الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رفيقة البطاركة الموارنة آتية... "سيّدة إيليج" تزور أرضها

هالة حمصي
هالة حمصي
رفيقة البطاركة الموارنة آتية... "سيّدة إيليج" تزور أرضها
رفيقة البطاركة الموارنة آتية... "سيّدة إيليج" تزور أرضها
A+ A-

الزائرة استثنائية، كبيرة القوم وأهل البيت. عندما تعود ايقونة "سيدة ايليج" الى مقامها البطريركي الاثري، دير سيدة إيليج العجائبية في ميفوق- قضاء جبيل، 9 ايام فقط (10-18 آب)، في زيارة فريدة من نوعها، تفتح صفحات من تاريخ الموارنة، وتدخل على الراحات كـ"أقدم ايقونة في الشرق"، "أمّ الايقونات المارونيّة" ورفيقة البطاركة: سكنت معهم، رحلت معهم، وتعرضت، على غرارهم، للاضطهاد والاعتداء والنار والطعن بالسكاكين. الآثار الظاهرة عليها تشهد بذلك.  


الموارنة في الانتظار للاحتفال بقداديس يومية ومحاضرات تاريخية وتراثية وسهرات انجيلية وامسيات دينية. زيارة ايقونة "سيدة ايليج" ترتدي "طابعا خاصا، اذ صلّى امامها أجدادنا، وحافظوا عليها على مرّ العصور"، يقول معاون كاهن رعية سيدة ايليج الاب شادي بشارة اللبناني الماروني لـ"النهار". في ديرها، تلك الارض "العجائبية"، تقف "سيدة ايليج" اليوم. قبل اسابيع عدة، سُجِّلت في سجل العجائب في دير سيّدة ميفوق نعمة شفاء جديدة بشفاعتها. و"شجرة المسابح" في حديقة الدير... اعجوبة اخرى، حكاية اخرى.

ايقونة "سيدة ايليج". "جمال رائع"، لا نظير لها، جوهرة، لما تحمله من "تاريخ ومعان". ما يُعرف عنها "انها أتت من مكانٍ ما في العالم السريانيّ، واستقرّت في إيليج". "من اين اتت؟ اي طريق سلكت؟"(3) لا اجوبة واضحة. المعروف انها كانت هناك، حيث عاش البطاركة الموارنة طوال نحو 4 قرون، "من العام 1121 الى العام 1445"، "18 بطريركا في المجموع"، وفقا للمعلومات التاريخية(2).

وبعدما هجروا دير سيدة ايليج إلى وادي قنوبين، "بقيت الأيقونة محفوظة هناك، في صندوق قياسه 100×1،50. لكنها لم تسلم من عوامل عدة، بحيث تعرّضت للاضطهادات والحريق، وشُوِّهت عند الأسفل... اللطخات الظاهرة في أسفلها هي نتيجة طعنات الخناجر التي تعرّضت لها خلال الاضطهادات"، يفيد الاب عبدو بدوي الراهب اللبناني الماروني(1).

عندما اصبح الدير من أملاك الرهبانية اللبنانية المارونية في القرن الثامن عشر (1766)، "حافظ الرهبان على الأيقونة"، على قوله. "العام 1985، اخذ بعضهم مبادرة لترميم الإيقونة. فطلبوا من راهبات كرمل أم الله والوحدة في حريصا تولي المهمة التي استغرقت نحو 5 سنوات". واشرف على العمل الاب انطوان لامنس(3).

أعمال ترميم. "دراسات مختبرية وتصوير بمختلف الاشعة". وكانت مفاجأة كبيرة. الايقونة "تحتوي على طبقات تصويرية متراكمة عدة، ترجع اقدمها الى القرن العاشر". في البحث الايقونوغرافي، تختصر الايقونة "حقبة ايقونوغرافية تمتد من القرن العاشر حتى ايامنا هذه. وتبقى المرحلة الايليجية لغزا بالنسبة الى بدايتها"(3).


من البتر الى الشفاء

قرون مرت. وعلى غرار البطاركة، بقي الموارنة امناء للتقليد. دير سيدة ايليج "العجائبية" لا يزال مقصد مئات الزوار، طلبا لشفاعة السيدة. "نعمة شفاء جديدة حصلت هذه السنة بشفاعتها"، على قول الاب بشارة. وفي التفاصيل ان "شخصا من قرية العلالي المجاورة، كانت رجله ستُبتر بسبب الغرغرينا. وبعد زيارته كنيسة سيّدة إيليج وطلب شفاعتها، تفاجأ الأطبّاء بان رجله عادت سليمة معافاة. وشهد الطبيب المعالج أنه لم يسبق أن رأى، خلال مزاولته مهنة الطب، حالة شفاء مماثلة". وسيتم عرض تقرير عن هذه الحالة، خلال زيارة السيدة لديرها، بين 10 آب و18 منه.

في 18 آب، تمضي "سيدة ايليج" اليوم الاخير في مقامها، لتعود بعدها الى مخبئها، من اعوام طويلة، في جامعة الروح القدس- الكسليك. "نظراً الى قيمتها المهمة في تاريخ الموارنة، حُفظت في مختبرات الجامعة، بعدما انتهى ترميمها، لحمايتها من العوامل الخارجيّة، ولابقائها في ظروف مدروسة من ناحية درجة الحرارة والرطوبة والمناخ". وتبقى ايليج دائما في القلب.


(1) محاضرة عن ايقونة سيدة ايليج، الاب عبدو بدوي الراهب اللبناني الماروني.

(2) دراسة مختصرة، "ايليج جلجلة المارونيين"، الاب بيار سعادة.

(3) سيدة ايليج، ايقونة سريانية مارونية، القرن العاشر، معهد الفن المقدس، جامعة الروح القدس، الكسليك. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم