السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ترامب يستأنف الحرب الاهلية الاميركية

المصدر: "النهار"
هشام ملحم
هشام ملحم
Bookmark
ترامب يستأنف الحرب الاهلية الاميركية
ترامب يستأنف الحرب الاهلية الاميركية
A+ A-
  أظهرت التظاهرات العنيفة التي نظمتها جماعات عنصرية في مدينة تشارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا، وتردد الرئيس دونالد #ترامب في إدانة هذه التنظيمات بالاسم وبشكل واضح ولا لبس فيه، على الرغم من الاستياء العميق من مواقفه والضغوط التي فرضت عليه حتى من قيادات في الحزب الجمهوري، أظهرت مدى عمق وخطورة الاستقطابات السياسية والثقافية في البلاد، وهي من بين العوامل التي أدت الى انتخابه في تشرين الثاني الماضي بعد معركة انتخابية اتسمت بشراسة وعدائية غير مسبوقتين. جاءت احداث #تشارلوتسفيل، التي شهدت هجوماً بسيارة قام به شاب لا يتعدى العشرين من عمره يدعى جيمس فيلدز وينتمي الى جماعة نازية ونتج منه مقتل هيذير هاير البالغة من العمر 32 سنة، وجرح 19 متظاهراً جاؤوا للتظاهر ضد الجماعات العنصرية، في سياق حوادث وتظاهرات شهدتها مدن في الولايات الجنوبية بين جماعات تريد التخلص من تماثيل ونصب للقادة السياسيين والعسكريين الذين شاركوا في الحرب الاهلية كممثلين عن كونفدرالية الولايات الجنوبية التي رفضت عتق العبيد، والتي اقيمت في الساحات العامة وامام الابنية الرسمية، بعد الحرب، والجماعات والفئات التي تريد الحفاظ عليها لانها جزء من تاريخ وتراث هذه الولايات. التنظيمات والجماعات التي تظاهرت في تشارلوتسفيل، المدينة الصغيرة نسبياً والجميلة والتي توجد فيها جامعة فيرجينيا التي تعتبر من الجامعات الاميركية العريقة والتي اسسها الرئيس الاميركي الثالث توماس جيفرسون في 1819، ومن بينها جماعات النازيين الجدد، وما يسمى القوميون البيض، وفروع تنظيم كوكلاكس كلان، وهو اقدم تنظيم عنصري معاد للسود واليهود والكاثوليك والذي أسس في 1866 عقب انتهاء الحرب الاهلية، كل هذه التنظيمات صوتت وبحماس لدونالد ترامب. وفي مهرجاناته الانتخابية ومناظراته وتصريحاته كان ترامب يحمس ويشجع هذه التنظيمات ويعكس مخاوفها وغضبها ومطالبها بدرجات متفاوتة من الوضوح. وتحمست جماهير هذه الفئات لمواقف ترامب العدائية ضد المهاجرين والمكسيكيين والمسلمين وانتقاداته للتنظيمات التي تدافع عن حقوق الاميركيين من اصل افريقي، ولاعتماده على مساعدين بارزين لهم مواقف قومية وثقافية ودينية (مسيحية) وانعزالية تسعى ضمنا الى صيانة نفوذ البيض في البلاد. ورأت هذه الجماعات ان ترامب، الذي رفض حتى السنة الماضية الاعتراف بشرعية الرئيس باراك اوباما، حيث كان يدعي ان اوباما مولود في كينيا، وتالياً لا يحق له رئاسة البلاد، يمثل رفضها لاوباما وما مثلته رئاسته وشخصيته وسياساته. ومن هذا المنظور، صوتت هذه الجماعات لترامب لاكثر من سبب، من بينها رفض تركة اوباما السياسية كما مثلتها وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.                                   شرارة تشارلوتسفيل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم