الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لصوص يبيعون "كنوز" البرتغال... قطعة "ازوليجو" بـ 5 أوروات!

لصوص يبيعون "كنوز" البرتغال... قطعة "ازوليجو" بـ 5 أوروات!
لصوص يبيعون "كنوز" البرتغال... قطعة "ازوليجو" بـ 5 أوروات!
A+ A-

تنتشر على جدران قصر متداع ومهجور في قلب #لشبونة ثغرا مفتوحة خلّفها انتزاع بلاطات خزفية تشتهر بها البرتغال، وتعرف باسم "#ازوليجو"، في دليل على عمليات النهب الممنهجة للتراث.


آخر المقيمين في قصر "#بومبال"، اي افراد جمعية "كاربيه دييم" الثقافية، غادروا للتو هذه الدارة المبنية في القرن السابع عشر، والمتروكة للتداعي، في غياب الاموال من بلدية لشبونة المالكة لها منذ 50 عاما.  


وادرجت الدارة القديمة التي كانت مقر اقامة عائلة ماركيز بومبال، الشخصية التاريخية في البلاد، بين الابنية المهددة في قائمة وضعها مشروع "اس او اس ازوليجو" الذي اطلقته الشرطة القضائية العام 2007 لمطاردة ناهبي هذه الخزفيات الثمينة.  

(أ ف ب) 


وتوضح ليونور سا، امينة متحف الشرطة القضائية: "بعد عقد على ذلك، تراجعت السرقات المعلنة للازوليجو بنسبة 80%. الا ان الكثير من هذه السرقات غير مبلغ عنها". وتقول: "البرتغاليون لا يقدمون الشكاوى، لان الامر عادي جدا بالنسبة اليهم. فهم يعيشون محاطين بالازوليجو من ولادتهم الى مماتهم. اما السياح الاجانب، فيكتشفون هذه الخزفيات، ويغرمون بها، لانها ليست موجودة عندهم".  


و"الازوليجو" موروثة من المسلمين الذين احتلوا البرتغال بين القرنين الثامن والثالث عشر. وتضفي رونقا على الواجهات المتداعية في لشبونة. ويهيمن الازرق على هذه الخزفيات (ازول يعني ازرق بالرتغالية)، فيما اسمها مأخوذ من الكلمة العربية "زليج".   


وقد انشأت ليونور سا التي روعها اختفاء هذا الكنز البرتغالي موقعا الكترونيا يجمع صورا لخزفيات مسروقة من كنائس ومستشفيات ومحطات حافلات او قطارات. ويسمح ايضا بالتحقق من مصدر البلاط المعروض للبيع. وتقول: "لهذا الامر اثر رادع جدا".   


وسجلت عمليات السرقة مستويات عالية في 2001 و2002 و2006 طالت نحو 10 آلاف ازوليجو. "الا انها تراجعت في شكل كبير اليوم"، على ما توضح هذه الخبيرة.  


منذ العام 2013، يمنع هدم الواجهات المزينية بـ"الازوليجو" في لشبونة من دون موافقة مسبقة من البلدية. وهو اجراء سيعممه البرلمان قريبا على كل البلاد. في "فييرا دا لادرا" (سوق السارقة) تباع بلاطة "ازوليجو" بين 5 اوروات و100 أورو. ويعرض جزء من جدار كبير بالالوان البني والذهبي والاخضر يعود الى القرن الثامن عشرـ ويمثل حيوانات وازهارا استوائية، بسعر 500 أورو. لكن لدى تجار العاديات، قد يصل سعر بعض "الازوليجو" الى 10 آلاف أورو. 

(أ ف ب) 


تقف آن نيفانييه (43 عاما) مطولا امام بلاطات خزفية معروضة في اكشاك سوق البرغوث هذه التي تطل على نهر تاجه. وتقول الدليلة السياحية الفرنسية: "في الماضي، كنت اشتري الكثير منها. ثم توقفت، لانني اعارض سرقة تراث البرتغال".   


غالبا ما يجري مفتشو الشرطة عمليات تدقيق. الكشك الصغير لماريا سانتوس (28 عاما) الذي يزخر بالخزفيات العائدة الى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لا يفلت من انتباههم. وتقول: "عندما يمرون، اظهر لهم الوثائق. انا ابيع، ولا اسرق". وتؤكد ان بعض "الازوليجو" مأخوذ من عمليات هدم واجهات ابنية. "لكننا لا نعرف مصدرها الفعلي في غالب الاحيان".  

ويقول المفتش اوسكار بينون، قائد كتيبة الاعمال الفنية في مكتبه البسيط في الشرطة القضائية: "غالبية الازوليجو مصدرها شرعي. فاحيانا يتخلص اصحاب هذا البلاط منه لتحديث منازلهم". لكنه يحذر قائلا: "عندما يعرض عليك مدمن مخدرات 20 ازوليجو في كيس بلاستيكي بأورو واحد للقطعة، فثمة احتمال كبير ان تكون مسروقة".

(أ ف ب) 


قبل يوم، توجه الى "لا فييرا دا لادرا"، في محاولة لاستعادة نحو الف بلاطة عائدة الى القرن الثامن عشر، سرقت خلال الليل من مبنى مهجور في بايشا، اي لشبونة السفلى. لكن من دون جدوى. ويرى المفتش ان ازدهار السياحة في لشبونة ليس بغريب عن الطلب الكبير على "الازوليجو" القديمة. و"يمكن ان يساهم في ازدياد عمليات السرقة".  


خبيرة الخزفيات كريستيان بينا (55 عاما) وجدت حلا. فعلى بعد حوالى 100 متر من سوق البرغوث، تعرض في متجرها الحرفي نسخ "ازوليجو" طبق الاصل عن بلاطات خزفية مصنوعة في القرن الثامن عشر .وتؤكد انه "من الافضل ان يشتري السياح نسخا جميلة عن الازوليجو كتذكار من لشبونة لتبقى الاصلية في البلاد".  


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم