السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ماجدة الرومي ارتجفت وحلَّقت: في بيت الدين نثرت ملائكتها النشوة

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
ماجدة الرومي ارتجفت وحلَّقت: في بيت الدين نثرت ملائكتها النشوة
ماجدة الرومي ارتجفت وحلَّقت: في بيت الدين نثرت ملائكتها النشوة
A+ A-

أرادتها "ليلة فرح"، وقلبها يخفق، لا تدري السبيل إلى ترويض الخفقان. ترتجف، وبصوتٍ يُصلّي، تتحدّث عن معاناة الوقوف على المسرح رغم النضوج. بعباءة زرقاء كسماء القرى الصيفية، مُذهّبة كأسوارة العروس، تطلّ #ماجدة_الرومي في #مهرجانات_بيت_الدين، مغنية الحبيب والوطن والخيبة. "ليست المواجهة مسألة سهلة. ولا أن يفرح المرء ويُفرِح. بل نعمة من الله"، قالت، ناثرة ملائكتها في الهواء الرقيق، حيث الأضواء تغمر الليل، كما يغمر عاشقٌ حضن معشوقه، مُجسَّداً أمامه أم حاضراً كطيف، كعطر، كومضة. 

غنّت ساعتين، ولم يكفّ القلب عن إعلان الاضطراب، "ولو بتشوفوا كيف عم بدقّ، بتقولولي روحي عالبيت". ماجدة الرومي حالة على المسرح. تغنّي الحبّ فتبحث اليد عن حبيب تلامسه؛ تغنّي الرغبة فينتهّد المرء متمنياً الحصول على مبتغاه؛ وتغنّي الثورة فلا يبقى جالسٌ على كرسي. أجمل الأغنيات أرجأتها للختام، "يا #بيروت يا ستّ الدنيا يا بيروت(...) إنّ الدنيا بعدكِ ليست تكفينا". تُشعل الحماسات وصور الذاكرة، وبلحظة يكاد ينفصل المرء عن مكانه، ويلتحق بمكان آخر حيث بعض دمع قد يمسحه، ووجع قد يبلسمه، وقهر قد يستبدله بضحكة. و"إذا الظلم بيربح جولة، الحرية قدر الأحرار"، و"ما تقولوا طوّل هالليل، قولوا بكرا جايي نهار". ماجدة الأمل.


الفرقة بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، تعزف بجمالية وحبّ. "ما حدا بعبّي مطرحك بقلبي، شو القصّة يا قلبي، شو القصة يا قلبي؟"، حين غنّتها غمرت الليل بهجة. الآتي للسهر على صوت الرومي، يدرك أنّ نكهاتها لها وحدها. ليس ثمة فرع آخر. ينتظر الارتقاء بالكلمة والنغم. بالقصيدة والموسيقى. بالخفقان الجميل. غنّت ما يُرجى دائماً سماعه: "اعتزلت الغرام"، "كُن صديقي"، "اسمع قلبي"، "عم يسألوني عليك الناس"، و"كلمات". "يُهديني شمساً. يهديني صيفاً. وقطيع سنونوات. ولا شيء معي إلا كلمات". كانت ترتيلة مُستجابة وشيئاً من التأمّل المهيب. مجدداً، تعود ملاكاً: "أنا ممن يؤمنون بالقلوب". ليل السبت، ملكت قلوباً تخفق بحضورها. "إنتَ الملك قلبي، إنتَ الملك قلبي، عَقلبي ملك"، بدت الأغنية لها. مُهداة إلى تأثيرها. إلى الأناقة والرقي والخيالات.

يلفحها الحرّ، رغم نسمات بيت الدين الباردة. "كأننا في بيروت"، تمازح وتضحك. بين الأغنيات، كلمات ودعوات: "ادعموا الإذاعة اللبنانية، لقد خرّجت كباراً هم اليوم روح لبنان. الفنّ رسالة وأصوات عظيمة". ثم استعادت الأب الحاضر فيها: "حليم الرومي، يغمرني التأثُّر حين أغنّي له. رحل باكراً ولا أدري إن كان يراني من مكان". بحبٍ عظيم آخر، تذكّرت #ملحم_بركات. "رحل ويبقى في القلب والذاكرة والأيام السعيدة". عذبٌ اللقاء، ارتقاءٌ للروح ونورٌ لظلمات النفس وعوالمها السحيقة. خليطٌ من الأحاسيس المكتملة، بالاستحالة والتورّط وذرات الغبار واصطياد الكواكب. وبـ"القصيدة العشقانة" و"غمّض عينيك وتصوّر إنو هالعالم إلنا"، و"السما لمسيّجة كلها بشرايط حنين". يا حبيبي. يا حبيبي.

في المقعد أمامي، أبٌ أو ربما جدّ مع ابنته أو ربما حفيدته، شكّل غناء الرومي لهما لحظات محبّة بديعة. كانا ترجمة للحالة بإطار عشق آخر. غنّيا مع غنائها، صفّقا مع الموسيقى، وكان للصغيرة حضناً ودفئاً وسعادة. "أنا وإنت يا ريت فينا نطير، عجوانح عصافير. يا ريت فينا ننسرق سرقة، عجناح شي ورقة". برجفة القلب حلّقت في العلا، أتت لتُفرِح، فكانت عبوراً إلى النشوة.

اقرا أيضاً: كاظم الساهر ساحراً ليل بيت الدين: الجوع عظمة الحبّ

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم