الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حكاية كامل المقدم مع السيارات القديمة: من هواية الى هوس

المصدر: "النهار"
رولا حميد -طرابلس
حكاية كامل المقدم مع السيارات القديمة: من هواية الى هوس
حكاية كامل المقدم مع السيارات القديمة: من هواية الى هوس
A+ A-

لكل إنسان هواية أو أكثر، تكون جزءاً من حياته وتدرج على لائحة سيرته الذاتية، بعضها قد يكون مألوفاً او غريباً، بعضها يحتاج إلى المال والجهد والمغامرات التي تدفع المرء للمجازفة والانتقال من بلد الى آخر، متحدياً الصعاب ومتجاوزاً الحدود، الا انها متعة وسعادة بكل معنى الكلمة. 



الحاج كامل مايز المقدم، ابن النائب الطرابلسي الراحل مايز المقدم يهوى، اقتناء السيارات القديمة، وهو الذي ولد وترعرع في منزل عائلته التراثي في بلدة علما والذي يعود تاريخ بنائه الى العام 1900، بيت لا يزال مزيّناً بالسجاد والفوانيس والاسلحة القديمة حتى الساعة، كما عاش ايضاً في منزل جده لامه المحامي كامل الدين سلهب في طرابلس، وفي ذلك يقول:"كل ما هو تراثي وقديم يعيدنا بالذاكرة الى ايام الخير الحلوة، ويجعلني ارى واشعر بتاريخ الآباء والاجداد الذي كان يتميز كثيراً عن هذه الايام حيث الانفصال بين الماضي والحاضر عند كثيرين وبخاصة الاجيال الجديدة. هي الاصالة والعادات والتقاليد التي ما زلت افتخر بها واعيش ما فيها من صفات".


تلك الحياة في ريعان الشباب دفعت كامل المقدم للتعلق بالتاريخ المجيد وأثرت الى حد كبير بشخصيته ومزاجه وذوقه في بناء بيته الخاص بطابع تراثي، تزينه السيارات القديمة التي يقتنيها وله مع كل واحدة منها حكاية.


ويوضح انه تعلم قيادة السيارة وهو في الثالثة عشرة من العمر، حيث كان يقود سيارة والده "الكاديلاك" موديل سنة 1963 وسيارة "السيتروان 60 " موديل سنة 1965: "لقد بدأت امارس هواية اقتناء السيارات الاميركية الصنع، واول سيارة كانت من نوع "شوفيل" موديل سنة 1963 وهي تذكرني بسيارة جدي كمال سلهب الذي كان يفضل هذا النوع من السيارات، وسيارة "سيتروان" التي تذكرني بالمرحوم والدي الذي كان يقتني سيارة من هذا النوع.

وبعدها اقتنيت سيارات "بويك" و"كاديلاك" و"مرسيدس"، وقد تحولت الهواية الى هوس في البحث عن السيارات القديمة والعمل على شرائها، فاشتريت سيارة "بيجو" قديمة تذكرني بسيارة الرئيس الفرنسي الراحل جيسكار ديستان التي كان يستخدمها خلال حملته الانتخابية سنة 1974. وسيارة "مرسيدس" التي تذكرني برؤساء لبنان الأوائل من أمثال بشارة الخوري وكميل شمعون".

اضاف: "آخر سيارة اشتريتها يعود تاريخ صنعها الى العام 1929 وسيارة "مرسيدس 220 أس" موديل 1950، و"مرسيدس 170" موديل سنة 1952 وهي تذكرني بالسيارات القديمة التي تفتح أبوابها بعكس بعضها. واذا علمت بوجود سيارة قديمة في اي مكان أسعى جاهداً لاقتنائها، بغض النظر عن سعرها مهما كان مرتفعاً. حاليا لدي 16 سيارة قديمة استخدمها في تنقلاتي، وهي تلفت نظر الناس، فأنا افضلها على السيارات الحديثة. وهذه السيارات ليست للبيع انما اذا لم تكن احداها تعجبني اقايضها بسيارة اخرى مع هاوٍ لهذه السيارات مثلي، وهذه حالات نادرة".

واوضح المقدم "ان هذه الانواع من السيارات اسعارها باهظة وهي مكلفة مادياً وتحتاج صيانتها او اعادة نفضها الى وقت وأموال نظراً لصعوبة العثور على قطع تبديل ولقلة وجود معلمين يتقنون صيانة وتصليح السيارات القديمة. الا ان سعادتي تكون عارمة عندما اعيد سيارة بالية الى سابق عهدها، اذ ان متعة اقتناء السيارات القديمة لا تكمن في شرائها وانفاق اموال طائلة فحسب بل في ترميمها واعادة الحياة اليها تماماً كما يكون اعادة امرأة عجوز الى امرأة حسناء بعد اجراء عمليات تجميل ومكياج لها".

الحاج كامل المقدم يؤكد "ان هوايته ليست عادية بل هي جزء من تاريخ وتراث مدينة يرتبط ماضيها العريق بحاضرها ومستقبلها لكونها تشكل متحفاً حياً قائماً بذاته يضم عناصر أثرية لحقبات عدة تمتد عبر التاريخ".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم