اقتراحاً مفاجئاً" الى أنقرة لبدء تعاون مشترك ضد المسلحين الأكراد في منطقتي قنديل وسنجار في شمال العراق، استناداً الى تقرير نشرته صحيفة "توركيي" التركية على صفحتها الأولى الاثنين.

وأوضحت أن الاقتراح شكل مفاجأة لأنقرة لأن المسؤولين الأتراك يشتكون منذ زمن بعيد من أن طهران تركت تركيا تحارب بمفردها كوادر "حزب العمال الكردستاني" وبنيته المالية ونشاطاته السياسية.

وأكد اردوغان أن قادة جيشي البلدين ناقشوا سبل العمل ضد المسلحين الأكراد. وقال: "سيستمر العمل اذ انكم تعرفون أن لحزب العمال الكردستاني الإرهابي موطئ قدم في ايران".

وأضاف: "إنهم دائما يتسببون بالأذى لنا ولايران. نحن نعمل لأننا نعتقد أنه اذا تعاون البلدان فسنتوصل إلى نتيجة في وقت أسرع". وأمل أن نحقق نجاحا في هذا المجال"، من غير أن يفصح عن موعد العملية أو حجمها.

وتصنف تركيا، شأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، "حزب العمال الكردستاني" على أنه تنظيم إرهابي. واشتكت أنقرة مراراً من تجاهل ايران دعوتها اياها للانضمام إلى الحملة على المقاتلين الأكراد. ولطالما شهدت العلاقات بين تركيا - الدولة العلمانية التي يشكل المسلمون السنة غالبية سكانها - والجمهورية الإسلامية الايرانية التي يهيمن عليها الشيعة، توترات خلال السنوات الأخيرة.

وتتخذ كل من تركيا وايران موقفين متضادين من النزاع السوري، فقد دعا اردوغان مرارا إلى اطاحة الرئيس بشار الأسد من أجل انهاء الحرب، في حين تقف طهران، إلى موسكو، الى جانب الرئيس السوري.

وكان اردوغان انتقد أحيانا تنامي "النزعة القومية الفارسية" في المنطقة وخصوصاً في ما يتعلق بنفوذ الميليشيات الشيعية في العراق. ونتيجة لذلك، اعتبرت زيارة باقري التي التقى خلالها رئيس الاركان التركي الجنرال خلوصي أكار منعطفاً على صعيد العلاقات الثنائية.

وأمس، أعلن باقري أنه تم الاتفاق خلال الزيارة على أن تعزز تركيا انتشارها على حدودها مع ايران. وقال: "إن تحركات تركيا وايران يكمل بعضها بعضاً. لقد توصلنا إلى اتفاقات جيدة لمنع مرور الإرهابيين على جانبي الحدود". وأشار مسؤولون هذا الشهر إلى أن تركيا بدأت فعلاً بناء "جدار أمني" على امتداد جزء من حدودها مع ايران، على غرار حاجز مشابه على الحدود السورية.

وقال إن الجانبين اتفقا على رفض الاستفتاء على الاستقلال الذي يعتزم إقليم كردستان العراق اجراءه في 25 أيلول. واعتبر أن تغييرات جغرافية كهذه من شأنها أن "تثير التوترات والاشتباكات في العراق والتي ستمتد" إلى خارج حدود البلاد. ويعيش معظم الأكراد الذين ينظر إليهم على أنهم أكبر مجموعة عرقية في العالم من دون دولة مستقلة بين ايران والعراق وسوريا وتركيا. إلا أنهم لم يحصلوا على منطقة حكم ذاتي معترف بها إلّا في العراق.

وخاض الجيش التركي حملة بلا هوادة خلال الأشهر الأخيرة على "حزب العمال الكردستاني"، وشن عدداً كبيراً من الغارات الجوية على قواعده في شمال العراق.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم