الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"حبيب"!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"حبيب"!
"حبيب"!
A+ A-

في كل مرّة كان الشاب أحمد جابر (37 عاماً) يكتب فيها "ستاتوس" أو آخر على صفحته الشخصيّة على "فايسبوك"، مُعلّقاً بأسلوبه الساخِر والمُسيَّج بروح الدعابة، على الوضع السياسيّ أو "شي" حَدث عالميّ، كان الأصدقاء يَغمزون إلى موهبته الواضِحة في #الكتابة هاتفين، "وِلك Take It Seriously!" (خُذها على محمل الجدّ). 

وكان جابر يَقترب بضع خطوات من تحقيق حلمه الذي يُراوده منذ أكثر من 10 سنوات. وإذا أردنا أن نكون أكثر دقّة، فقد عاشَ الشاب هذا الحُلم منذ الصغر، "يعني عندي ياها جوّاتي من أنا وصغير. ولكن أخذت المسألة بجديّة منذ 10 سنوات"، كما يقول لـ"النهار". 

ومنذ ما يُقارب العام، نَضجت الفكرة في بال أحمد جابر، وقرَّر، بعدما إكتشف أن لا شيء أهم من الكتابة بالنسبة إليه، "إنّو خلص، بدّي أعمل شي، بلِّش شي!". 

فإذا بكتابه الأول الذي يَطل باللغة الإنكليزيّة بعنوان Habib، يأخذ "إطار الواقِع". ولم تَعد الكتابة أقرب إلى عاشقة "تتغندر" في بُرجها العالي، بل تحوّلت إلى مشروع ملموس عاشها جابر قصّة حب "يوميّة" خلال 3 أشهر.

يروي قائلاً، "ما أن شرعتُ في الكتابة، لم أتمكّن من التوقّف. وصارت مسألة طبيعيّة بالنسبة إليّ أن أكتب يوميّاً. وفي الواقع عندما إنطلقتُ في التأليف لم أكن أعرف سلفاً كيف ستكون الصورة النهائيّة للكتاب، ولكن الأفكار إنسابت بشكل مُتواصل، وفجأة وجدتُ نفسي أمام النهاية المناسبة لا بل المثاليّة للقصّة".

وبعد أشهر طويلة من التدقيق والتصحيح والطبع والتوزيع، وُلد الكتاب الأول الذي ستتبعه أجزاء عدة، وقد وقّعه جابر أخيراً في حانة Ferdinand القائمة في شارع الحمراء التاريخيّ. 

شخصيّة البطل "حبيب" مُقتبسة في الواقع عن شخصيّات عدة تُحيط أيام أحمد جابر، "وانا من ضمن هذه الشخصيّات. وكل أصحاب حبيب في الكتاب هم في الواقع الإنعكاس الطبيعيّ لأصدقائي. إخترتُ للبعض أسماء مختلفة كما إحتفظتُ ببعض الأسماء الحقيقيّة عندما رسمتُ الشخصيّات".

وفي جوهره، "حبيب" هو في الواقع الإمتداد الروائي لشخص يعرفه أحمد جابر جيداً، وهو، بحسب ما يصفه لنا، "مهضوم كتير، بيضهر كتير، وبيشرَب، ودايماً عندو قصص وخبريّات. لم أحدِّد له سنّه، وربما كان في منتصف الثلاثينات أو في أواخر العشرينات، ويُمكن لأي شخص أن يشعر بأنه معني في المُغامرات التي يعيشها هذا البطل".

وإختار اسم "حبيب" ليُرافقه في هذه المُغامرات الأدبيّة التي ستتكرّر سنوياً، كما يَشرح، "لأن الإسم في الدرجة الأولى جميل وهو قريب، في الوقت عينه من كلمة: حبيبي، وهو اسم حياديّ، يُناسب البلد".

وصحيح أن الكتاب صار في الأسواق منذ أقل من شهر بيد أنه إنضمّ إلى لائحة "الأكثر مبيعاً" في متاجر "فيرجين"، ويُمكن أن نجده أيضاً في مكتبتي "أنطوان" و"مالك"، وأيضاً في "دار بيسترو" و"رواق" و"تاء مربوطة". 

تخصّص أحمد جابر في التصميم الجرافيكي، وهو حالياً المدير الإقليمي في المجلس الثقافي البريطاني.

ويبقى هدفه الكبير أن ينتقل إلى الكتابة بشكل كامل، ويُنهي قائلاً، "شخصيّة حبيب ستُلازمني لفترة طويلة. ودأت الكتابة على الجزء الثاني من القصّة، على أمل أن يكون لحبيب مُغامرة أدبيّة سنويّة". 

- إشارة إلى أن الكتاب من توزيع "دار الخلود"، وقد صمّم الغلاف طوني خويري وأشرفت على التصحيح مارال غنما.

                                                                                     [email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم